ترفق أيها الزمن بفؤاد امتطت صهوته الجراح .. وعاشت في جنبات الهموم
كساه الأسى ولحق به الأذى ممن سكنه .
تمهل أيها الزمن .. فآهاتك غدت جزءاً من دمي .. سرت في عروقي فبات مشبعاً منها
الهموم لوثت محيط ذاتي .. فأصبحت أنفاسي حرارة تلتهب في أعماقي .. وحرقة وسط أضلعي
صهرت مابقى من فؤادي في بوتقة الألم .. حتى أوشكت أن تبتر أوتار الإحساس فيه.. والى أسى
ينقلب عن ثغرة يتسلل منها لينفث سمه الزعاف في صميم ذاتي.. لم أعد أرتشف عبق رائحة الحب
التي كان يزدان بها عالمي وكدر صفائه.. وزلزل كيانه أناس يقطنون في وحل النرجسية .. لغتهم
استعصى على فؤادي أن يحتويها ولساني أن يتقنها .. عرش الكراهية في أضلعهم .. أوقدت من ذاتي
لهم نبراساً يضئ دربهم ويؤنس وحشة الدنيا لهم ..لكنهم تركوني وحيدة .. تحاصرني مخالب
جراحي تمزقني وتقذف بي في غياهب الأحزان .. وطعنت جراحهم كل جزء من جسدي .. كانت غايتي أن أصل بهم إلى ذروة الإخلاص .. لكن دنت غايتهم وفاح منها الخبث وانتهت بالغدر ..حينما
تقلصت خيوط الوفاء في نسيج أفئدتهم .. وانطفا بريق الصدق .. لغلو وهج الكذب.. وغاب عن الوعي
الضمير تخبطت بهم الأهواء .. وكان مآل خواطري الانكسار .. على من ألقي اللوم ياقلبي.. على زمني
حينما قذف بهؤلاء في طرقات حياتي أم على ذاتي حينما أخطأ الحدس .. أم على سلبيتي المفرطة
ها أنا أجرّ خطاي وأجمع شتات فؤادي متأهبة لجرح جديد فمن يستل جذور الجراح .. ويوري بجثمان أحزاني في قلبه .. ويهيل عليها تراب النسيان .. ويأخذ بيدي من صحراء الألم القاحلة
إلى جنة يافعة زرعها الحب فتكون النجاة !!
مواقع النشر (المفضلة)