أرسل بطاقة فواحة ورسالة سواحة إلى قلب من دمرته حروب الحب وخلفته كوارث ليس لها طب . أهيم ضالاً في دنيا الظلام فاستلقي على أرض الهيام لاشرب من سراب الماء وأعيش على حلم الهواء . فانا اصبحت المجنون الذي يبحث عن جوهرة نادرة والحنون الذي يستقبل نسمة صادرة . أعيش لابني لي حباً لا تنقطع به سبل الايام ولا تجرفه تيارات الأوهام أعيش لأحمل سلاح المودة واشترك في حربً لم اعد لها العدة. انا ممن كسا الحب بريقاً فأصبح يلمع وجرد قمر الوفاء من الشوق فاضحى يسطع . انا من هز جذع شجرة الحنين فتساقط رطب الشوق إلى لقاء من ادمعت عيني عند وداعه وأشبعت نفسي عند رجوعه . انا الليل الذي خيم سواده على جوارح عشاقه والنهار الذي كتب ميعاده على اوراق أشواقه . انا الاسطورة التي تكونت وتكورت لا تنمى الا الحاضر الزاهر والماضي الزاخر والمستقبل الوآفر . فانا للماس لمعه ولمحجر العيون دمعه ولدروب الود شمعة وللحب بصره ودمعه وسمعه. انا الأديب في كتاب العشق والشاعر في قوائم الغرام انا السماء التي تمطر السعادة على أرض المحبين والشمس التي تمد خيوطها في دنيا الهائمين . وانتي ياساعة الزمان التي تدور حول نفسها لتدور لتجدني انتظر واعد دقائقها وثوانيها لكي يختلط عقاربها مع بعضها البعض . انتي يانشودة الطير في صباح العيد ويافتنة لا شبيه لها . فهانتي تترنمين باغنية الذكرى وتلحنينها على وتر الانين فلو وصفتك لجف حبر قلمي قبل أن انتهي ولو كتبتك لنفذت كلمات لساني قبل ان اسجل حديث الامنيات واتغنى بك في قصائدي والامسيات . فها هو صوتك يصهل في قلبي كجرسً رن بابه وأستقبل جوابه فالالقاب تقف حائرة امامك ولا تجد اسماً يصلح بأن ترتديه والاوصاف تدور حولك ولا تهيم بوصفاً يعانق اسمك . فعندما انظر إليك أرى العالم في محجر عينك التي ارها كالقوس الذي يصيب منها سهم الولع وشعرك الذي يشبه نصف القمر عن خسوفه في ليلة الغرام وخصرك الذي يميل كالرقص مثل البلابل والحمام . انتي يا من جعلتي لشفتي بسمه ولحياتي نسمه فعشقي لك لا يقبل القسمة الا على واحد وهو انتي فحبي لك لم يكن مجرد محاكاة ضمير أو مشاعر مراهق غرير أو كلام سجين واسير بل أنه الهيام والوجدان الابدي . انه السحر الذي يقود إلى الموت والضياع الذي يفقد الصوت . فإليك أرسل جوارحي وجروحي ومشاعري وما بداخلي من حنين جارف وانين عازف لتغنيه في البومك القادم إلى سوق الحب وأن تجعلي شركة الوله تقوم على توزيعه بعد ان يكون الشوق هو موزع هذه المشاعر وتلك الغراميات . يا اميرة الصمت أرفقي على شاعر جعل وسادة امنيته أن يصبح لك قصيدة تسبح في بحر هذه الحياة وتجرئها امواج المخاطر إلى دنيا ليس لها آخر . لقد اكتشفت بأن الحب هو القاسم المشترك الذي يجمعنا وعندما اقول الحب فانني اتكلم عن حرفان بسيطان في كتابتهما لكنهما صعبان في معناهما فالحب قليل من يتقن مراده ويبلغ معياده أنه الحديقة الجميلة الذي يجمع جميع مشاتل الشوق ويضعها في مزهرية الفرح . فهو الرمز الوحيد في هذه الحياة الذي يفك شفرة الانين والاحزان وهو الوحيد الذي يجعل البسمة على شفاة الطفل والكهل والشاب وعلى شفاة كل من في الارض وهو الجسر الذي يربط الناس ببعضهم والحلقة التي بداخلها تجمع الأفراح وتبعد الجراح فبالحب تداوي الهائم وبه تعالج المجنون الحالم وعليه تقوم بنية الكون فلقد لبستي انتي هذا الثوب وجعلتني أرتديه ايضاً
مواقع النشر (المفضلة)