لاتقولي لطفلك كن رحيما, بل اصحبيه لإحدي دور الأيتام, ولا تأمريه بأن يكون متعاونا وانما اشركيه في عمل جماعي, وبدلا من أن تنصحيه بأن يكون صريحا أو شجاعا اتركي له الفرصة ليعبر عن نفسه ويقول رأيه بحرية. هكذا ينصحك علماء التربية بعد أن توصلوا أخيرا الي الوسيلة المثلي لتربية الأطفال تربية اخلاقي,ة وكيفية إكسابهم القيم النبيلة, حيث اثبتت آخر الأبحاث أن غرس القيم بشكل مباشر عن طريق المواد الدراسية أسلوب فاشل ومرفوض والأصح ان يتعلم الأطفال من خلال المواقف التي تنمي القيم لديهم:
فالكذب ذكاء والنفاق دهاء, والفهلوة شطارة ومهارة, وغير ذلك بلادة وغباء ولايؤهل صاحبه للثروة والجاه والسلطان بالاضافة الي أن تلك المقدمة أوضحت أنه أصبح هناك تراجع في منظومة القيم بالمجتمع مثل قيمة العمل, حيث عدم الالتزام بالمواعيد والاهمال وضعف الأداء والمطالبة بأجر إضافي عن أي مهمة حتي وان كانت من صميم العمل!
وللخروج من هذه الحالة لابد من اصلاح اخلاق الطفل ليصلح المستقبل, ولن يتم ذلك بالتلقين وتوجيه الأوامر وانما بالقدوة واشراك الطفل في الأنشطة المختلفة, فالتجربة أفضل وسيلة لاكتساب القيم والاخلاقيات وتعلم السلوكيات, فمفاهيم الرحمة والعدل والانتماء والتعاون وغيرها يمكن اكتسابها عن طريق زيارة دور الأيتام والمستشفيات والمشاركة في اعداد مجلة مدرسية أو الإعداد لحفل أو عرض أو مناقشة فيلم, بجانب دراسة القصص الدينية والاجتماعية وقصص البطولات والشخصيات التاريخية.
والأم يمكنها محاكاة مثل هذه الأمور بالبيت, بإشراك الطفل في المناسبات الاجتماعية واستغلال المواقف المختلفة التي تأتي مصادفة لبث القيم الايجابية, ومن جهة أخري تؤكد د. عايدة أهمية القدوة في تربية الطفل, خاصة فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي, وتقول ان الطفل يجب ان يستشعر مردود الالتزام والاصلاح الأخلاقي داخل أسرته, كما ان الأسرة عليها مساعدة الطفل علي الالتزام الاخلاقي لأن أفرادها هم أول المستفيدين من التزام الابن بالصدق والأمانة والبعد عن الإدمان والمحافظة علي النظافة والنظام.
مواقع النشر (المفضلة)