ماذا تقولين عندما يكون من تحبين مكتئبا؟
حين يصاب أحد المقربين اليك بحالة من الاكتئاب يصبح التعامل معه امرا شائكا يتطلب الكثير من الحذر. فكيف يقف الاقارب والاصدقاء مع المكتئب ويخففون عنه؟
عند التعامل مع اقارب واصدقاء يمرون بحالة اكتئاب قد يلجأ البعض الى معلومات استقاها من شبكة الانترنت او الكتب المتخصصة او بالتحدث الى الطبيب العام او الصيدلي.. قد تستمعين مثلا لصديقتك المكتئبة ساعات عبر التلفون وتسدين إليها نصائح لا تأخذ بها عادة. قد ترتبين لها بيتها وتطهين لها الطعام، ولكن ماذا عن حياتك انت الخاصة ـ زوجك، ابنائك عملك ـ وكيف سيؤثر ذلك في حالتك النفسية.
ومن المؤكد انك تحبين اختك ولكن من المؤكد ايضا ان المتخصصين سينفعونها اكثر منك فاذا حدثتك تلفونيا استمعي لها وتعرفي معها على مشاعرها ولكن لا تقدمي لها النصح او تحاولي اقناعها بأن كل شيء على ما يرام وان الحياة لونها وردي كي ترفعي معنوياتها.. ادعيها لكي تخرج معك او ان تأتي لتناول الطعام معك 'لصالحها'، ولكن كوني على استعداد دائم لتقبل رفضها.
مثل هذه السلوكيات ستزيل عن كاهلك عبئا كبيرا ولكنها ستقوي علاقتك بأختك او صديقتك. فالمهم هو ان تقدمي لها الحب وان تتقلب حالتها من دون ان تحاولي علاجها فهناك خط مبهم بين تقديم الحب والعون ومحاولة انقاذ الآخر.
فالمهم هو ان تقدمي الدعم للشخص المكتئب بحيث تبقين على سلامة قواك العقلية ومن خلال الاستراتيجيات التي تساعدك على التعايش مع من تعاني او يعاني الاكتئاب تستطيعين ان تخرجي من الازمة من دون ان تفقدي حياتك الشخصية والعقلية.
فكري في نفسك أيضا
كثير ممن يعيشون مع احبائهم من المكتئبين ـ زوج، اخت، اب، ام ـ قد يشعرون بالارهاق والارتباك والاستياء الجسدي والعاطفي، وبعضهم تسيطر عليه رغبة في الفرار من مصدر المشكلة مما يؤدي به بعد ذلك الى الشعور بالذنب.
كل هذه المشاعر شائعة ومفهومة تماما. ولكن تذكري ان العيش وتبادل الحب مع شخص مكتئب عملية غاية في الصعوبة تتطلب كثيرا من الحذر واللياقة. فاجعلي خطوتك الاولى هي ادراك انك لن تستطيعي وحدك وقاية او انقاذ او علاج هذا الحبيب. وما ان تعفي نفسك من هذا الهدف المستحيل يمكنك حينها ان تذكري نفسك انك تقدمين كل ما بوسعك وان هذا يكفي.
ماذا تفعلين في مثل هذه الحالات؟!
عادت زميلتك الى العمل بعد ان عانت مدة طويلة من الاكتئاب.
من الممكن ان تشعر زميلتك بالتوتر بسبب حالتها، فما زال الاكتئاب يحمل درجة من درجات الوصمة مما يشعر بعض الذين يعانونه بالخجل والعار بل واللوم. والابقاء على الصمت بينكما قد يذكي مثل هذه المشاعر. وافضل افتتاح للحوار معها يكون من قبيل 'مرحبا بعودتك مرة اخرى'، مما يساعدها على زيادة ثقتها بنفسها.
يمكنك ايضا اظهار ارتياحك حول الحديث عن الاكتئاب بالاشارة الى انه بعد ان كانت آلام الظهر هي اكبر نسبة غياب من العمل احتل الاكتئاب هذه المنزلة. وفي النهاية كوني ودودة وقولي لها 'دعينا نلتقي قريبا لتناول كوب من القهوة فأنا اريد ان اعرف آخر اخبارك'، فحين تظهرين الرغبة في تخصيص وقت لها قد تشخصينها على ان تفضفض لك بأي شيء. ومع ذلك لا تتطفلي أو تضغطي عليها بأسئلة شديدة الخصوصية في يومها الاول.
اتصلت بك صديقتك اربع مرات في أسبوع واحد فشككت بأنها قد تكون مكتئبة.
هناك قائمة رسمية معتمدة بأعراض الاكتئاب تشتمل على مزاج حزين وقلق مستمر وفقدان الاهتمام بأنشطة كانت ممتعة من قبل واضطراب الشهية وصعوبة التركيز والتذكر واتخاذ القرار والشعور بالتشاؤم وقلة الحيلة والاضطراب والبكاء الشديد.
ولكن ليس من واجبك ان تشخصي حالة صديقتك ولكن اقنعيها برفق كي تستشير طبيبها.. ولا تقولي لها 'يبدو انك مكتئبة'. ولكن استخدمي كلمات مثل 'متعبة' او 'قلقة'. وركزي على انك متأكدة من ان السحابة السوداء التي تمر فوقها لن تستمر طويلا.
والاهم من كل هذا ان تستمعي لها، ولكن لا تمنحي الاخرين وقتا على حساب نفسك واعمالك، وانهي المكالمة باظهار تعاطفك المستمر بأن تقولي 'علي ان اذهب الآن ولكني سأحدثك مرة اخرى في الغد'. اما في الايام التي لا تستطيعين فيها ان تتحدثي اليها فارسلي لها رسالة قصيرة 'انت على بالي' فتكون مصدر راحة كبيرة لها.
بدأ ابنك المراهق يصحو متأخرا ويبقى في سريره وقتا طويلا وفقد اهتمامه بالحياة.
هناك فاصل رفيع بين التقلب المزاجي الشائع بين المراهقين وبين الدخول في سلسلة اكتئابية.
فإذا طال الاعتلال المزاجي لدى ابنك لاكثر من عدة اسابيع فقد يكون مكتئبا، ومن الافضل ان تذهبي معه لاستشارة الطبيب المعالج. ولكن لا تلحي عليه الا اذا لم تتحسن حالته بعد شهرين.
وقد تزول نصف حالات الاكتئاب لدى المراهقين خلال ستة اشهر الى سنة من دون اي علاج. وقد يكون سببها تغيرات هرمونية. وقد يساعد في التغلب عليها تناول اطعمة صحية وممارسة الرياضة وتجربة انشطة جديدة والتعرف على اناس جدد.
قولي قولا حسنا
لا تقولي
'روقي': لو انها تستطيع ان تروق لفعلت. كما ان عبارات مثل هذه قد تشعرها بالذنب وبأنك اسأت فهمها.
'اعتقد..' انت لست متخصصة لذا فالامر ليس عائدا لك كي تطرحي تشخيصا ما او نصيحة ما.
'كسرت خاطري' كوني متفهمة ولكن لا تفرطي في التعاطف.
قولي
'كيف حالك؟'، قد لا تجيب بالتفصيل، لكنك على الاقل تعرضين عليها الاستماع إن ارادت ان تتحدث.
'سمعت..' مرري لها معلومة تعلق بالموضوع حتى تستطيع بعد ذلك ان تسعى للعلاج.. إن ارادت.
'سبعون في المائة ممن عانوا من الاكتئاب شفوا تماما'. هكذا تكون الايجابية
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)