هل تستطيع أنواع المساحيق إخفاء ملامحي المستجدة ؟!
وأن تمحو ما بوجهي من كدمات أسى ..
وهالات حزن استوطنت الأجفان ؟!
لا أظن ذلك فرائحة الخيبة تفوح من ثيابي
ولن يغطيها حتى أفخر أنواع العطور الفرنسية ..!
تمتمتُ بها وأصابع يدي النحيلة تتحسس تفاصيلي أمام المرآة
سافرت بفكري طويلاً إلى تاريخي .. أتجول في زقاق الماضي
أبحث عن ملامح شموخٍ وغطرسة .. لطالما أشاروا إليها بالبنان
لم أجد سوى جمود .. يعتليه إنكسار يتسكع في أروقة الجراح
.. آآآهـ كم أنا مشتاقة لـ أناي ..
أطلقتها مع زفرة حارقة .. ثم انتفضت وهناً وصقيعاً
طأطأتُ رأسي لأتأمل جسداً واهناً ترآئى لي انه خاوياً على عروشه
افتقدت أحشائي منذ تلك اللحظة المشؤومة ..
فقد سمعت فيها صوت دوي بداخلي
وأظنه صوت ارتطام مشاعري بين الأضلاع !!
لم أعد اشعر سوى بشهقة غصه تتحشرج في صدري
تنحرني كلما ههمت بالحياة
ونحيباً هنآآك في أقصاي يشبه رثاء أمٍ ثكلى تنحبُ فقيدها الراحل
ما بال تلك المضغة المستوطنة يسار صدري كالجثة الهامدة
أتحسسها بيدي لم يعد لصوت نبضاتها من صدى
وما بال تلك الأنفاس تحولت إلى آهات متقطعة
وكأني بـ شيء ما في داخلي يلوكني بنهمٍ شديد
لاعجب وقد أصبت بداء الصمت اللعين
وأصبحتُ شبيهة بالمقابر .. يلف أرجائها سكون مطبق
وفي باطنها ضجيج أرواحٍ سُلبت الراحة الأبدية
غادرت مرآتي وألقيت برأسي المثقل على وسائد همي
بعد أن شذبت أظفار الحنين كي لا ينال مني لحظة الخلود إلى غفوتي
لكن السهاد سبقني إلى وسادتي ..
وكأنه يذكرني بـ موعد الوحشة التي تباغتني كل ليلة
وتؤصد خلفها باب غرفتي وتنادي للأمان : هيت لك تاهباً لـ اغتصابه
عبثاً أحاول السجود تيمناً لهطول صيبٍ من سماء جفنٍ قرحة الجفاف
ولا جدوى .. ولا دمعة .. هي أيضاً غادرتني بعد أن كانت أنيسة وحدتي
ولكنني متيقنة أن السماء السابعة تنحب ألماً لما اشعر به
في جوفي الخاوي من كل شي
عدا سيلٌ من حنان تفتقده أنت ..
عجباً !! أولستُ الموشومةُ بالحنان ؟!!
تمتمتُ بها مابين غفوة وصحوة
فأعذروا تقصير الحرف
مواقع النشر (المفضلة)