في الموضوع السابق لبشار بن برد تطرقنا لشعره وفنه وشخصيته
والان سوف انقل لكم بعض الاخبار عن هجائه وخصومه ..
وطريقة غزله ومجونه ومقتله ....
كي نلم بجميع جوانب حياة هذا الشاعر ....
بداية
هجائه :
كان بشار ـ على نحو ما يذكر الأصفهاني ـ قد قال الشعر ولما يبلغ عشر سنين، فكأن أول عهده بالشعر يهجو الناس، "فإذا هجا قوماً جاؤوا إلى أبيه فشكوه فيضربه ضرباً شديداً، فكانت أمه تقول: كم تضرب هذا الصبي الضرير، أما ترحمه؟ فيقول: بلى والله إني لأرحمه، ولكنه يتعرض للناس فيشكونه إلي، فسمعه بشار فطمع فيه فقال: يا أبت إن هذا الذي يشكونه مني إليك هو قول الشعر، وإني إن ألممت عليه أغنيتك وسائر أهلي، فإن شكوني إليك فقل لهم أليس الله يقول: ليس على الأعمى حَرَجٌ فلما أعادوا شكواه قال لهم بُرد ما قاله بشار فانصرفوا وهم يقولون فقْه بُرد أغْيظ لنا من هجاء بشار"([9">).
وواضح أنّ بشاراً منذ صغره قد أدرك خطورة الهجاء، وأثره البالغ في الناس فشحذ لسانه بذمهم ليهابوه ويتجنبوا معرة لسانه، وفي الوقت نفسه جعل من الهجاء وسيلة للتكسب فروي عنه أنّه قال: دخلت على الهيثم بن معاوية وهو أمير البصرة فأنشدته:
إنّ السلام أيّها الأمير عليك والرحمة والسرور
فسمعته يقول: إن هذا الأعمى لا يدعنا أو يأخذ من دراهمنا شيئاً، فطمعت فيه فما برحت حتى انصرفت بجائزته"([10">). ولذلك كان الموسرون بالبصرة يسترضونه تجنباً لهجائه، وهو بطبعه لم يكن يحسن مصانعة الناس، ومن ثم لم يكن بارزاً في المدح كبروزه في الذم، وقوله في الخبر الآنف لأبيه: "أغنيك وسائر أهلي" عظيم الدلالة على ميله الشديد إلى الهجاء، وتكريسه هذا الموضوع للنيل من الخصوم ومن ثم حصوله غصباً على جوائزهم.
كل الهجاء سلاحاً ذا حدين، فهو من جهة أسلوب ناجع في رد ع الخصوم والنيل منهم انتقاماً وتشفياً، وبالفعل كان الناس في مختلف طبقاتهم ومراكزهم يخافون لسانه، لأنه فاحش القول وشعره سائر بين الناس، يتناقله المغنون وتنشده الجواري وتنوح به النائحات، كما كانت مجالس العلماء تحفل بأشعاره أشد ما يكون الاحتفال، إذ الأصمعي وهو من النقاد المتشددين كان يرى أن بشاراً خاتمة الشعراء، ولولا أنه متأخر عن زمن الفحول لكان قدّمه على كثير منهم، وهو من جهة أخرى السبب الذي أحدث جفوة بينه وبين الناس، بل كان هجاؤه باباً للقدح في عقيدته، وإبراز مجونه وزندقته، وليس ذلك فحسب بل كان الهجاء سبباً في مقتله كما سنرى.
إذن بشار من محترفي الهجاء، تصيد فيه سقطات الخصوم، وأمعن في تصوير مباذلهم، وقد تمرس في هذا الباب كما تروي الأخبار، إذ حمل في نفسه صور النقائض التي كانت تدور بين أعلام الشعر الأموي، ولهذا اختلف إلى المربد وعاين جولات الخصوم في التهاجي، وقد أحب أن يشارك في ذلك، فقال: "هجوت جريراً لم يجبني ولو أجابني لكنت اشعر الناس"([11">) إذ أراد أن يمتحن قدرته البيانية في الهجاء فكانت نفسه تنازعه إلى مقارعة جرير وغيره من كبار الشعراء.
