أن تكتشف امرأة انها مصابة بسرطان الثدي فهذا خبر مروع بالتأكيد ولكن اللغة تعجز عن وصف الشعور الذي سيعتري اي امرأة لو أن مرض العضال اصابها خمس مرات! هذه هي التجربة المخيفة التي خاضتها الجدة سوزان كينيون ( 58عام) والتي نجت بأعجوبة في المرات الأربع السابقة محتفظة بحالة صحية جيدة رغم كل ما مر بها.
تقول سوزان "اعلم ان التوقعات لا تصب في صالحي، ولكنني أعيش الآن كاثبات لقدرة المرأة على تدمير السرطان" وتواصل "اكره ان ينظر لي كضحية للسرطان، انا واثقة من نجاتي وأتمنى أن أنجح في الهام الآخرين لمقاومة هذا المرض" هذه النبرة المتفائلة التي تتحدث بها سوزان لم تكن حاضرة قبل 15عاما حينما اكتشفت ورما على ثديها الأيمن ظهر فيما بعد انه من النوع الخبيث تقول سوزان بتسليم "عندما تواجه الحقيقة فانك تتألم كثيرا" وقتها، خضعت سوزان لعملية استئصال لكامل الثدي، كان عزاؤها الوحيد هو ما أكده لها الاطباء من أن نسبة عدم اصابتها بالسرطان مرة أخرى تبلغ 99بالمائة.
ولكنها اكتشفت بعد مرور عامين على عمليتها الأولى ظهور ورم جديد في الموضع الذي استأصلت منه الثدي، تقول سوزان "نزل علي الخبر كالصاعقة" وتتذكر "كانت حياتي وقتها قد بدأت للتو بأخذ مجراها الطبيعي" خضعت سوزان لجراحة جديدة مترافقة مع علاج كيميائي وعلاج اشعاعي.
ومرة أخرى كان الأطباء واثقين من انهم أزالوا كل بقايا السرطان وانه لن يعود الى سوزان من جديد، لكنها عاد للظهور من جديد قبل تسع سنوات لتجري سوزان عمليتها الجراحية وتنتظم في علاجها الكيميائي والاشعاعي، ثم عاد للظهور في 2004وانتصرت عليه، ثم ظهر للمرة الخامسة في شهر فبراير الماضي، تعترف هذه السيدة الشجاعة التي تقطن في مدينة هيدرسفيلد بانجلترا بان خبر اصابتها بالسرطان للمرة الخامسة آلمها كخبر اصابتها الأول تماما وتقول "وقع المصيبة لم تخف وطأته علي ابدا".
الا انها نجحت في تجاوز كل تلك الأزمات بفضل دعم زوجها المخلص توني " 61عام" وابنتيها ميراندا وان ماري.
تقول سوزان "أنا محظوظة بوجود زوج محب ومخلص الى جواري يساعدني على عبور هذه المصاعب" وتضيف "لكن اللحظة التي غيرت حياتي كانت بعد اجرائي للعملية الأولى ورؤيتي لامرأة خسرت ساقها بسبب السرطان" وتواصل "لقد رأيتها وهي تستمتع بوقتها وتتلذذ بحياتها وهذا ما جعل الأحداث تتضح امام ناظري فالساق جزء حيوي من جسم الإنسان بينما لم تتجاوز خسارتي وزن والورم الذي أزيل".
يأمل الأطباء ان يصح حدسها هذه المرة وأن يكون هذا هو السرطان الأخير الذي يصيبها وفي هذا الأثناء تظهر سوزان تصميماً شديداً على الاستمتاع بالحياة بأقصى ما تستطيع، تقول سوزان "لا يزال سبب عودته المتكررة يثير الحيرة، ولكن غريزة البقاء متقدة وجاهزة لمعركة جديدة، ولذلك فان احتمالية النجاة ستكون لصالحي ايضا" وتواصل "أنا محظوظة حقا باني لا أزال على قيد الحياة، وانا حريصة على الاستمتاع بحياتي حتى النهاية".
مواقع النشر (المفضلة)