بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة ابوك السقا مات ٢٠١٤

(أبوك السقا مات)





ولَّى زمانُ التَّضْحِيَاتْ


وأتَى زمانُ (الفرفشات)


وغدا الجهادُ جريمةً


وتُعَدُّ (لا) فى المُوبِقَاتْ


لابُدَّ مِنْ قَوْلِ ( نَعَمْ)


حتى لبيعِ المَكْرُماتْ


أضْحَى الركوعُ سجيةً


تعلو على كل السِّماتْ


وفضيلةُ التفريطِ تُعْطِى


العيشَ فى كَنَفِ الذَّوَاتْ


فسألْتُهُم : ماذا جرى ؟


قالوا : (أبوك السقا مات)


**


كيفَ انتهى عهدُ القِيَمْ؟


كيف ارتقى زَحْفُ الغَنَمْ؟


كيف اخْتَفَتْ كُلُّ القِمَمْ


حتى اخْتَفَتْ رأسُ الهَرَمْ؟


كيفَ اعْتَلَتْ هَذِى الرِّمَمْ؟


ومتى تَعَبَّدْنَا الصَّنَمْ؟


ومتى وصَلْنَا للعَدَمْ؟


أين اختفى حُلْوُ النَّغَمْ؟


ومتى عَلا هذا الخَرَمْ؟


مَنْ كان مِنْ خَلْفِ الزَّخَمْ


يَفْرِى العُرَى حتى انْهَدَمْ؟


ومتى سعى المَنْهُوبُ للنَّاهِبِ


فى سَعْىِ الخَدَمْ؟


ومتى ذهبنا للغَرِيمِ


نُذِيقُهُ حُلْوَ النِّعَمْ؟


ومتى لَعَقْنَا مِنْ حِذَاءِ


أُولِى العِدَا تَحتَ القَدَمْ؟


ومتى توارَى مَجْدُنَا


ومتى انْحَنَى هذا العَلَمْ؟


كيف انْتَهَجْنَا المُهْلِكَاتْ


وَتَوزَّعَتْ فينا الفُتَاتْ


قالوا: أَفِقْ ، هذا جرى


لمَّا (أبوك السقا مات)


**


كيف اخْتَفَى فِينَا الخَجَلْ؟


كيفَ ارْتَكَنَّا للكَسَلْ ؟


كيف ارتضينا ذِلَّةً


نأكلُ مِنْ غَيرِ عَمَلْ؟


كيف ارتضينا مِنَّةً


تأتى عَلَى بَيْعِ الأَمَلْ؟


وكيف بِعْنَا عِزَّةً


كانَتْ لنا الرُّكْنَ الأَجَلْ؟


ومتى أتى هذا البلاءُ


وكيفَ وافَقْنَا الخَلَلْ؟


ومتى تَرَكْنَا طِفْلَنَا


يَرْبُو على هذا الخَبَلْ؟


ومتى شربنا السمَّ


حتى أفْرَخَتْ فينا العِلَلْ؟


ومتى انْتَهَجْنَا هكذا


نهجَ السَّفِيهِ المُرْتَجِلْ؟


ومتى طرحْنَا جانباً


كُلَّ العُلُومِ بلا خَجَلْ؟


لِنَعُبَّ مِنْ هذا الصَّدِيدِ


ونَرْتَوِى حتى المَلَلْ؟


قالوا :حَنَانَيْكَ انْتَبِهْ


رِفْقَاً : ( أبوك السقا مات)


**


يا وَيْحَنَا ماذا بنا؟


أَنَكُونُ أصحابَ اليهودْ؟


ومتى عَرَفْنَاهُمْ عَلَى


الميثاقِ أو صَوْنِ العُهُودْ؟


أَنُقِيمُ فيما بيننا


أىَّ ارتباطٍ أو عُقُودْ؟


ونرى بَذِىْءَ صنيعِهِمْ


ونَغُضُّ طَرْفَاً بالقُيُودْ؟


والسَّفْكُ فيما حولَنَا


ونَكُونُ مِنْ أَهْلِ الجُحُودْ؟


واللهُ حَذَّرَنَا ونَقْرَأُ


كُلَّ يومٍ فى السُّجُودْ


قد عدَّدَ الأفعالَ فى


تَفْصِيلِ ما نالَ الجُدُودْ


أَنَرْتَضِى العصيانَ أو


ذنبَ التَّجَاوُزِ فى الحُدُودْ؟


ونَرَى أخانا فى اللَّظَى


ونُقِيمُ دائرةَ السُّدُودْ؟


ماذا بنا ؟ ما خَطْبُنَا ؟


بينَ الخلائقُ والشَّهُودْ


يا ويلنا سُحْقَاً لما


جاءَتْهُ عادٌ أو ثَمُودْ


قالوا انْتَبِهْ ، واحْسبْ لنا


عُذْراً (أبوك السقا مات)


**


يا أخْوَتِي هَلْ صَحَّحُوا


مِنْ نِيلِنَا حتى الفُرَاتْ؟


أم أنَّهُمْ فى غِيِّهِمْ


وعَلَى مَوَالِيْنَا الهِبَاتْ؟


لَهُمُ السِّلاحُ لِذَبْحِنَا


ولَنَا المَلاعِبُ و(الصَّاجَاتْ)؟!


نَوَوِيُّهُمْ حِلٌّ لَهُمْ


ولَنَا اصْطِيَادُ الغَانِيَاتْ؟!


هُمْ يَصْنَعُونَ وجُودَهُمْ


وهنا ليالى الصَّادِحَاتْ؟!


كم فِتْيَةٍ صُغْنَا لَهُمْ


دُنْيَا فراغٍ وانْفِلاتْ


نَشَئُوا على نَهْحِ المَذَلَّةِ


والحياةِ بِغَيرِ آتْ


قالوا: أتَى بكتابِهِمْ


وكتابُنَا خُلْوُ الآيَاتْ


إذ لَيسَ فى آيَاتِنَا


ذِكْرٌ لِنِيلٍ أو فُرَاتْ


ولْتَنْتَبِهْ ، هذا جَرَى


لمَّا (أبوك السقا مات)


**


د. محمد عبد المطلب جاد


أستاذ سيكولوجيا الإبداع – جامعة طنطا