أهم مهام الأم في عملية تربية الأبناء هي ان تضع للطفل قواعد سلوكية بسيطة ومفهومة لكي يتبعها. وهذه أيضا من أصعب المهام لأن الطفل سيحاول ان يقاوم لكي يؤكد استقلاله عنها. لذا فالأمر يحتاج الى الصبر والمثابرة والتكرار مرات ومرات، وفي النهاية سينتصر حب الطفل لك ورغبته في رضاك، وسيتقبل قواعدك، وستحتلين في نفسه موقع المرشد الداخلي وضميره الذي يوجهه طوال حياته.
ولكن كيف تقنعين الطفل بطاعة الأوامر واتباع قواعد السلوك التي وضعتها؟
كل شيء يأتي على خطوات وقد وضع لك خبراء التربية بعض الخطوات التي لو سرت عليها واتبعتها مع الطفل لوصلت حتما الى ما تريدين.
قدمي للطفل القواعد بإيجابية
ادفعي طفلك نحو السلوك الايجابي من خلال جمل قصيرة ومحببة تحتوي على طلب محدد. وبدلا من ان تقولي له 'لابد ان تكون ولدا مؤدبا ومرتبا' أو 'لابد ان تحسن سلوكك ولا ترمي الكتب على الأرض'. قولي له: 'الكتب مكانها على الرف ضعها هناك'.
كوني مثلا أعلى
ان إلقاء الأوامر طوال الوقت يولد لدى الطفل نزعة الى المقاومة، ولكن اذا فهم الطفل السبب المنطقي لطلبك، فمن المحتمل ان يتعاون. بدلا من ان تقولي للطفل 'اجمع ألعابك' قولي له 'عليك ان تعيد ألعابك الى مكانها حتى لا تضيع اجزاؤها أو تنكسر اذا ما وطئها أحد عفوا لأنها في غير مكانها الصحيح.
انتقدي سلوكه لا شخصه
أكدي للطفل ان فعله غير مقبول وليس هو، فقولي له: مثلا 'هذا الفعل غير مقبول' ولا تقولي 'ماذا دهاك؟'. ولا تصفيه بالغباء أو الكسل فهذا يجرح احترام الطفل لذاته، ويشكل نبوءة يتبعها الصغير لكي يصبح هذه الشخصية.
تقبلي رغبات طفلك
من الطبيعي ان يتمنى طفلك امتلاك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبان الى التسوق معا. وبدلا من زجره ووصفه بالطمع قولي له: 'أنت تتمنى ان تحصل على كل اللعب ولكن اختر لعبة واحدة الآن، وفي المرة القادمة سنشتري لعبة اخرى وهكذا'، وبذلك تتجنبين كثيرا من المعارك والصراخ، وسيشعر الطفل انك تحترمين رغبته وتتفهمين مشاعره.
استمعي له
لا يجادل الطفل في تنفيذ الأوامر بلا سبب، فاستمعي لطفلك فربما لديه سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك. قد يكون حذاؤه ضيقا مثلا ويؤلمه، أو ان شيئا ما يضايقه.
حاولي تفهم مشاعره
اذا أساء طفلك الأدب فحاولي ان تعرفي ما وراء ذلك. وما الشيء الذي سبب ردة فعله هذه.. هل رفضت السماح له باللعب على الكمبيوتر مثلا؟
وجهي حديثك الى مشاعره وقولي له 'رفضت السماح لك باللعب فغضبت وفعلت ما فعلت، وانا لا اسمح بذلك ايضا ولكني اسمح لك ان تقول: أنا غاضب'. وبهذا سيفهم الفرق بين الفعل والشعور، وستوجهين سلوكياته بطريقة ايجابية.
وكوني مثلا أعلى له فقولي 'أنا غاضبة من اختي لذا سأتصل بها وأتحدث معها في كيفية حل هذه المشكلة'.
لا للتهديد والرشوة
ان استخدام التهديد طوال الوقت سعيا وراء طاعة الطفل سيعلمه ان يتجاهلك لأن التهديد يفقد مصداقيته بالتكرار. كما ان التهديدات التي تطلق أثناء ثورة الغضب عادة ما تكون غير ايجابية وسيتعلم الطفل مع الوقت ألا ينصت إليك.
كذلك تعلمه الرشوة ايضا ألا يطيعك قبل ان يحصل على السعر المناسب لهذه الطاعة. فعندما تقولين 'سأعطيك لعبة جديدة اذا رتبت غرفتك' سيطيعك، ولكن من اجل الحصول على اللعبة لا من اجل مساعدة الأسرة والتعاون معها، أو لإنجاز ما عليه من مهام وواجبات.
الدعم الإيجابي
عندما يطيعك الطفل قبليه وعانقيه وامتدحي سلوكه 'ممتاز.. رائع يعطيك العافية'، وسيرغب الطفل في الطاعة دائما والقيام بما طلبته منه من دون ان تطلبي. ويمكنك ايضا ان تقللي من سلوكياته السلبية عندما تقولين له 'يعجبني انك تتصرف كرجل كبير، فلا تبك كلما أردت الحصول على شيء'.
ويستخدم بعض الآباء نظام المكافآت الرمزية كأن يحصل الطفل مثلا على نجمة لاصقة لامعة تشجيعا له، لأنه أدى مهمة ما كحفظ دروسه أو تنظيم غرفته، ويخصصون لوحة لهذا الغرض. وبعد ان يحصل على خمس نجمات اجعلي الطفل يختار لعبة تشتريها له أو رحلة أو نزهة.. وهكذا.
مواقع النشر (المفضلة)