كيف تتعاملين مع كوابيس طفلك؟
الكوابيس التي يتعرض لها الطفل لها عدة اسباب منها اسباب نفسية كالقلق العابر أو القلق طويل الامد أو الخوف من العقاب العائد من غضب احد الابوين وغير ذلك من المشاعر والاحاسيس المكبوتة خلال ساعات النهار وتنطلق في اثناء النوم للتنفيس خصوصا اذا كان الابن يشتكي من نقص في جرعات الحب والامان الكافية له، كذلك هناك الاسباب الصحية كعسر الهضم أو ارتفاع الحرارة والحمى وغيرها من الاسباب التي تسبب الكوابيس والاحلام المزعجة.
واخيرا اهم الاسباب التي تجعل الاطفال اكثر من غيرهم احلاما هو مدى نشاط عقل الطفل القوي الذي يحاول استيعاب ما حوله من احداث ومرئيات خصوصا الخيالات والمبالغات التي يسمع بها في حكايات ما قبل النوم أو يراها في الرسوم المتحركة، كل هذه الاشياء الخيالية وما فوق الخيالية تجعل العقل الباطني لديه في قمة النشاط خلال الليل فينعكس كل ما يراه طوال النهار على احلامه الليلية وهنا بطبيعة الحال يحتاج الطفل الى تعامل خاص من قبل الابوين لتجنيبه مثل تلك الكوابيس.
فإذا جنّب الوالدان الطفل اي توترات شديدة واي نشاطات قوية خلال النهار، واذا لم يقم الابوان بتوبيخ الطفل أو معاقبته قبل النوم مباشرة، أو كذلك تهديده وتخويفه (بالحرامي أو الجني) مثلا فان هذه الاحترازات تضمن للطفل تباعد ظهور الكوابيس ان لم تختف، ومن امس الحاجات التي يحتاجها الطفل اذا قام مفزوعا من حلم مزعج هي المساندة الابوية مع الهدوء والثقة بالنفس، واستيقاظ الطفل بشكل كامل والتحدث معه بهدوء وعدم اعطاء الامر اكثر من حجمه، والتوضيح له بان ما رآه لا يعدو كونه حلما مزعجا لا يضره ابدا، ثم محاولة اعادة الطفل الى نومه مع ترك الباب مفتوحا وزيادة اضاءة الغرفة.. ومن الافضل ان يتحدث الاب مع طفله عما رآه ليلة البارحة من كوابيس ويخبره انها مجرد خيالات وان الجميع معرض للمرور بمثلها.
وفي الحقيقة انه يفترض من كل اب بعد سماع كابوس ابنه ان يفكر فيه مليا فانه يعطيه غالبا اسبابا وراء هذه الاحلام وغالبا ما يكون من الحكمة ان تساعد الطفل على مواجهة الموضوع الذي يخيفه في احلامه والتغلب عليه من خلال اعطاء الطفل احساسا بالسيطرة على ما يخيفه والثقة في نفسه من خلال ذكر بعض الامثلة التي تزيده طمأنينة وتساعده على استعادة توازنه وثقته بنفسه.
اما اذا كانت كوابيس الطفل متكررة بشكل غير طبيعي فقد تعكس وجود اضطراب انفعالي عنده، يتطلب مساعدة فورية من قبل الاختصاصيين.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)