كانت واقفة خـلف نـافذة غرفتــها..

وكـان البــرد قــارصــاً..

والمطــر مــازال يتســاقط منــذ ســاعــات..

وقطــراته تتــدحـرج على النــافـذهـ بهـدوء..

قـطرهـ تليــها قطــرهـ..

كـا الــدموع على خــد نــاعمـ ٍ شفــاف..

وهــي كــذلك..

سقــطت نظـراتهـا التى تـراقب من خــلف النـافــذهـ..

على زهــرة حمــراء في الحــديقــه..

أخــذت قطــرات المــطر من جمــالهــا..

وسقـطــت أوراقهــا الحمــراء في وجــه الـريح والمطــر..

فــأنســابـت دمعــه من عينيهــا..

تدحــرجت على خــدهـا كحبــة لؤلؤ..

بكــت على زهــرة الحــب الـــذابــله..

مــضـت ســاعــات وهــي مــا زالــت واقفــه..

خــلف تــلك النــافــذهـ..

وعينيهــا تــراقــب المطــر..

ونظـراتـها تدور تتفــقد مــافي الخــارج..

رآت عصفوران بجـانب بعضـهمــا..

مختبئــين تحــت أوراق الشجـــر والبــرد يتطــاير من حولهــما..

وهمــا مستقــران في الدفِ..

فتنهــدت تنهــيدهـ طــويــله..

عبــرت عن الحــزن الذي في قلبــها..

كأنهــما أوحيــا لهـا بشعــور يثيـر الحــزن..

مــا زالـت تقــف خــلف النــافــذهـ..

تنتــظر مجئ حبيبهــا من خلف السحــاب..

مـن خــلف الضــباب وقطــرات المــطر..

مــن خــلف البــرد..

أنتــظرتـه مــنذ الفجــر ولــم تمــل ذلكـ..

وأخيــراً إبتسمــت إبتســامة أمــل بعد يأسٍِ..

فقـد رآتــه..

رآتـه قـادمــاً من خـلف الظــلام عـلى نـاصيــة الشــارع الطــويل..

أخــذت الخطــى تقتــرب بــه..

وطيفــه يقــترب..

يـرتدي معطفــه الأســود الطــويل المبــلل..

كقطــرات النــدى على أوراق الورد..

هكــذا رسمــت لــه صــورهـ في مخيلتـهــا قـبل أن تــرآهـ..

أقــترب خــرج من الظــلام..

مــن المجهــول..

ولكــن القــدر كــان أن لا تــراهـ..

ولاحتــى نــظرهـ واحــدهـ..

وعنـدمــا غــاب طيفــه نــزلت دمعــه من عينيهــا..

ثـابتـه بين خيــوط المــطر والضبــاب..

دون ان تــرى وجهــه..

قــد هيــئ لهــا أنــه هــو..

أنــه ســرابــاً تحــول خيــال أحلامــها إلى الـواقـع..

ولكنــها وقــفت واقفــه خــلف النــافــذهـ..

تنتــظر عــودتــه وهــي تعــلم أنــه لــن يـأتــي يومــاً مـــــا..

لأنــه حــلم في ليــلة شتـــاء..

ولكنــها أنتـظرتــه..

بقــيت تنتظــرهـ إلــى الأبــــــــد..

ومضـــى عمـــرهــا..

وهـــي تنتــــــظر خــلف نــافـــذة النسيــــــــان..


إحســــــــآس خـــآلـــــــد..