وما إن تمكن من هذه الأداة الجارحة حتى انخرط في مهاجاة أعلام عصره، وكبار الشخصيات إذ نراه يتعرض للمفكرين والزهاد والنقاد والنحاة والشعراء، فكان هجاؤه لواصل بن عطاء قد أضفى على شخصه رنيناً هائلاً، وبالمقابل أشعر خصمه بإهانة بالغة، والخلاف بين الرجلين غامض إذ لم تفصل المصادر فيه، وكل ما هناك أن بشاراً كان في بادئ أمره من أصحاب الكلام، وكذلك كان واصل بن عطاء، فلما صار واصل إلى الاعتزال وصار بشار كمما يقول الأصفهاني إلى الرجعة، حدث اختلاف بين الرجلين من حيث المذهب الفكري، فانقلبت العلاقة بينهما من علاقة ود وإعجاب، إذ سجل الأصفهاني شعراً يمدح فيه بشار واصلاً ويشيد بخطبه وبلاغته، إلى علاقة عداء وخصومة، فهجاه هجاء موجعاً في قوله:
مالي أشايع غزّالاً لـه عنق كنِقْنِقِ الدَّوِّ إن ولّى وإن مثَلا
عُنقَ الزرافةِ ما بالي وبالُكمُ أتكفرون رجالاً أكفروا رجلا؟
فما كان من واصل إلا أن حرّض الناس عليه متهماً إياه بالزندقة والفجور، فكان يقول في مجالسه: "أما لهذا الأعمى الملحد المكنيّ بأبي مُعاذ من يقتله، أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية لدسَسْت له من يبعج بطنه في جوف داره"([12">).
وواضح أنّ الخصومة بين الرجلين حملت واصل بن عطاء على اتهام بشار بالزندقة، وكانا قبل ذلك على ود ومحبة، والسؤال هنا: هل كان بشار قبل مخالفته واصل بن عطاء ملتزماً بالمبادئ داعياً إلى المثل متقيداً بالأعراف، وهل كان تحوله إلى المجون بعد ما دب الخلاف بينه وبين واصل؟ في الحقيقة أنّ مجون بشار مرتبط بمحاولاته الأولى في النظم بدليل أنّه كان يهجو الناس منذ صغره ويتعرض لأنسابهم ويقدح في أعراضهم، غير أنّ واصلاً فيما يبدو لم يثره كل ذلك في بداية الأمر لأنّه كان على وفاق مع بشار، ولما اختلفا أخذ يبين عَواره ويتتبع سقطاته في أشعاره الماجنة ويدعو الناس إلى قتله والتخلص منه كما يبين الخبر الآنف.
لم يسلم العلماء والنحاة من هجاء بشار فقد عرّض بالأصمعي وسيبويه وغيرهما من الأعلام بسبب بعض ما أخذا عليه في اللغة أو النحو، فهو مثلاً يهجو سيبويه ويعيره بأمه الفارسية، وهنا نلتفت إلى ناحية مهمة تتصل بشعوبيته، وموقفه الباطن أو الظاهر من الصراع بين العرب والأعاجم، فقد قيل إنّ بشاراً شعوبي متعصب للعجم دون العرب، وهذا الأمر كما أظن ناجم عن مواقف شخصية أكثر من كونه موقفاً سياسياً أو فكرياً أو ثقافياً، فالمتأمل شخصية بشار يجد أنّه رجلٌ حاد الطباع متقلب المزاج سريع الاستجابة لما حوله شديد الانفعال، يمكن أن يثور لأقل الأسباب، فماذا يمكن أن نتوقع منه حين يكون في مجلس فيدخل أعرابي فينال منه ويزدريه، يقول الأصفهاني: "دخل أعرابي على مَجْزَأة بن ثور السدوسي وبشار عنده وعليه بزّة الشعراء، فقال الأعرابي: من الرجل؟ فقالوا: شاعر، فقال: أعرابي هو أم مولى؟ قالوا: بل مولى، فقال ما للموالي وللشعر؟ فغضب بشار وسكت هنيهة ثم قال: أتأذن لي يا أبا ثور؟ قال: فقل ما شئت يا أبا معاذ
