oOo كـابـوس قـصـر الأحـلام oOo
.×. الـفـصـل الأول .×.
كان صباحا ًهادئا ً في قرية (سانتا إلينا) التي تبعد عن لندن حوالي 19 ميل وعلى الرغم من قربها من لندن نسبيا ً إلا أنها كانت تبدو معزولة عن الحضارة تقريبا ً. جلست هيلين في الشرفة تتناول إفطارها - وهي أستاذة شابه في مدرسة القرية الابتدائية تبلغ من العمر 24 عاماً تتمتع بطول فارع وشعر أسود فاحم وعينين سوداوين ساحرتين- في أول يوم من أيام العطلة الصيفية وكانت ترحب بالمارة من الجيران . فهاهو السيد هنري سميث- محامي القرية- يهرول كعادته وهو رياضي بكل ما في الكلمة من معنى وقد كان في نحو الأربعين من عمرة وهو متزوج ولديه 3 أبناء . وهاهي السيدة هيزل بارتنر- زوجة السيد بارتنر طبيب القرية- عائدة في طريقها إلى البيت بعد أن انتهت من شراء البقاليه . كانت السيدة بارتنر في الـ25 من عمرها شقراء طويلة عريضة الجبين و لها ذقن بارزة بعض الشيء وانف دقيق طويل يتوسط وجهها الطويل وكانت ذات طبع نزق بعض الشيء وبالتالي فقد اكتسبت عداوة بعض من أهالي القرية أما السيد جيمس بارتنر- زوجها- في الـ36 من عمره وهو رجل ذو شخصية متقلبة . جلست هيلين هناك تفكر كيف ستقضي عطلتها هذه . هل تسافر إلى مكان قريب أم تذهب بعيدا أم تراها تبقى هنا . فراتبها كمعلمه لا يكاد يغطي تكاليف سفر لأكثر من أسبوع . أخذت الأفكار تسرح بهيلين إلى أن وصلت بها إلى منزل أهلها الذين هاجروا من القرية قبل نحو سنتين إلى جنوب فرنسا حيث قرروا الاستقرار هناك وسط الطبيعة الخلابة وكيف أنها تخلفت عن الذهاب معهم لشدة تعلقها بالقرية التي ولدت وترعرعت فيها . ولكن قطع حبل أفكارها الضجة المريعة التي أحدثتها مارلين عندما أتت وبدأت تتذمر من كل شيء تقريباً – ومارلين هي صديقه هيلين المقربة منذ أيام الدراسة وهي فتاه مرحه متهورة بعض الشيء متوسطة القامة ذات شعر أشقر متموج ولها عينين زرقاوين فضوليتين - كانت مارلين تعمل في مكتب البريد وهي على العكس من هيلين تتوق للخروج من هذه القرية ولكنها لم تذكر شيئاً عن هذا الموضوع اليوم. فتعجبت منها هيلين وأرادت أن تسألها عما إذا كانت مازالت تريد الرحيل ولكنها رأت أن تصمت أفضل فسرعان ما ستخبرها مارلين بكل شيء من دون أن تسألها عن أي شيء فقد كان من شأن مارلين دوما أن تفعل ذلك ولكنها تفاجأت عندما بادرتها مارلين بالسؤال التالي:
- هل قرأت صحيفة اليوم ؟
- لا ليس بعد . هل هناك أمر مهم؟
أجابتها مارلين بكل حماسة: - أمر مهم!؟ بل فاجعة حلت في القرية!
ارتعدت أطرافها وسألتها : - هنا في قريتنا ؟ فاجعة!هنا؟
ردت مارلين: - اجل هنا . لقد حدث أمر مفجع .كاثرين ويزلي الفتاة التي تعيش في القصر المسمى بقصر الأحلام الواقع في أطراف القرية. مذكور في الصحيفة أنها كانت قد بدأت تشك بخطيبها هارولد بارتنر فلحقت به الليلة قبل الماضية فوجدته في النهاية مع ماري آن الخادمة التي تعمل لديهم في القصر فقتلتهما معاً ثم انتحرت .إنها مأساة حقيقة والمشكلة هنا هي أنه لا يوجد من يلقون باللوم علية في هذا الحادث لذلك تنتهي القضية عند هذا الحد . طبعاً كما تعرفين فهذا مجرد كلام صحف ولكن الحقيقة غير ذلك.فالقضية لم تكن مجرد انتحار وإنما هي قضية قتل.
- ولم أنت متأكدة تماماً أنها قضية قتل؟
- حسناً خطيبي ديفيد يعمل في سلك الشرطة كما تعلمين . وقد أخبرني أن القضية لم تعد من شأنهم الآن لأن شرطة سكوتلانديارد قد استلمت القضية.
