التين فاكهة من الجنة
عرف الإنسان فوائد التين منذ القدم، واستخدمه في علاج الكثير من الأمراض· ناهيك عن أن التين هو الثمرة المباركة التي أقسم الله تعالى بها في مُحكم تنزيله حيث قال: وَالتَيِنِ والزَّيتُونِ وطُورِ سِينِين· ولا شك في أن الله تعالى لا يقسم إلا بعظيم، مما يعني أن هذه الآية دليل حقيقي على أهمية هذه الفاكهة، وإشارة هامة أيضا إلى فوائدها ومنافعها العديدة· وقد ورد في الأثر أن التين من شجر الجنة، فقد روي أنه أُهدي لرسول الله طبق من تين فأكل منه، وقال لأصحابه: ''كلوا فلو قلتُ إن فاكهةً نزلت من الجنة، لقلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم''·
عرف البشر التين قديما، وزرعوه منذ أكثر من أربعة آلاف عام، وانتشر في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وذكره سقراط وهوميروس· وكان يسمى ''صديق الفلاسفة''، لأن أفلاطون كان يُكثر من تناوله· واستعمله الفينيقيون كمصدر للغذاء، وكدواءٍ فعّال لمعالجة البثور· أما الفراعنة فقد استعملوه لعلاج آلام المعدة·
طاقة ووقاية
يُعَدّ التين من أفضل مصادر الطاقة الضرورية لجسم الإنسان، وهذه الطاقة كما يقول خبراء التغذية مصدرها السكريات التي يمتصها الجسم بسهولة، بعد نحو نصف ساعة من تناول التين· ليس هذا فحسب، بل يُعَدّ التين من الفواكه الغنية بالألياف الطبيعية ذات الفوائد الصحية العديدة، كعلاج الإمساك· لذا يُنصَح المرضى المصابون بإمساك مزمن بتناول بعض ثمرات التين الطازج، أو المجفف على الريق لعدة أيام، أما بالنسبة للتين المجفف، فقد أكد أخصائي التغذية الفرنسي البروفيسور باتريك بيير ساباتييه أن الألياف تلعب دورا هاما فيما يتعلق بصحة الإنسان، حيث تعمل على التقليل من مستوى السكر في الدم، وتقلل من إفراز الأنسولين، مما يؤدي إلى توازن مستويات السكر في الدم· كما أنها تعمل على وقايته من عدد كبير من الأمراض، ابتداءً من عسر الهضم والإمساك وانتهاءً بأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الأمعاء، والقولون·
فوائد التين المجفف
وأشار الدكتور أوليفر الباستر، من جمعية الوقاية من الأمراض التابعة لجامعة جورج واشنطن، إلى أن ''من المهم إضافة غذاء غني بالألياف لوجباتنا اليومية· وإن اختيارنا للتين أو لأي غذاءٍ آخر غني بالألياف يعني اختيارنا لغذاءٍ أقل ضرراً يضمن تمتعنا بصحة جيدة طوال الحياة''·
وأظهرت نتائج دراسة أجرتها جامعة رتجرز في نيوجرسي أن للتين المجفف دورا هاما في تقليل نسبة الكوليسترول لأنه يحتوي على حمض ''أوميغا3 '' وحمض ''أوميغا،''6 وهي أحماض ليس بمقدور الجسم إنتاجها، وإنما يحصل عليها من الغذاء· بالإضافة إلى أن التين المجفف غني بعنصر الكالسيوم الضروري لبناء العظام والأسنان، والذي يؤدي نقصه في الأطفال إلى بطء النمو، والإصابة بمرض الكساح· كما يتسبب نقصه عند البالغين بالإصابة بمرض هشاشة العظام· علاوة على كل ما سبق، يحتوي التين على العديد من العناصر الغذائية المفيدة الأخرى كالحديد والماغنيسيوم والفسفور وفتيامينات '' أ ''، و'' ج ''، وفيتامين '' ب '' الذي يساعد الجسم على تصنيع كرويات الدم الحمراء· فضلا عن كونه مقويا للكبد، ويساعد على التخلص من النحافة الزائدة· وللتين تأثير إيجابي على الجهاز البولي، حيث أثبتت نتائج الدراسات العلمية أن من شأنه المساعدة على تفتيت حصوات الكلى، وإدرار البول، والتخفيف من حدة السعال وأزمات الربو·
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)