إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي
مُقِرٌّ بالّذي قَدْ كانَ مِنّي
وَمَا لي حَيلَة ٌ، إلاّ رَجائي،
بعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكَمْ من زَلّة ٍ لي في البَرايَا،
عضضت أناملي وقرعت سني
يظنُّ الناس بي خيراً وإني
لشر الخلق إن لم تعفو عني
وبين يدي محتبس طويل
إذا فَكّرْتُ في نَدَمي عَلَيها،
أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً
وأفني العمر منها بالتمني
فلو أني صدقتُ الزهد فيها
قلبت لها ظهر المجن
بُنَيَّتـي يـا بُـؤرةَ العيْـنِ اسمعـي
نصيحَتي ، فالنُّصْحُ أمـرٌ مُسْتَحَـبْ
إنَّ الحيـاءَ تاجُنـا ، فاسْتَمْسِـكـي
بالتَّاجِ و الأخلاقِ ، يـا نَبْـعَ الأدَبْ
لا تَصْحَبِي صديقـةَ السَّـوءِ الَّتـي
تَمْنَحُ مـنْ تَصْحَبَهـا شـرَّ لَقَـبْ
و إنْ فَعَلْتِـي فِعْلَهـا ، فَلْتَعْلَـمِـي
أنَّكِ قدْ أشْعَلْتي فـي قَلْبـي اللَّهَـبْ
فَلْتَجْعَلِـي الزَّهْـراءَ قُـدْوَةً لــكِي
ا دُرَّةَ الإسلامِ يـا بِنْـتَ العَـرَبْ
وَ لْتَرْتَضِي التَّقْـوى شرابـاً سائِغـاً
فَشارِبُ الصَّديدِ يبْقـى فـي نَصَـبْ
يا بَلْسَـمَ القلْـبِ ، أيـا صَغيرَتـي
إنْ غِبْتُ ، إنْ أصْبَحْتُ فيمَنْ قدْ ذَهَبْ
لا تَحْزَنـي فقـدْ رحلْـتُ تارِكـاً
وصِيَّـةً حُروفُهـا مِـنَ الـذَّهَـبْ
مواقع النشر (المفضلة)