مشاكل تطور الجهاز العصبي لحديثي الولادة خطيرة.. فانتبهوا

**حبيبتي حطمتني** · 21-07-2006, 07:03 PM

لسنا بصدد تخويف الأمهات، ولكن من الضروري الدقة والمتابعة في مراحل نمو الطفل الأولى بعد الولادة مباشرة، فملاحظة كبر حجم رأس الطفل، أو ان حركة عينيه غير طبيعية، أو انه لا يقوى على البكاء بشكل طبيعي، أو ان هناك شيئا بارزا في رأسه أو ما يبدو كأنه ورم في ظهره، كلها امور وعلامات مهمة ولا ينبغي اهمالها أو التغاضي عنها، بل ينبغي الاسراع الى الطبيب للفحص، والتأكد واتخاذ الاجراءات اللازمة، فقد تكون هذه احد اعراض مرض عصبي خطير.
ينقسم تكوين الجهاز العصبي في الانسان الى مرحلتين، مرحلة ما قبل الولادة، ويتكون فيها الجهاز العصبي والمخ، ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة النمو فيما بعد الولادة، مما يستوجب ملاحظة الطفل جيدا، لأنه احيانا يكون مصابا ببعض أمراض الجهاز العصبي.

أمراض الجهاز العصبي
استسقاء المخ
هو من اكثر امراض الجهاز العصبي انتشارا في الاطفال حديثي الولادة، حيث تبلغ نسبته 0.01% ولكن هذه النسبة تزداد في التوائم، حيث تصل الى 0.15% اما اذا كانت التوائم ذكورا فقد تصل النسبة الى 0.28% ويتسم هذا المرض بزيادة في كمية السائل النخاعي داخل ثنايا المخ، مما يؤدي الى حدوث ارتفاع في ضغط المخ وضمور في خلاياه اذا لم يشخص ويعالج في الوقت المناسب، لأنه يحدث نتيجة خلل في دورة السائل النخاعي داخل المخ، بسبب وجود عيوب خلقية في العمود الفقري (56% من الأسباب) أو ضيق بقنوات السائل النخاعي داخل المخ، أو حدوث نزيف في المخ أو التهاب سحائي، وقد يكون حدوثه ايضا نتيجة لاصابة الأم بمرض التوكسو بلازما خلال فترة الحمل.
ومن أهم الأعراض التي تصاحب هذا المرض. كبر حجم الرأس أو وجود بروز بالفتحة الامامية أو الخلفية للجمجمة، أو بروز الأوردة بشكل لافت تحت جلد الرأس، أو غروب العينين، أو وجود أي عيوب خلقية في منطقة الظهر، كما يجب ملاحظة شدة بكاء الطفل، واذا ما كان ضعيفا أو مصحوبا بقيء متكرر، وفي هذه الحالات يجب فحص الطفل بواسطة جراح المخ والأعصاب، وعمل أشعة مقطعية أو تلفزيونية على المخ.
اما العلاج فغالبا يكون جراحيا بواسطة تركيب صمام بالمخ لتحويل مجرى السائل النخاعي، وبالتالي تخفيف الضغط على خلايا المخ.
ويجري هذا الآن عن طريق منظار جراحي يجري بواسطته تسليك قنوات السائل النخاعي من دون اللجوء الى تركيب صمامات، كما يمكن اجراؤها ايضا بالجراحة ثلاثية الأبعاد، ولكن يجب مراعاة التعقيم الكامل داخل غرفة العمليات، والاحتياط التام لعدم حدوث أي التهابات أثناء العملية، ومراقبة درجة حرارة الطفل أو حدوث اي تشنجات بعد العملية.
بعض العيوب الخلقية الأخرى
من هذه العيوب وجود كيس خلف العمود الفقري وهو كيس حويصلي في منطقة الظهر خلف العمود الفقري يحتوي على السائل النخاعي، وغالبا ما يحتوي على أعصاب طرفية أو جزء من النخاع الشوكي نفسه الذي يؤثر في حركة الأطراف، ويكون مصحوبا باستسقاء بالمخ في أكثر من 90% من الحالات. وهو اما ان يكون مغطى بالجلد، سواء كان كاملا أو غير كامل النمو، أو يكون غير مغطى بالجلد اطلاقا وهذا أكثر خطورة. ويرجع سبب حدوثه غالبا الى وجود خلل في نمو العمود الفقري والأغشية المحيطة بالنخاع الشوكي. وعلاج هذه الحالة يعتمد اساسا على التشخيص المبكر، وما اذا كان مصحوبا باستسقاء بالمخ أم لا، وايضا على كمية الأعصاب الطرفية الموجودة في هذا الكيس الحويصلي، ولهذا يجب على الوالدين في حالة ملاحظة وجود كيس مائي غير طبيعي في ظهر الطفل مهما كان حجمه التوجه الى جراح المخ والأعصاب، وعمل أشعة مقطعية او تلفزيونية على المخ وأشعة الرنين المغناطيسي على العمود الفقري لمعرفة ما يحتويه الكيس من اعصاب طرفية أو شوكية.
مثلا اذا كان وجود الكيس يصاحبه استسقاء بالمخ فيجب علاجه أولا قبل علاج العمود الفقري، على حسب محتواه، واذا كان يحتوي على سائل النخاع فقط يجري استئصال هذا الكيس وعمل ترقيع لتغطية النخاع الشوكي وتصليح العيوب الخلقية الموجودة بالعمود الفقري. اما اذا كان الكيس الحويصلي يحتوي على أعصاب طرفية أو على جزء من النخاع الشوكي، فلا بد من اجراء تسليك دقيق لها مع مراعاة المحافظة على الأعصاب سليمة لسلامة حركة الأطراف فيما بعد.
نزيف المخ
يحدث نزيف المخ نتيجة الاصابة أثناء الولادة، خصوصا من حالة استخدام الجفت أو الشفاط، أو بعد الولادة نتيجة لوقوع الطفل وارتطام رأسه لأي سبب من الأسباب، ويجب في هذه الحالة معرفة حجم النزيف ومكانه.
ومن أهم الأعراض التي تحدث في هذه الحالة حدوث تشنجات للطفل، أو ضعف بالحركة في ناحية معينة من الجسم، أو البكاء الخافت أو القيء المتكرر أو الغيبوبة، وفي هذه الحالات يجب أولا عمل أشعة مقطعية فورية على المخ، فاذا ثبت وجود نزيف فان العلاج يعتمد اساسا على حجم النزيف ومكانه، فاذا كان حجمه صغيرا أو غير مؤثر على المراكز المهمة بالمخ، فقد لا نحتاج الى التدخل الجراحي، ولكن يجب حجز الطفل بالمستشفى والمراعاة الدقيقة له وتناول الأدوية اللازمة لمنع حدوث تشنجات أو التهابات أو مضاعفات اخرى، اما اذا كان حجم النزيف كبيرا فلابد من التدخل الجراحي السريع لتفريقه قبل ان يؤدي الى ارتفاع بضغط الدم بالمخ.