تبحث عن شمعة تضيء الظلمة .. يتبدد السواد رويدا .. رويدا .. ليقف خلف
نافذتها تنظر إليه .. ينظر إليها .
تترجاه أن يرحل .. لكن هيهات .. هيهات .. رجاؤها لن يصل إلى صميم قلبه ..
يرمقها بنظراته كلما حاولت نسمة الهواء اختراق غرفتها .. تتوسل إليه : دعها ..
فقد كانت لي الرفيقة .. أبكي وتبكي وكل بدموعه .. ترسل في كل بارقة أمل
خيوطا من الذكريات .. تمر سريعا كلما اهتزت ستائر النسيان .
تسمع صوتا من الماضي ..
تلتفت نحوه : أهذا أنت ؟
تحدق بوجهه .. تتأمله .. تسأله : لماذا هذا الصمت ؟
لقد طال الليل .. هل تحدثت إلي ؟
انظر مكانك ما زال بقلبي .. فأنت الحاضر الماضي .. يتجدد لقاؤنا اذا خلوت بنفسي
فعالمي المتوهج بضوء الشوق انت من تراه ..
هل مددت طريق الأمل للحياة ؟
فهذه يدي ..
تنهض من مكانها تدور حوله .. فكل ما بغرفتها يدور كعقارب ساعتها .. تلقي بها
أرضا ..
لا أريد سماع دقاتها التي تمزق أعصابي .. كيف أقاوم دقائقها وقد حان الرحيل ؟
يقترب .. يسود الخوف داخلها .. تنزوي بركن غرفتها .. يقترب أكثر وأكثر .. يسلط
ضوء نظراته .. تبحث عن مكانها .. فطالما كان اللقاء ..
هناك على جذع الشجرة رسمنا تذكارا .. وعلى الشاطئ مشينا الهوينا ..
بصمات أقدامنا على رماله .. تلمسنا حبيبات اللؤلؤ المتناثرة على جوانبه ..
جمعنا الحنين ..
كم من الأيام مرت حاملة بين دفاترها بحورا من الشعر تغزلت في ميلاد عمرهما ..
ينفجر الصمت .. ليصل إلى شفتيها ..
هيا لنأخذ صورة أخرى .. فما زلنا ننتظر المزيد ..
فمع كل غروب لابد من شروق ..
تحاول النهوض من مكانها .. تحاول وتحاول .. علها تجد ما تتكئ عليه ..
يأخذ بيدها ..
تذرف دمعتين على وجنتيها ..
يجلسها على طرف سريرها .. يعاتبها .. لماذا لم تستأذني قبل الرحيل ؟
لقد تركتني وحيدا ..
هلا نظرتِ لمرآتك بقلبي .. فقد أصبح رهينا .. من يفك قيوده ؟ متى يكون طليقا ؟
ليس له إلا عالمك ..
لا .. لا تنتظري منه العودة وطلبتي الرحيل ..
فأنتِ من هجر .. وأنتِ من اختار الطريق ..
تركته بين الشجرة والشاطئ .. بين الموج والنجوم .. تحت رمال تلك الخطى دفنت الأوراق .
يبعد يديه .. تلحق به ..
ما زلنا على العهد القديم ..
تركض خلفه .. هيا تعال نعيد الماضي .. فنحن بوسط الطريق ..
يصرخ الظلام .. وتسقط الشمعة .. وتذوب الذكريات على جليد الليل ..
0
0
0
0
0
0
0
إنه صراع القلب والنفس
إنه عتاب للفراق
والله يوفق الجميع
مواقع النشر (المفضلة)