أقفلت على الشمس في أفقي
وعزمت على الرحيل عن أرض طروادة
قيدت طيوري بسلاسل الدمع
شرّدت حمامي الزاجل
وأقسمت على مجالسة الغربان.
وكأنني ما تأثرت بقصص العشاق،
أو بجنون قيس وشجاعة عنترة
كأنني ما حلمت بجبين حبيبتي
وما صلبت كالمسيح على أخشاب الجلجلة
وما حملني الحنين إلى نجومي الرقيقة.

فضلت الرحيل معلناً نهاية القصة
بانتصار القدر، أو بانتظار فجر جديد.
ومن يدري؟!

لعل الشمس تتخلص من أشواك المغيب
لعل القمر يسجد للحب من جديد
لعل القلم يسكر من ألم الكلمات من جديد
ولعل الفرح ينصب خيمته بجانبي من جديد ومن جديد.

ولكن حتى ذلك الوقت ستظل الستارة مسدلة
على معاني الحياة الزائفة
وسيظل الصمت يصرخ بوجه الصمت
والعتمة تسلط نورها على العتمة
وسأظل أولد من عباءة أبي
وأشرب من رمال طروادة
وأذبح الحمام الزاجل عند كل إطلالة فجر
وسأظل ألوح بعصا موسى
حتى ينشق لي البحر
لأعبر إلى زمن التراب
إلى زمن البراءة الطفولية
إلى زمن السماء المخملية
إلى وجه حبيبتي.
لعلي أجد ما يشبهني
فأكسر كل المرايا
ولعلي أجد ما يغمرني
فأتخلص من دوار البحر
ولعلي أجد ما يشبعني
فأترك نهد أمي المتعب
ولعلي أجد منديلك الناعم
فأمسح وجهي المعفـّر بالتراب
وأضيء وجه بنفسجتي الوحيدة...

أشعر بالتعب يطبق على أنفاسي
بقبضته الحديدية، فهل تشعرين معي؟
وأرى كل ما في الحياة خائن
حتى عيوني، وصدر أمي
وحكمة أبي السقراطية
فكيف أتبع نوارساً
علمتني أن أضيء جبيني بملح البحر؟
وكيف أصدق أحزاني
فأروي وجنتيَّ بدموع الندم؟
وكيف أفهم كل العالم ولا أحد يفهمني
حتى حمرة شفاهك المتسلطة؟
وكيف وكيف؟؟!!
أسئلة تتساقط ولا تجد أجوبة
فتنطفئ
وأنا التائه في صورة فوتوغرافية
على جدران عكا
لا زلت أنتظر
لعل هناك من يملك دلواً فيطفئ لهيبي
أو مقصاً فيقص حبل انتظاري
أو مخلباً فيغتالني كما اغتالوا أريحا


ولكنني أبداً
لن أعود إليك
لن أعود إلى صدرك الخائن
لن أعود ولن أعود
إلى أرض طروادة……………

عاشق طروادة