وبما أن سكوتلانديارد استلمت القضية فهذا يعني أنها بالتأكيد جريمة قتل ولكن لا تخبري أحداً أرجوك إنه سر فهم لا يريدون للخبر أن يصل إلى الصحف فهذا يعيق التحقيق وقد لا يتوصلون أبداً إلى القاتل .
قالت هيلين:- مسكينة كاثرين . وأخذت تفكر فيها وكيف كانت تبدو في قمة السعادة مع خطيبها هارولد و كيف كان من المقرر لهما أن يتزوجا في هذه العطلة الصيفية حتى أنهما خططا لقضاء شهر العسل .
لم تكن كاثرين من سكان هذه القرية ولكنها جاءت إليها مع والدتها منذ سنه وكانت والدتها ممثله سينمائية مشهورة ابتاعت هذا القصر لتمضي فيه بقيه حياتها بعد أن أعلنت اعتزالها كما كانت أيضاً من محبي السلطة والنفوذ وبحكم كونها ممثلة فهي لم تعتد البقاء في نفس المكان أكثر من سنتين وعلى نحو متقطع فبعد مضي 6 أشهر على وصولهم قررت والدتها السفر بقصد تغيير الأجواء فهي لم تعتد كل هذه العزلة في قرية صغيرة . بينما فضلت كاثرين البقاء بعد أن تعرفت على هيلين وهارولد وكانت قد بدأت تتعلق بهارولد منذ أن رأته لأول مرة وبالمقابل لم يكن هارولد يخفي اهتمامه بها فطلب يدها بعد3 أشهر فقط من وصولهم .
أفاقت هيلين ثانية على صوت مارلين وهي تسألها:- هل تفكرين بم أفكر؟؟
ردت عليها هيلين بحذر:- وبم تفكرين؟
-أفكر أن نذهب إلى قصر الأحلام . أريد أن أرى كيف يعمل رجال سكوتلانديارد.
-يا لتفكيرك الطفولي يا مارلين لن يسمحوا لك بالدخول بالطبع.
-ومن قال أننا سنطلب منهم الأذن بالدخول. سوف ندخل خلسة عن طريق الغابة المحيطة بالقصر من الخلف ونشاهد قليلاً ثم نخرج كما دخلنا ولن يعرف أحداً شياُ كما أننا لن نعيقهم عن عملهم .
-بربك يا مارلين . ألا تعتقدين بأنهم وضعوا الحراس في كل مكان . فكيف ستتجاوزينهم . أخبريني؟
-حسناً يوجد ممر صغير يؤدي إلى القصر مباشرة من الغابة وهذا ما لا يعرفه سكوتلانديارد على ما أظن لأنه من غير الممكن أن يعرف عن هذا الممر أحد إلا إذا كان بعض أهالي القرية يعرفون عنة شيئاً.
-وكيف حدث أنك تعرفين عن هذا الممر ؟
-أتذكرين عندما أقام آل ويزلي حفلة ضخمه بمناسبة استقرارهم في القصر.ألا تذكرين أننا تغيبنا أنا و ديفيد لمدة نصف ساعة تقريباً ؟
-اجل اذكر ذلك. لم تخبريني أين كنت حينها. اكتفيت بالقول انك كنت تتحدثين مع ديفيد على انفراد.
-بالضبط . أخذنا نتحدث ونمشي حتى خرجنا من حدود القصر ودخلنا الغابة ولم ننتبه إلى ذلك إلا بعد أن أصبحنا بعيدين ولكننا في طريق العودة كنا نستطيع سماع أصوات المدعوين على الرغم من أننا نراهم وكانوا يبدون أبعد من أن تصلنا أصواتهم بهذا الوضوح ولكن كانت الأصوات واضحة اكثر كما لو أن هناك أنبوباً ضخماً ينقلها إلينا. عندها بحثنا أنا و ديفيد حتى وجدنا تحت كومه من الأغصان و أوراق الأشجار ذلك النفق السري وقررنا أن تحتفظ بسره لأنفسنا .
-رائع . يبدو أن عمل ديفيد بدأ يؤثر على عقلك الصغير.
-لم لا يا هيلين تبدو فكرة رائعة. فكري فقط ما هي فرصه حضور رجال سكوتلانديارد إلى هنا ثانيةً . إنها معدومة. بربك يا هيلين قولي إنك ستذهبين معي.هيا قومي بعمل جريء لمرة واحدة في حياتك .
لم تجد هيلين مخرجاً أمام إلحاح مارلين سوى أن تقبل بهذه المهمة . فكرت هي في نفسها قليلاً فوجدت أن الفكرة لا تضر أحدا ًَ.
يتبع ........
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)