فقال":
خليلي لا أنام على اقتسار **ولا آبى على مولى وجار
أعاذل لا أنام على اقتسار**ولا ألقى على مولى وجار
سَأخْبِرُ فَاخِرَ الأَعْرَابِ عَنِّي**وعنه حين بارز للفخار
أنا ابن الأكرمين أباً وأماً**تَنَازَعَنِي المَرَازِبُ منْ طُخَارِ
نُغَاذَى الدَّرْمَكَ الْمَنْقُوطَ عِزًّا**ونشرب في اللجين وفي النظار
ونَرْكَبُ في الْفَرِيد إِلَى النَّدَامَى**وفي الديباج للحرب الحبار
أسرت وكم تقدم من أسيرٍ**يُزَيِّنُ وَجْهُهُ عَقْدَ الأَسَارِ
ككعبٍ أن كبسطام بن قيس**أصيبا ثم ما دنسا بعار
فَكَيْفَ يَنَالُني مَا لَمْ يَنَلْهُم**أعد نظراً فإن الحق عار
إِذَا انْقَلَبَ الزَّمَانُ عَلاَ بِعَبْدٍ**وسَفَّلَ بالبَطَارِيقِ الكِبَارِ
مَلَكْنَاكُمْ فَغَطَّيْنَا عَلَيْكُمْ**ولم ننصبكم غرضاً لزار
أَحِينَ لبِسْتَ بَعْدَ الْعُرْي خَزًّا**ونَادَمْتَ الكِرَامَ عَلَى الْعُقَارِ
ونلْتَ منَ الشَّبَارِقِ وَالْقَلاَيَا**وأعطيت البنفسج في الخمار
تُفَاخِرُ يَابْنَ رَاعِيَة ٍ وَرَاعٍ**بَنِي الأحْرَارِ حَسْبُكَ مِنْ خَسَارِ
لَعَمْرُ أَبِي لَقَدْ بُدِّلْتَ عَيْشاً**بعيشك والأمور إلى مجار
وكنت إذا ظمئت إلى قراح**شركت الكلب في ذاك الإطار
تُريع بخَطْبِهِ كِسَرَ الْمَوَالِي**وترقص للعصير وللمسار
وَتَقْضَمُ هَامَة َ الْجُعَلِ الْمُصَلَّى**ولا تعنى بدراج الديار
وتدلج للقنافذ تدريها**وُيُنْسِيكَ الْمَكَارِمَ صَيْدُ فَارِ
وَتَغْبِطُ شَاوِيَ الْحِرْبَاءِ حَتَّى**تَرُوحَ إِليه من حُبِّ القُتَارِ
وترتعد النقاد أو البكاعا**مُسَارَقَة ً وَتَرْضَى بالصَّغَارِ
وتَغْدُو في الكرَاءِ لنَيْلِ زَادٍ**وليْسَ بِسَيِّدِ القوْم المُكَاري
وفخرك بين يربوع وضب**عَلَى مِثْلِي مِنَ الحَدَثِ الْكِبَارِ
مقامك بيننا دنس علينا**فَلَيْتَكَ غائِبٌ في حَرِّ نَار
نلاحظ كرهه للاعراب والبدو هنا بشدة وسبب ذلك العنصرية التي عاشها فكان يكتب مثل هذه الاشعار
لقد رأى كثير من الدارسين في مثل هذا الشاهد ما يدل على شعوبية بشار، إذ عاب على العرب عاداتهم وسخر من أحوالهم، وبالمقابل افتخر بأصله الفارسي، والصحيح أن مثل هذا الشعر لا يخرج عن الإطار الذي قيل فيه والمناسبة المتصلة به، والدافع الذي حمل بشاراً على قوله، فلا يعدو كونه ردة فعل طبيعية من قبل شاعر كبير كبشار.
