[glow=#CC0099]طفلي أناني‏..‏ يبكي ويصرخ إذا تجرأ أي طفل علي أن يلمس لعبه أو يلعب بها هذه الشكوي وغيرها نسمعها من معظم الأمهات اللاتي يعانين من أنانية أطفالهن‏..‏ ولكن علماء التربية والاجتماع يطمئنونهن بقولهم أن الطفل لا يستطيع التمييز جيدا بين أشيائه وأشياء الغير‏,‏ سواء كانوا أصدقاءه‏,‏ أو إخوته قبل سن الرابعة‏,‏ فالآباء يلاحظون أن الطفل ذا العامين يمسك بلعبته‏,‏ ثم لا يلبث أن يري لعبة أخري‏,‏ فيترك ما بيده ليجري إليها ويتشبث بها ويبكي إذا حاول أحد أن ينتزعها منه‏.‏

ولذلك فقبل أن تعلمي طفلك المشاركة‏,‏ يجب أن تعلميه أولا معني الخصوصية ـ هذه النصيحة يؤكدها الدكتور سيد صبحي استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس‏..‏ فالطفل لابد أن يعرف أن هناك أشياء تخصه وحده لا يستعملها آخر سواه‏,‏ مثل‏:‏ أطباقه وأكوابه‏,‏ ومنشفته‏,‏ وملابسه‏,‏ وسريره‏,‏ وفرشاة أسنانه‏..‏ وخلال السنة الثالثة من العمر‏,‏ يكتشف معظم الأطفال بهجة وجود زملاء يشاركونهم اللعب‏,‏ والأخذ والعطاء‏,‏ فالجري والانزلاق والمراجيح تصبح أكثر متعة مع صديق يجري أو يلعب معهم‏..‏ وعند بلوغ الطفل سن الرابعة يستطيع أن يستجيب لمشاعر طفل آخر يحتاج إلي اللعب بدراجته لأنه لا يملك مثلها‏.‏ ولكي تدرب الأم طفلها علي المشاركة عليها باتباع الآتي‏:‏

*‏ احك له القصص‏,‏ لتقربي له فكرة المشاركة‏,‏ وحتي يتعلم أن الكرم واللطف ليسا ضعفا أو سذاجة بل هما بابان يفتحان الطريق لأصحابهما ليدخلوا قلوب الآخرين‏.‏

*‏ علمي طفلك أهمية العطف علي الفقراء والضعفاء وذلك بأن يساعدهم بقدر ما يستطيع‏,‏ سواء يجزء من مصروفه‏,‏ أو بلعبه أو ببعض ملابسه‏,‏ فهذا بالتأكيد سوف يجعلهم سعداء بفضل مشاركته لهم‏.‏

*‏ كلما كبر الطفل‏,‏ ساعديه علي زيادة معلوماته عن المشاركة‏,‏ ودعيه يتعلم أن المشاركة ليست فقط بالمال‏,‏ بل بالمشاعر والأحاسيس‏,‏ فعندما يكون أحد أفراد الأسرة مريضا أو يحتاج للهدوء‏,‏ يجب علي الآخرين أن يحترموا مشاعره‏,‏ ودربيه علي أن يتحكم في صوته العالي‏,‏ اثناء لعبه‏.‏

*‏ وأخيرا‏..‏ كوني أنت مثله الأعلي‏,‏ ومصدر الكرم والعطاء في كل شئ‏,‏ فطفلك هو انعكاس لك ولأسلوب تربيتك له‏,‏ وبدون مشاركتك له لن يتعلم الحب والمشاركة‏.‏
[/glow]