سأخط كلماتي لأول مرة على الورق لأنها حكمت اسراري و سأكتب بدموع القلم لأنها ترسم همساتي .. سأعبرّ و اعبرّ لان سبات الفكر يدمرني و عفوة المشاعر تقتلني .. لذا اخترت دموع القلم عوضا عن دموعي و اخترت القلم عوضا من ان اتبرم و اشتكي .. اخترت الورقة و القلم لأزيح عن كاهلي و افرغ اعماقي من كل ما فيها من تنهدات و جراح .. اكتب لعليّ اجد في الكتابة متنفسا عن ذاتي .. اكتب و في القلب حسرة .. اكتب وسط زحام الحياة التي جرفني تيارها هنا و هناك .. و لم ارى نفسي الا و انا على حافة الهاوية .. ابكي ايامي و صمتي يبكيني و قطرات الالم تنزف من جرحي الذي يسكن احشائي .. الجرح و الالم و الضياع الذي زرعته انا بنفسي لنفسي ..
ماذا اقول ؟ مسكين انت ايها الحب الذي نعلق اخطاءنا على اسمك .. لا تسألني كيف افسرّ الامور او افهمها .. فلقد عاهدت نفسي على الصراحة .. معاناتي و تجاربي علمتنيّ ما لم اتعلمه في المدرسة و من النظريات وصلت الى مرحلة اشعر فيها بأنني وقفت على مفترق طريق الندم.
دعني ايها الحب اخبرك عن نفسي بكل صراحة و صدق .. فأنا انسان فقدت الاحساس بالأمان و داخلي قلب اعتصره الالم و الحسرة و ادمته الجراح و رمته الحياة و لكن رغم ذلك فأنني اقوى من ان اهرب من نفسي لمعاقبتها و مصارحتها .. فأنا انسان لا اقبل الحل الوسط كما اننا نعيش في زمن ضاع فيه حب قيس و ليلى و طغت المادة على نفوس البشر و اصبحت لغة العصر المتداولة ( الحب صفقة ) بقدر ما تعطيني من المادة اعطيك انا و اسقيك من هذا الحب المزيف .
عشت اجمل سنوات عمري و انا ابحث عن الحب الحقيقي و لما عجزت حاولت ان اقبل بأقل القليل .. حتى القليل هذا لم يقبل حبي بل جعل مني انسان ضعيف يبحث عن الاوهام في زمن لابد ان اعرف فيه ان الحب قد دفن بين الانقاض و ما انا الا باحث عن سراب .
بربكّ اخبرني ايها الحب ماذا طرأ على حياتنا و نفوسنا حتى بدأت السعادة تنقلص من حياتنا ؟ ..
عفوا ايها الحب لن ابحث عنك بعد اليوم لأنني ايقنت و تيقنت اخيرا بأنني لن اجدك و لكن للأسف اكتشفت ذلك بعد فوات الاوان و بعد ان اتخذت منك موقفا صارما لا عودة فيه .
كاتم الجروح
مواقع النشر (المفضلة)