وما من أحد ينكر عصبية بشار لأصوله الفارسية، ومبالغته في الإشادة بنسبه، واعتزازه الشديد بقومه، ولكن هذا الأمر لا ينحل بالضرورة عن مسألة التحزب، أو العمل المنظم في إطار الشعوبية لبلوغ أهداف سياسية كما توهم بعض الدارسين، بل ينحل عن موقف شخصي، وكيف لا؟ وبشار قد بلغ ما بلغ من الشهرة وذيوع الصيت وعلو القدر، فليس أقل من أن يدافع عن ذاته ويرد كيد الخصوم بكل ما أوتي من قوة، لأنه في مثل هذه الظروف يدافع عن ذاته وشاعريته وتميزه، من أجل ذلك لم يكن متسامحاً حتى مع سيبويه وهو من أصل فارسي حين عاب عليه قوله:
تلاعب نينان البحور وربما ***لهوت بها في ظل مرؤومة زهر
فقال سيبويه لم أسمع بنون ونينان، فلما بلغ ذلك بشار بن برد قال في هجائه([1">):
أَسِبْوَيْهِ يا بن الفارسية ما الذي** تحدثت عن شتمي وما كنت تنبذ
وهذا يدل على أنّ بشاراً لم يدخر وسعاً في اكتساح الخصم مهما كان، سواء أكان من العرب أو الفرس، وهذا أمر كما قلنا يتصل بطباعه ونفسيته ولم يكن بحال من الأحوال طوية أو فكرة خبيئة يحارب من أجلها لبلوغ هدف من الأهداف، لهذا كان الهجاء عنده ناجماً عن مواقف معينة ومرتبطاً بمناسبات محددة.
لقد كان هجاء بشار متلوناً بتلون المواقف التي عاشها، ومختلفاً باختلاف الشخصيات التي تناولها، وهو من ثم صورة واقعية لتفصيلات حياته الخاصة، وقد انحل في ذلك الهجاء نزوعه الفطري إلى هذا الغرض الفني الذي وجد فيه ذاته وعبر به عن وجوده، والواقع أن عاهته قد لعبت دوراً بارزاً في هذا الأمر، فكانت تدفعه إلى درء شر الخصوم بالذم والمهاجاة، من أجل ذلك انحط في هجائه ليتناول به صغار الشعراء أمثال حماد عجرد، وحماد أدنى طبقة منه كما يقول الجاحظ: "بشار في العيوق، وحماد في الحضيض"([2">)، وليس ذلك فحسب بل شهر الهجاء بوجه عامة الناس والسوقة، وهذا ما أذهبَ بشاشة شعره، وجعله هدفاً للخصوم ليوجهوا السهام إلى عقيدته أولاً، كالذي كان يصنعه حماد عجرد وقد دس عليه كثيراً من الأقوال، ونحله بعضاً من الأشعار ثم أشاعها في الناس ليبرزه فاسقاً ماجناً، ولعل أخطر تلك الأشعار التي حرفها قوله:
يا بن نهبى رأسي علي ثقيل **واحتمال الرؤوس خطب جليل
ادع غيري إلى عبادة الاثنيـ** ـن فإني بواحد مشغول
يا بن نهبى برئت منك إلى** الله جهاراً وذاك مني قليل
وقال الأصفهاني: "فأشاع حماد هذه الأبيات لبشار، وجعل فيها مكان "فإني بواحد مشغول" فإني عن واحد مشغول" لتصح عليه الزندقة، فمازالت الأبيات تدور في أيدي الناس حتى انتهت إلى بشار فاضطرب منها وجزع، وقال أساء بذمي، والله ما قلت إلا "فإني بواحد مشغول" فغيرها حتى شهرت في الناس"([3">).
