طـفلك ليــس مسـئولا عن توتـرك
أشعر بأننا ندور في ساقية لا تتوقف. هكذا صرحت ميليسا هيل الأم والزوجة الأمريكية العاملة التي انغمس زوجها في عمله الحر وانشغل اولادها الثلاثة بالدراسة وبالأنشطة الرياضية حتي اصبحوا لا يجدون وقتا لتناول العشاء معا, ومن الواضح ان ميليسا تعيش في فوضي لا تستطيع السيطرة عليها وتشعر بالتوتر جراء هذه الفوضي, لكنها ليست الوحيدة.
فالتوتر يهدد47% من النساءوذلك وفقا لإحصاء اجرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي, كما كشف احصاء آخر تم اجراؤه عام2005 عن ان الأطفال ايضا يصابون بالتوتر بسبب الواجبات المدرسية بنسبة36% وبسبب الأسرة بنسبة32% والاصدقاء والنميمة والمداعبة بنسبة21%. وقد وضع الخبراء التربويون بعض الإرشادات التي تساعد المرأة علي تجنب الاحساس والمعاناة من التوتر ومنها النقاط التالية:
* لا تهملي وقت الفراغ:
اظهرت الاستفتاءات ان26% من الأمهات الأمريكيات يتركن العمل يزحف علي الوقت المخصص لأسرهن وان ساعات العمل زادت لديهن بنسبة25% بينما نقصت أوقات الفراغ بنسبة25% والمعروف أن الأمريكيين يحصلون علي اجازات أقل من نظرائهم في بقية المجتمعات الصناعية خوفا من فقدان وظائفهم. وتقول( د. بولين بوس), مؤلفة كتاب( ادارة ضغوط الأسرة), ان الآباء يريدون السيطرة علي كل كبيرة وصغيرة في حياة الابناء, كما انهم يحاولون منح ابنائهم كل خبراتهم التي تعلموها لينجحوا وفي سبيل تحقيق ذلك يحرمون انفسهم من كل أوقات الراحة التي يحتاجونها.
* تنفسي انت اولا:
إذا كنت دائما متوترة فاعلمي انك لن تستطيعي تعليم طفلك كيفية التعامل مع الآخرين بأسلوب صحيح, وأحسن هدية يمكنك تقديمها له هي ان تكوني أما سليمة العقل والبدن وراضية عن حياتك, فأبناؤك يحتاجونك أكثر مما يحتاجون إلي درس الباليه أو مباراة كرة قدم.
* لا تنشدي الكمال:
ربما يخيل إليك ان الاخرين يعيشون حياة أفضل من حياتك.. مثل جارتك التي يبدو منزلها أكثر ترتيبا من منزلك.. أو ابنة اخيك التي أجادت القراءة أسرع من طفلك.. توقفي عن توبيخ نفسك ومقارنتها بالأخريات من حولك.. واعلمي انك مثل الآخرين وهم لا يتصفون بالكمال لأنك إذا تحدثت معهم بصراحة ستجدينهم مثلك وربما أقل منك وقد يكون لديهم من يعاونهم علي بلوغ ما وصلوا إليه من كمال.
* اتصلي بالآخرين:
بعض الناس لديهم قناعة ان في استطاعتهم المضي في الحياة دون طلب المساعدة من الآخرين ولكن تأكدي اننا لا نستطيع أن نعيش دون مساعدة أفراد الأسرة أو الجيران أو المدرسين أو الأطباء أو بقية أفراد المجتمع..وإذا لم يكن لديك هؤلاء الأشخاص لتعتمدي عليهم في حياتك فابدئي ببناء شبكة من العلاقات لأن وجودهم من حولك ومساعدتهم في وقت الحاجة شيء اساسي في الحياة.
* احمي اولادك من التوتر:
وفقا لهيئة الصحة العقلية الأمريكية يؤثر الاكتئاب علي واحد من كل ثماني مراهقين وواحد من كل ثلاثة وثلاثين طفلا وبعض هذا الاكتئاب يرجع إلي تأثير الأسرة علي الطفل. وتشير الدراسات إلي أن الأبناء يحتاجون إلي الحب والقوانين والارشاد الأسري وإلي قضاء الوقت مع الآباء ليشعروا بالسعادة والأمن والاستقرار, كما يحتاجون إلي الآباء المستقرين نفسيا وغير المتوترين لكي يصدروا لهم القرارات الحكيمة ويمكنك ان تحمي طفلك من تأثير التوتر بالحد من النشاط الخارجي انت وأطفالك والجلوس معا لمناقشة مشاكلهم واحتياجتهم كما يؤكد د. ريتشارد أوكونر مؤلف كتاب( القضاء علي التوتر الدائم).
* علمي أبناءك المرونة:
نحن نحب ابناءنا كثيرا ولا نتحمل ان نراهم محبطين ولكن هذا الحب المبالغ فيه يجعلهم عرضة للشعور بالتوتر الشديد عند عجزهم عن حل أي مشكلة تواجههم, لذلك نحن في حاجة لتعليمهم أن الاحباطات والتحديات ليست هي نهاية العالم وان نعلمهم كيف يقاومون حين لا يحصلون علي ما يريدون وفي المرة المقبلة التي يتعثر فيها طفلك في حل مشكلة ساعديه علي التفكير في خطوات حلها واتركيه يتخيل الحل وعندما يصبح مرنا ومدركا له سينخفض شعوره بالتوتر وانت الأخري لن تعاني منه.
والنصيحة الأخيرة هي ضرورة منح مساحة من الحرية لأفراد الأسرة لأن التدخل في التفاصيل الصغيرة هو الذي يوجد التوتر.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)