سجد لله في أعماق البحر المظلم
أعزائي أعضاء المجموعة أروي لكم قصت وهي قصة واقعية
وأملي أن تنشر في الانترنت بشكل عام
كان شاباً ظن أن الحياة .. مال وفير .. وفراش وثير .. ومركب
وكان يوم جمعة .. جلس مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ
وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة
سمعت النداء حي على الصلاة .. حي على الفلاح
أقسم بالله أنه كان يسمع الأذان طوال حياته .. ولكنه لم يفقه يوماً معنى كلمة فلاح
طبع الشيطان على قلبه .. حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا أيفقهها
كان الناس حولنه يفرشون سجاداتهم .. ويجتمعون للصلاة
وهم كانوا يجهزون عدة الغوص وأنابيب الهواء
استعداداً لرحلة تحت الماء
لبسنوا عدة الغوص .. ودخلوا البحر .. بعدنوا عن الشاطئ
حتى صاروا في بطن البحر
كان كل شيء على ما يرام .. الرحلة جميلة
وفي غمرة المتعة
فجأة
تمزققت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم
ولتمده بالهواء من الأنبوب .. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي
وفجأة أغلق قطرات الماء المالح المجرى التنفسي
وبدأ يموت
نعم بدأ يموت ورئتيه تستغيث وتنتفض .. تريد هواء .. أي هواء
أخذ يضطرب .. البحر مظلم .. رفاقه بعيدون عنه
بدأ يدرك خطورة الموقف .. إنه سيموت
بدأ يشهق .. وأشرق بالماء المالح
بدأ شريط حياته بالمرور أمام عينه
مع أول شهقة .. عرف كم أنا ضعيف
بضع قطرات مالحة سلطها الله عليه ليريه أنه هو القوي الجبار
آمن أنه لا ملجأ من الله إلا إليه
حاول التحرك بسرعة للخروج من الماء .. إلا أنه كان على عمق كبير
ليست المشكلة أنه يموت .. المشكلة كيف سيلقى الله ؟!؟
إذا سألنه عن عمله .. ماذا سيقول ؟
أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعها
تذكر الشهادتين .. فأراد أن يختم كلامه بها
فقال أشهـ .. فغصَّ حلقه .. وكأن يداًاه خفية تطبق على رقبتيه لتمنعه من نطقها
حاول جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأ قلبه يصرخ
ربي ارجعون .. ربي ارجعون .. ساعة .. دقيقة .. لحظة .. ولكن لا محالة
بدأ يفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة
هذا آخر ما يتذكره
لكن رحمة ربي كانت أوسع
فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدره مرة أخرى
انقشعت الظلمة .. فتح عينيه .. فإذا أحد الأصحاب
يثبت خرطوم الهواء في فمه
ويحاول إنعاشه .. ونحن مازلنا في بطن البحر
رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير
عندها صاح قلبه .. ولسانه .. وكل خلية في جسده
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمد رسول الله
خرج من الماء .. وهو شخص آخر
تغير نظراته للحياة
أصبحت الأيام تزيده من الله قرباً .. أدرك سرَّ وجوده في الحياة .. تذكر قول الله
( وما قلقت الجن والانس إلا ليعبدون )
صحيح .. ما خلقنا عبثاً
مرت أيام .. فتذكر تلك الحادثة
فذهب إلى البحر .. ولبست لباس الغوص
ثم أقبل إلى الماء .. وحده وتوجه إلى المكان نفسه في بطن البحر
وسجد لله تعالى سجدة ما يذكر أنيه سجدت مثلها في حياته
في مكان لا أيظن أن إنسان قبله قد سجد فيه لله تعالى
عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة
فيرحمه الله بسجدته في بطن البحر ويدخلنه جنته اللهم أمين
اللهم اجعل هذا النقل خالصا لوجهك الكريم
تحياتي وتقديري:
آهات الحب,,
مواقع النشر (المفضلة)