ولم يكن بشار قد اقتصر على هجاء العامة والدهماء من الناس، وإنما تجاسر على الكبراء والقادة والرؤساء، وهذا أسهم بدوره في تشنيع سيرته، فقد روي أنه هجا روح بن حاتم فحلف أن يقتله، غير أنّ بشاراً استجار بالمهدي فشفع له عند روح، ثم هجا العباس بن محمد، كما هجا غيره من الكبراء، وقد كان هجاؤه للخليفة المهدي فيه ختام حياته إذ قتله بتهمة الزندقة وتفصيل ذلك ما أورده الأصفهاني في قوله: "خرج بشار إلى المهدي ويعقوب بن داود وزيره فمدحه ومدح يعقوب فلم يحفل به ولم يعطه شيئاً، ومر يعقوب ببشار يريد منزله فصاح به بشار: "طال الثواء على رسوم المنزل" فقال يعقوب فإذا تشاء أبا معاذ فارحل، فغضب بشار وقال يهجوه:
بني أمية هبوا طال نومكم **إنّ الخليفة يعقوب بن داود|
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا** خليفة الله بين الزق والعود
فلما طالت أيام بشار على باب يعقوب دخل عليه وكان من عادة بشار إذا أراد أن ينشد أو يتكلم أن يتفل عن يمينه وشماله ويصفق بإحدى يديه على الأخرى ففعل ذلك وأنشد:
يعقوب قد ورد العفاة عشية *متعرضين لسيبك المنتاب
فسقيتهم وحسبتني كمونة* نبتت لزارعها بغير شراب
مهلاً لديك فإنني ريحانة *فاشمم بأنفك واسقها بذناب
طال الثواء علي تنظر حاجة* شمطت لديك فمن لها بخضاب
تعطى الغزيرة درها فإذا أبت** كانت ملامتها على الحلاب
يقول ليعقوب: أنت من المهدي بمنزلة الحالب من الناقة الغزيرة التي إذا لم يوصل إلى درها فليس ذلك من قبلها إنما هو من منع الحالب منها، وكذلك الخليفة ليس من قبله لسعة معروفة إنما هو من قبل السبب إليه، فلم يعطف ذلك يعقوب عليه وحرمه، فانصرف إلى البصرة مغضباً، فلما قدم المهدي البصرة أعطى عطايا كثيرة ووصل الشعراء، وذلك كله على يدي يعقوب فلم يعط بشاراً شيئاً من ذلك، فجاء بشار إلى حلقة يونس النحوي فقال: هل ههنا أحد يحتشم؟ قالوا له: لا. فأنشأ بيتاً يهجو فيه المهدي، فسعى به أهل الحلقة إلى يعقوب، فقال يونس للمهدي إن بشاراً زنديق وقامت عليه البينة عندي بذلك وقد هجا أمير المؤمنين فأمر ابن نهيك أن يضرب بشاراً ضرب التلف ويلقيه بالبطيحة"([4">).
ومن الملاحظ أن المهدي أمر بقتل بشار بسبب الهجاء لا بسبب الزندقة، فالزندقة كانت شبهة حاضرة لكل من يخرج على أمر الخليفة أو يهجوه، ولو تأملنا علاقة بشار بالمهدي لعلمنا أن الخليفة لم يستعده بسبب شعره قبل هذه الحادثة، فسوف نعرض صوراً لاحقة لعبث بشار مع المهدي وتطاولـه على القيم وتعرضه لكبار الشخصيات كما هو الشأن في قصته مع خال المهدي، غير أن هجاءه لابن داود ثم تعرضه للخليفة جعله يدفع حياته ثمناً لذلك التعابث، ومن الطريف أن يونس النحوي كما يذكر الخبر الآنف قد استشف زندقة بشار وبدت له البينة من خلال هجاء الخليفة ليس غير، مما يشي أن الرجل راح ضحية شعره، ثم كان هنالك من يريد التخلص منه فأوغر صدر الخليفة عليه ليقتله بتهمة الزندقة، وتروي المصادر متابعة للخبر السابق أن المهدي لما ضرب بشاراً "بعث إلى منزله من يفتشه وكان يتهم بالزندقة فَوُجِد في منزله طومار فيه بسم الله الرحمن الرحيم، إني أردت هجاء آل سليمان بن علي لبخلهم فذكرت قرابتهم من رسول الله فأمسكت"([5">).
مواقع النشر (المفضلة)