عن رجاء بن عمر النخعي ، قال :
كان بالكوفه فتى جميل الوجه ،، شديد التعبد والإجتهاد ،،وكان أحد الزهاد،،
فنزل في جوار قوم من النخع،،
فنظر الى جاريه منهم جميله،،فهويها وهام بها عقله،،ونزل بها مثل الذي نزل به..
فأرسل يخطبها من أبيها،،
فأخبره أبوها انها مسماة لأبن عم لها..
وأشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى،،
فأرسلت إليه الجاريه:
قد بلغني شدة محبّتك لي،،وقد أشتد بلائي بك لذالك،،مع وجدي بك ..
فإن شئت زرتك وإن شئت سهلت لك ان تأتيني الى منزلي..
فقال للرسول الذي أرسلته:
لا واحدة من هاتين الخصلتين،
"( إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )"
أخاف ناراً لايخبو سعيرها ولا يخمد لهبها،،فلما أنصرف الرسول إليها فأبلغها ما قال ،،
قالت:
وأراه مع هذا زاهداً يخاف الله تعالى ؟!
والله ما أحد أحق بهذا من أحد،،وإن العباد فيه لمشركون..
ثم أنخلعت من الدنيـا،،وألقت علائقها خلف ظهرها ولبست المسموح،،وجعلت تعبد،،وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبّـاً للفتى وأسفـاً عليه،، حتى ماتت شوقاً إليه،، فكان الفتى يأتي قبرها ..
فرآها في منامه وكأنهـا في أحسن منظر،،
فقــال:
كيف أنتي ،، وما لقيتي بعدي ؟!
فقــالت:
نعم المحبه ياحبيبي حبكــا حب يقود الى خير وإحسان
فقـال علـى ذلك :
إلاما صرتِ؟!
فقــالت:
الى نعيم وعيش لازوال له في جنة الخلد ملكً ليس بالفاني
فقـال لهـا:
أذكريني هناك فإني لست أنساكِ..
فقــالت:
ولا أنـا والله أنسـاك..ولقد سألتك ربي..مولاي ومولاك..فأعانني على ذلك بالاجتهـاد..
ثم ولت مدبره،،
فقلــت لهــا:
متى أراكِِ ؟!
قالــت:
ستأتينـا عن قريب ..
فلم يعيش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليـالٍ حتى مات..
" رحمهماااا اللــه "
مواقع النشر (المفضلة)