0000
حكايتي
بين دنيا الألـم وفراغ الـعـدم
فــراغ
سكنني
غمر أعماقي
تغلغل بروحي ..
إلى أن وصل جروحي
إنتشلني من بؤسي
ظننته حليفاً لي
ولن يخدعني
فــراغ
بليد متوشحٌ للسواد
مكثت فيه .. استعمرت أرضه
رضخت لقوانينه
لا أمل
لا ألم
لا حلم
لا صوت بالأرجاء يدوي
فــراغ
أحسست فيه أنني لم أعش يوماً
أوهمني بأن وجودي فيه هو بداية ميلادي
أين أنا منك .. وأين أنت مني
فــراغ
شعاره اللامستحيل في الحب
يطمح لكل شئ دون أي محاولة للتحقيق
فــراغ
سكنته أنا
وسكنني هو
لا شئ سواي
ولا شئ سواه
سامرني
داعبني
أراد ترويضي
أغراني لأبقى فيه
كي يتسنى له خداعي
فهو سيسعد بهلاكي
غامض في كيانه
مهيب في صمته
مؤلم في فضائه
إفـاقـه
وفي لحظة تأمل
حين صحوتي من سباتي
عندما عاد الوعي وانتهت فترة اللاوعي
بحثت عن سبب يقنعني لأبقى في عالم موحش صامت
فتشت عن شئ يؤنسني في هذا الفراغ
فلم أجد سوى سوادٌ و أنــــا
قررت العوده إلى دنياي التي كان فيها معاشي
دنياي ..
يا من تجهلونها
دنيا الجرح والألم
سأرحــلـ
عن السواد
سأعود لدنيا الخداع
رغم رجاء جوارحي وتوسلات نفسي
لي بالبقاء بين أحضان الفراغ
قلبي عانق المكان
اعتصر النبض بالأركان
هلت الدموع ..
تناثر الأسى
يا نفسي
إن شئتِ إبقي في هذا المكان
وأنا على يقين بعدم ملاءمته لكِ
تعالي معي ..
نسير في دروب المجهول
نمني أنفسنا ونتمنى لنا الأماني
ما هدف الحياة في جوف الفراغ
ما الحياة بلا ألم
ما هي الجنه بلا أناس معي يعيشون
يفرحون تارةً وتارةً يحزنون
يضحكون بهجةً ومن الوجع يبكون
نعم هم بشر يحبون ويكرهون
يحسدون ويحقدون
لكنهم مأواي والعيش بدونهم لا يكون
عدت إلى الدنيا ..
إبتسم ثغري للأيام .. فرفضتني
حاولت إحتضان حظي فصرخ في وجهي ونهرني
حظي .. يؤلمني ..
مابه عيبٌ إلا أنه دوماً ضدي
لكنني أعشقه رغم تمرده
التقيت بالبشر الذين عدت من أجلهم
وجدت منهم غروراً وتعالي
صدودٌ ولا مبالاة
لقيت أناساً لي يخدعون
بحبي يتغنون .. وما شعروا بحبي يوماً
سمعت أناساً بأذني يهمسون
كلمات الشوق والحنين
وأنا على يقين
بأن رحيلي هو أولى أمانيهم
لكني أعشقهم بجنون
فهم أناس لآدم وحواء يرجعون
أحببت دنيا الألم .. وكرهت فراغ العدم
فقلبي كقبري لا يسِع لإثنين
"
"
مواقع النشر (المفضلة)