بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة الكتمان , شعر عصام مطير البلوي

لو كنتَ تعلمُ أنّي فيكَ مُفتتنٌ ..
لجئتَ تشربني ، لجئتَ تسقيني !
،،
أخشى القصورَ على دنياكَ قاطبةً..
كفاكَ ما فيكَ من فنٍّ وتفنينِ
،،
إنّي أُحبُّكَ لا أرجوكَ تعلمُها..
تاللهِ صفْوكَ يا إشراقُ يكفيني
،،
إذا رأيتُكَ شقَّ القلبُ غُربتَهُ..
وراحَ يتلو على خدّيكَ توطيني
،،
أذوبُ في قُبَلٍ جاءت مُباغِتَةً ..
حزني وليسَ صدودُ الخدِّ من ديني
،
لا أنتَ فاعلهَا ولم تكن أثَراً..
لكنّهُ التوقُ إذ بالطيفِ يشفيني
،،
يا نزهةَ الروح يا مجداً ويا شرفاً..
أوّاهُ منكَ فإنَّ الصمتَ يُرديني
،
إنْ كنتَ بالغرب كان الغربُ لي وطناً..
أو كنتَ بالشرق كان الشرقُ تكويني
،،
أستعملُ الصبرَ والكتمانُ في جسدي..
يوماً يعارضُني ، يوماً يقاضيني
،،
كأنّني الشعرُ والأوجاعُ قافيتي..
أو حرقةٌ ذاقَها قلبٌ فلسطيني !!
،،
إنّي أحبُّكَ كالأقصى لزائرِهِ..
كتُربةِ القدسِ للزيتونِ والتينِ
،،
ألا ترى الشوقَ أضناني ومزّقني..
ألا ترى كيفَ في عينيكَ تأبيني ؟!
،،
أشعلتني لهباً ، صيّرتني شُهباً..
سطّرتني شَغفاً ، نزفي شراييني
،،
أضعتَ بوصلتي، أتلفتَ مركبتي..
بعثرتني ورياحُ الفقْدِ تذريني
،،
يا من بحبّهِ كانَ الصمتُ منتصراً..
من أين أبدأ والنيران كالطينِ ؟!
،،
كلُّ المذاهبِ فيكَ اليومَ واحدةٌ..
هنا ملائكتي ، هنا شياطيني
،،
إنّي أحبّكَ لا أخشى توابعَها ..
إلا عليكَ أيا حِصني وتحصيني
،،
ذي قصّتي معْكَ والأيامُ تنقشُهَا..
لا أنتَ تدري ولا التلميحُ يَحكيني
،،
كتمتُها عنكَ من حِرصي ومعرفتي
فالحبُّ يُعصرُ بالإفصاح كاللينِ
،،
أودّهُ دائماً جـيشاً وممـلكةً..
راضٍ أنا بحيـاةٍ للمسـاكينِ