تـكـفـيـن لا تهـيـنـيـن .. البداوة
تـكـفـيـن لا تهـيـنـيـن .. البداوة
لا أدري ما الذي يحملني على أن انغمس في ذلك الماضي الذي عايشته فكراً وقلباً وأدركت كثيراً من مبادئه على صفحات الكتب ومخالطة شريحة من بقايا ذلك الماضي العطر!!
ذلك الماضي الذي يمثل الأصالة التي بات يفتقدها كثير من أبنائه ولا سيما(أنت..) واعذريني.
حق لي أن أئن أنّة ممزوجة بحزن صحرائنا الجافة التي خرجنا من أحضانها.. وبحرارة شمس تلك الصحراء التي نعيش أصالتها حلماً ؛حين أرى حالك الآن..
لماذا تغيرت..؟؟
ألست أنت التي ينتخي بك الفرسان حين يقول شجاعهم ( أخو فلانه..)
ألست أنت التي يقول فيك القائل :000
لي بنت عمٍ ما مشت درب الادناس
ولا دنِّست يـوم النسـا يدنسنّي00؟؟
ألست أنت التي يعنيك راكان بن حثلين بقوله:
لي صاحـب ما فتّق البيت بيويق
ولا عذبه طرد الهـوى والطماحي ؟؟
تكفين .. لا تهينين البداوة0000
أليس من الغبن أن تكوني بعد تلك المآثر..ألعوبة في أيدي الأوباش!!
أليس من القهر أن يتبدل الهدف من ذلك الملبس الذي كان رمزاً للعفة والحياء؛ليصير أداة لستر العيوب وتحته من الملابس ما لا تلبسه إلا الساقطات.
انتبهي.. يا من رفع الوالد والولد والأخ بك الرأس.. لا تذلي تلك الرؤوس بأن تنامي بين أحضان ساقط يذل من ورائك قبيلة المجد..
انظري إليه يفتخر بأنه عبث بك يا ابنة الشرف والعز وهو ( 000 ) … تصوري من هو ..!! يا للقهر والكمد!!!!
ألا يحق لي وأنا أحترق على صفحة الورق أن أذرف دمعة على العرض المذل، والشرف المنحدر00
إن شريحة تتلاعب بك.. كانوا لا يظفرون من أسلافك.. لا أقول بنظرة، بل ولا بفكرة.. فكيف يتلاعبون بك على موائد السقوط؟!!!!
أنا لست متعصباً.. لست رجعياً، ولكن اعرف أن القبيلة تمثل حقبة من التاريخ ترمز للشرف والشهامة والعز والأنفة.. ولذا فإن الكثير يتهمون البداوة بالرجعية والتخلف.. ولا يعنون بهذا إلا تلك الأخلاق الجميلة..
تكفين.. لا تهينين البداوة…!!
أعرف أن هذا الكلام مزعج للبعض..
ولعل البعض سيضحك حتى يستلقي على قفاة ويقول : عن أي وقت تكتب..
ولكن أعرف أن البعض وبعد ضحكة طويلة واستخفاف..
سيصمت قليلاً ثم تنحدر منه دمعة صدق ويقول: ( والله كلامه صحيح).
فيا ابنة صحراء الشرف، وشمس المروءة: تمسكي ؛ فإن الانفلات آخره ضياع العمر.. وانسلاخ من ثوب الفخر إلى ثوب خشن مقزز.. كل ما فيه مضحك.
ويا رمز الفخر.. وبلسم الجرح الغائر في قلب الغيرة.. هل عرفتم ما أرمي إليه..؟
******
أحب صوت العاصفة والبرق والسيـل الغـزير
وصوت الرعد يرجف كما ترجف طبول المعركة
والبرد قارص والهـوى عـبر النوافـذ لـه صفير
في ليلة ظلمـا مثـل بعـض القلـوب المشركة
وأحب أنا بدوِ سـروا في ليل والمسـرى خطـير
ما ظـل غير رسومهـم وشعيـل هـذا مبركـه
وأحب وقـت أجدادنـا لو كنـت أنا توّي صغير
وقت مضى لاجـدادنـا صعب علينـا نـدركـه
وأحب أنـا ذيب عـوى وطـرش ورد هاك الغدير
وصهيل خيل ربـوعنـا ورمـاحهـم متشـابكـة
وأحب أنا بيت الشعــر ودنة نجر وقـت العصير
وشـوف النشامـا كلهـم مـا فيهـم اللي نتركه
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)