هذه احدى قصائده الماجنة قالها وسمع بها هارون الرشيد
وطلب احضاره حيا او ميتا لكنه عفى عنه بعد شفاعة ..
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ
ترجو إنابةَ ذي مجونٍ مارقِ
بكرَت تبصّرني الرشادَ وشيمتي
غيرُ الرشاد ومذهبي وخلائقي
لمّا ألحّت في العتابِ زجرتُها
فتأخّرت عنّي بقلبٍ خافقِ
كم رضتُ قلبي فاعلمي وزجرتهُ
فرأى اتّباع الرّشد غيرَ موافق
ومُدامةٍ مثل الخلوقِ عتيقةٍ
حُجِبت زماناً في كنائسِ دابقِ
تختالُ ألواناً إذا ما صُفّقَت
في الكأس تُخرسُ من لسانِ الناطقِ
ذَهَبِيَّةٌ تَختالُ في جَنَباتِها
كَالدُرِّ أَلَّفَهُ نِظامُ الراتِقِ
باكَرتُها مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ
حَسَنِ التَنَغُّمِ فَوقَ سُؤلِ العاشِقِ
مُتَعَقرِبِ الصُدغَينِ في لَحَظاتِهِ
فِتَنٌ لَها مَقرونَةٌ لِبَواثِقِ
مُتَخَرسِنٍ دينُ النَصارى دينُهُ
ذي قُرطُقٍ لَم يَتَّصِل بِبَنائِقِ
لَبِقٍ بَديعِ الحُسنِ لَو كَلَّمتَهُ
لَنَبَذتَ دينَكَ كُلَّهُ مِن حالِقِ
وَاللَهِ لَولا أَنَّني مُتَخَوِّفٌ
أَن أُبتَلى بِإِمامِ جَورٍ فاسِقِ
لَتَبِعتُهُ في دينِهِ وَدَخَلتُهُ
بِبَصيرَةٍ فيهِ دُخولَ الوامِقِ
إِنّي لَأَعلَمُ أَنَّ رَبّي لَم يَكُن
لِيَخُصَّهُ إِلّا بِدينٍ صادِقِ
انشدها احدهم لهارون الرشيد فلما وصل في قوله :
وَاللَهِ لَولا أَنَّني مُتَخَوِّفٌ
أَن ....................
توقف المنشد عن الانشاد :
فقال هارون الرشيد: مما يخاف ابن الزانية...
فأكملها المنشد
( أن ابتلى بإمام جور فاسق ِ)
فصاح هارون الرشيد: وقال احضروه...
وزاد الامر احد الحاضرين بالمجلس وقال :
يا أمير المؤمنين ..أن ابا نواس قال في غلام مسيحي ..
أمر فاستحيك أن تتكلما
ويثنيك زهو الحسن أن تسلما
أليس عظيما عند كل موحد
غلام مسيحي يعذب مسلما !
فلولا دخول النار بعد بصيرة
عبدت مكان الله عيسى بن مريما.
فطلب هارون احضاره ..فهرب ابونواس ..ولكنه عفى عنه بشفاعة بعد ذلك..
مواقع النشر (المفضلة)