هذه ليست شخصيتك الحقيقية
هل سبق أن أعطيت الآخرين انطباعا خاطئا عنك في أول مقابلة، أثر سلبا في حياتك الاجتماعية أو المهنية؟
كل انسان يتعطش إلى قبول الآخرين، ولكن هل يحدث ذلك دائما؟ لا، ففي كل دردشة ينزلق لسان احدنا بملحوظة منفرة، ولكن الوضع يكون أصعب حين تخرج مثل هذه الملحوظة من فمك أنت.. لا تبتأسي فلا يهم أبدا كيف تظهرين فى أول مرة، ولكن كيف تستعيدين مكانتك اللائقة في النهاية.
إليك بعض الافكار التي تساعدك على تغيير المواقف التي لا تحسدين عليها، والتي قد تتعرضين لها في واحد من السيناريوهات الخمسة التالية
1ـ بين الثقة بالنفس والعجرفة
كنت تعتبرين نفسك محدثة لبقة، لكنك اكتشفت موخرا ان بعض من تلتقين بهم لأول مرة (خطيب المستقبل أو مدير المستقبل أو أم زميل ابنك في المدرسة) يظنون انك مجرد إنسانة تحسن فرض نفسها على الآخرين .
لا تشعري بالذنب.. فما يظنه شخص ما ثقة بالنفس قد يعتبره آخر عدوانية وفرض النفس بالقوة. ولكن اذا اذنبت حقا باحتكار الحديث وعدم ترك الفرصة للآخرين للتحدث، فأنت بحاجة إلى طريقة لإصلاح هذا العيب ولحسن حظك يوجد اكثر من اختيار.
كوني أفضل في المرة القادمة:
كلنا نقع في هذا الخطأ، ولاننا ندرك ذلك فأننا نميل إلى منح الآخرين فرصة أو اثنين قبل الابتعاد عنهم، لذا حين تقابلين مرة أخرى مثل هذا الشخص الذي ظن انك تتمادين في اظهار ثقتك بنفسك، حاولي ان تتيحي له فرصة ادارة دفة الحديث وأظهري اهتمامك الصادق بما يريد ان يقول، فهذا سيثبت ان عثرتك الاولى لم تكن سوى صدفة.
ناقشي سلوكك بايجابية:
أحيانا لا تستطيعين الحصول على فرصة ثانية خصوصا في مقابلات العمل إلا اذا كان ذلك بطلب منك، فأرسلي رسالة قصيرة تحتوي على عبارات مثل 'آمل الا أبدو متعجرفة، ولكني فقط مهتمة جدا ومتشوقة لمثل هذه الفرصة'، واحرصي على استخدام عبارات مختصره وسهلة حتى لا تفسدي هذه المهمة أيضا.
لا تتظاهري بأشياء ليست فيك، فهذه المشكلة الاساسية تجعلك تبدين مغرورة أحيانا. وأفضل طريقة للتغلب عليها تكون بالصدق مع الآخر والاعتراف بأنك كنت تحاولين الظهور بأفضل صورة. وفي المرة القادمة حاولي أن تكوني نفسك، وافتخري بالمزايا التي تتمتعين بها فعلا.
انسي الأمر كله:
قللي الخسائر، ولكن استفيدي من التجربة واجعلي منها انذارا يذكرك كي تكبحي مثل هذا السلوك في المستقبل.
2ـ ملابس لا تناسب المناسبة
حضرت إلى حفل ما وأنت ترتدين ملابس سهرة فقالوا لك: هذا حفل عادي ألم يخبرك أحد؟ أو ارتديت الجينز إلى حفل شواء ثم اتضح انه حفل بالملابس الرسمية.. اليك ما يمكنك فعله.
تأكدي أولا من ان الآخرين قد اساؤوا فهمك فعلا، فهناك ظاهرة تسمى 'وهم دائرة الضوء' يظن فيها الانسان بسبب غروره الفطري ان الآخرين ينظرون اليه وحده، في حين انهم ليسوا كذلك، فمعظم المدعوين سيكونون اكثر اهتماما بمظهرهم هم، وتركيزك على انك لا ترتدين الزي المناسب سيقلل قدرتك على التواصل معهم. ولذلك بدلا من محاولة الاختباء ثقي بنفسك، واجعليهم يعرفون انك على دراية بطرافة الموقف. فالتصرف كأن كل شيء على ما يرام يحتاج إلى قدر من الشجاعة، وسيحترم الآخرون ذلك. فالاشخاص الذين يعطون افضل انطباع عن انفسهم هم هؤلاء الراضون عن ذاتهم، حتى لو حدث أن ارتدوا ملابس لا تناسب المناسبة.
3ـ عدم لياقة نابعة من الخجل
هل ترامى إلى سمعك في حفل حديث احدى المدعوات تقول فيه لأخرى انك تعاملت معها ببرود في حين انك تعانين من خجل شديد. اذا كنت ترغبين في تغيير هذا الانطباع السيئ وتمنعين حدوث غيره في المستقبل، هناك بعض الاشياء التي يمكنك القيام بها فورا أو حين تقابلينها في المرات القادمة.
