[align=center]


ودللّت الحروف في بحر عيني

ألبستها ألوان ثوب الياسمين

ورويتها من روابي الحبّ حتى

نمت براعمها بشريان الجبين

في بحور العين أمرت مراكبي

حملُ رذاذها ليروى العاشقين

وكلمات وشمتها بأوراق خدّي

معاجم للغرام وهزّات السنين

فرشت على آهات ثغري موائد

تراتيلٌ وهمسٌ غذاء البائسين

وجعلت من كنوز عمري خيمة

مواطن من كان بالغرام جنين

وأسكنتها بيت فرسان القوافي

وتوقيعي عليها طوق الياسمين

وأقفلت أبواب أوراقي وقلمي

وعمري بجمر الآهات الظنين

طويت رحلاتي بفضاء القوافي

وصداقات كانت بطلائعها تعين

واسماء تجوّلت مدائن عشقي

لأبقى بفضائل تشريفها بالمدين

الا يا صحبتي وقمران الليالي

عاشقٌ سمّارها وللأسرار دفين

ألا يا غربة عن أصوات الكنار

وضحكة النحل وألحان الطنين

ألا والشوق الى ظفيرة شمس

غرقت بالعيون والصدرالحزين

وداعا لأمواج بحر كان همسه

يغني الروابي ولأرواحها قرين

وداعا لمن ألبستها ثوب لغتي

غرّبنا الفراق ولكلّ أسد عرين

ليس حزني أن هجرتُ القوافي

جريمتي كانت بضياع السنين

ودموعي ليست لوعتها تأسّي

بكاء الحزن على عبق الياسمين

فهنيئا لك حصاد الهجر والنوى

أخاف بدفا الأيام يغزوني الحنين

كان حلما أن لا يجفّ حبر قلمي

وتبقى لخمور الغرام بقلبي أنين




[/align]