هل يؤثر الخوف في حياتك؟ ربما يكون الجواب: نعم، ولكنك لا تدركين ذلك.. فكيف اذن تكسرين دائرة الخوف التي تحتويك وتتحرين منها؟ اسألي نفسك ما الشيء الذي يمنعك من ان تعيشي الحياة طولا وعرضا؟ هل هو المال؟ أم الانشغال الدائم داخل البيت وخارجه؟ ام التوتر؟ مهما كانت الاجابة فواقع الأمر ان الخوف هو العقبة الحقيقية، فساعدي نفسك واستعيدي توازنك من خلال البرنامج التالي الذي وضعه لك خبراء علم النفس للتعرف على ماهية مخاوفك وطريقة التغلب عليها.
الخطوة الأولى: اشعري بمخاوفك
حين تواجهك الحياة باختيارات صعبة أو اهتمامات حياتية ملحة عادة ما تقولين 'انا عصبية.. أو قلقة'، ولكن هذا التعبير مجرد وسيلة تريدين من خلالها ان تقولي 'أنا خائفة'، اذن فالمطلوب منك أولا هو نطق هاتين الكلمتين.
ربما تشعرين بالقلق حيال ملل زوجك الظاهر من علاقتكما الزوجية ـ وان كان من حقه ان يشرد احيانا ـ وقد تقولين لنفسك انا مريضة بداء الشك وان الشهور الأخيرة كانت مليئة بالتوتر، ولكن هذه كلها مجرد اعذار لتفادي مواجهة مخاوفك، مما يجعلها أقوى. اما الاعتراف بالخوف فسيدفعك الى النظر فيما يحدث والتعامل معه مباشرة.
الخطوة الثانية: حددي مقدار خوفك
بعد ذلك عليك تقدير مخاوفك على مقياس من 1 إلى 10 (حيث تضعين 10 للعنصر المخيف جدا في حياتك) فمن المعروف ان الانذار الداخلي لتقدير المخاوف لا يتناسب عادة مع ما يحدث حقا الا في حالات الحياة والموت حيث تقع في أول وآخر المقياس.
ولقياس مخاوفك تخيلي ان جسدك حاوية لهذه المشاعر التي هي مادة سائلة، وبمجرد تخيل المخاوف بهذه الطريقة ستستطيعين احتواءها ـ بما معناه ـ وليس هي التي تحتويك فحين تعترفين ببساطة بوجود هذا القدر من الخوف سيصبح اكثر قابلية للتعامل معه.
الخطوة الثالثة: تخيلي الأسوأ
تخيلي نفسك وأنت تواجهين الاحتمال الأكثر رعبا ـ من وجهة نظرك ـ وتذكري انك اختلقت هذه القصة.. وفي معظم الأحوال لا يتحقق هذا الاحتمال الذي تخيلته ولكن اذا لم تدركي كل ابعاده فتصبح فرصة حدوثه اكبر.
فاذا لم تكوني راضية عن حياتك الزوجية مثلا فهل سيجديك نفعا ان تتجاهلي المشكلات كليا؟ أبدا. فمع مرور الوقت قد تكتشفين ان السيناريو الأسوأ ـ وجود زوجة أخرى في حياة زوجك ـ يمكن ان يتحقق. وهذه الخطوة مخيفة لأنك قد تعتقدين انك لن تستطيعي تحمل هذه النتيجة المرعبة سواء عاطفيا أو جسديا، ولكنها الطريقة الوحيدة لادراك ابعاد الموقف الذي تخافين منه والسبب سيتضح في الخطوة التالية.
الخطوة الرابعة: ابحثي عن المعلومات والدعم
الآن وقد حان الوقت للتعامل مع أسوأ سيناريوهات القضية وتحديد خطة التغلب عليها مما سيقلل مخاوفك لأنك ستعرفي ان الاختيارات عديدة أمامك، وفي هذه المرحلة مدي يديك الى الآخرين، ولا تخجلي من ان تضعي ثقتك في شخص ظنا منك انه يجب عليك ان تحلي مشكلاتك الزوجية بنفسك، فليس من الضروري ابدا ان تكون كل الحلول بيدك وحدك.
تحدثي الى صديقة عما يمكنك فعله اذا ما تحققت هذه المخاوف، هل تلجئين الى الاستشارات الزوجية؟ هل تنفصلان لفترة وجيزة؟ وحين تتسلحين بالحقائق والاختيارات المتاحة يمكنك حينها التعامل مع مصادر الخوف فكوني مستعدة دائما لتفنيد مخاوفك ولا تتجاهلي حقيقة انك لن تعدمي وسيلة للتغلب عليها.
الخطوة الخامسة: احتفلي
تهانينا فقد استطاع الخوف ان يخرج افضل ما فيك، فحين تحصنت بالخطوات السابقة استطعت التحدث الى زوجك واخباره بمخاوفك، وربما عرفت منه انه قد شعر أخيرا بعدم التواصل معك، لذلك فقد خصص وقتا أطول لعمله وأصدقائه وقد شعرت انت ايضا بهذا الابتعاد، ومن ثم اصبح من الواضح انكما بحاجة الى المساعدة.
حين توضحان الموقف لن تختفي مخاوفكما، ولكنها ايضا لن تظل عائقا لا يقهر بعد الآن، وحين تعرفين انه بامكانك التعامل مع مخاوفك سيملأك احساس رائع بالحرية.. استمتعي به.
ان الاحتفال بهذا التقدم سيشجعك لتتبع هذه الخطوات في المواقف المخيفة التي قد تواجهك في المستقبل، فالسبب وراء خوف معظم الناس هو اعتقادهم بأنهم تحت رحمة ما تتحداهم به الحياة والحقيقة هي ان ظروف الحياة لا تتحداهم، انما هم الذين يشكلون هذه الظروف بأنفسهم، وفي كل مرة تتبعين فيه هذه الخطوات سوف تكتشفين مرة أخرى هذه الحقيقة بنفسك.
مواقع النشر (المفضلة)