شاهدي نفسك كما يراك الآخرون:
أول خطوة تكون بادراك أن ما تظنينه خجلا قد يظنه الآخرون صفة سلبية. ولأنك لا تستطيعين التغير فجأة من الانطوائية إلى الانبساطية، يمكنك أن تبدئي بعمل بعض التعديلات البسيطة.
اضبطي لغة جسدك:
مع بعض التغييرات البسيطة يمكنك توصيل رسائل مختلفة تماما إلى الآخرين: حاولي أن تبتسمي بدلا من التجهم، أو احملي كوب عصير بدلا من عقد ذراعيك على صدرك.
اسألي:
اسألي محدثتك أسئلة عن أشياء واضحة مثل أسرتها أو وظيفتها أو مسقط رأسها، فالمهم هو أن تنقلي التركز بعيدا عنك، وتجعلي الآخر يتحدث عما يهمه... اسألي أسئلة مفتوحة بدلا من تلك التي يجيب عليها الآخر 'بنعم' أو'لا'، فلا تسألي 'هل تحبين عملك؟' واسألي 'ما طبيعة عملك؟'، ولا تسألي 'من هو زوجك؟'، بل 'كيف جرى التعارف بينك وبين زوجك؟' ولكي تشعري بالسيطرة على سير الحديث جهزي موضوعين أو ثلاثة يمكنك التحدث فيها.
واذا كان الحديث في المحافل الاجتماعية مازال صعبا عليك، فكل انسان يحب أن يستمع اليه الآخرون، وبامكانك أن تكوني أفضل مستمعة في العالم.
4ـ واظبت على التثاؤب طوال الحفل
في حفل اقامته المؤسسة التي يعمل فيها زوجك بمناسبة ترقيته، بدأت اللقاء برغبة عارمة في ترك انطباع حسن لدى زملاء وزميلات زوجك، ولكنك سرعان ما شعرت بالملل وبدأ التثاؤب والشرود إلى نهاية الحفل.
اتبعي تعليمات خبير
زوجك يعرف شخصيات زملائه افضل منك، فاسأليه عن الخطوات الواجب اتباعها معهم. الاسلوب ذاته يمكنك إتباعه في المواقف المشابهة، مثلا في حفل تعارف بالجيران الجدد. اسألي إحدى الجارات عن شخصيات باقى الجارات، وكيفية التواصل معهن.
إذا ضايقت أحدا.. اعتذري
حاولي ارسال رسالة اعتذار عبر البريد الالكتروني فهو سريع وغير رسمي، واستخدمي عبارات مثل 'اعلم انني ضايقتك، ولا استطيع أن اعبر عن مدى أسفي، فمن الواضح انني لم أكن في أفضل حالاتي'، ثم اضيفي ملحوظة إيجابية 'رأيك يعني لي الكثير'. وبعض المرح لن يضر، فيمكنك أن تضيفي 'قدمي لي مزيدا من القهوة في المرة القادمة'.
اتبعي السيئة بالحسنة
اذا جعلت من نفسك اضحوكة .. اهدئي بعض الوقت، ثم احرصي على الظهور بأفضل صورة في المرات القادمة... حاولي التحدث إلى كل الموجودات كي تظهري بمنظور آخر، ولا تذكري أحدا بما حدث في المرة السابقة، فالسلوك الايجابي يمحو مع الوقت الانطباع السلبي الاولي.
5 ـ نكات مضحكة ونكات محرجة
من الصعب التغلب على أثر النكتة البايخة، ولكن ماذا لو كانت النكتة جارحة لشخص بعينه؟ مثلا حين تتندرين على سلوك شخص ما وتضحكين من بلاهته ثم يتضح أن من تتكلمين عنه معها هي أمه.
ضعي لسانك في جرابه واعتذري بدلا من مجرد الفرار من امامها. يجب عليك أن تقولي 'أنا أسفة' من دون مبالغة، فمثلا عبارة 'هل هو ابنك؟ لم أقصد أنه ابله بل كنت اعني أنه بريء' لن تجدي نفعا، فالتصرف الأفضل هو أن تقولي 'اشعر بالاستياء لما قلته عن ابنك، ولكني كنت احاول كسر الحواجز بيننا، فجاء الحديث بالمصادفة عن من كان في مرمى بصري!'.
لا تبالغي
لأنك متأكدة من ان الآخرين يعرفون انك تعرفين انهم لم يعجبوا بما قلته، فإن ذلك يساعدهم على نسيانه. ولكن هذا لا يتطلب المبالغة في الاعتذار، فبمجرد أن تنطقي بأسفك غيري الموضوع وتابعي الحديث في أمور أخرى.
ليس من الضروي الاعتذار وجها لوجه
اعتذري عبر البريد الالكتروني أو الرسائل القصيرة، فهذا يخفف ألم الاعتذار ويقيك اهدار ماء وجهك، فإذا لم يسعفك ذهنك لحظة وقوع الحدث، فاستغلي الوقت المتاح لابتكار عبارات لبقة تبرر ما قلته.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)