شاب يقتل معشوقته طعناً بالسكين حتي لاتكون لغيره
ولد الشاب ( س. ا ) بقرية نائية بإقليم الحوز في المغرب في عام1987، و نشأ مع أقرانه معزولين عن العالم الخارجي بحكم تضاريس المنطقة الجبلية الوعرة. تلقي تعليمه الابتدائي هناك، وانتقل ليتمم تعليمه إلا أنه سرعان ما انقطع ليتفرغ لمساعدة والديه في شؤون الزراعة ورعي الماشية فهو آخر العنقود الذي راهنت عليه الأسرة لقيادة شؤون البيت .وذكرت صحيفة ان هذا المراهق فتح عينيه فوجد بجواره الفتاة ( ف أ ) بنت الدوار التي اختزل فيها كل أحلامه، أحبها إلي غاية الجنون وقاسمته نفس العواطف فظلا يسترقان بعض اللحظات للحديث وبناء الأحلام الوردية بعيدا عن أعين المتلصصين، واتفق المراهقان علي الزواج وبناء أسرة، كان كل شيء يسير داخل اسرته علي أحسن ما يرام، إلا أن دخول المراهقة ( ف ا ) في حياة هذا المزارع سيؤثر علي سير العلاقة بين الابن والأسرة، فقد أصر علي أن تتوجه أسرته لخطبتها قصد الزواج رغم أن والديه ظلا يطالبانه بالتريث إلي غاية الاستعداد جيدا لتكاليف الزواج المادية. وأمام إلحاح الفتي المتيم توجه لخطبة ملهمته. كان العشيقان في قمة فرحهما وهما يترقبان اجتماع الأسرتين للتداول في شأن زواجهما، إلا أن كل الأحلام قد اصطدمت بعدم رغبة أسرة البنت في مصاهرة هذه الأسرة بدعوي أنها غير مستعدة بعد لتزويج بنتها، وأنها مازالت صغيرة عن الزواج، وعادت الأسرة الخاطبة خائبة، وطلبت من الابن أن ينسي إلي الأبد الاقتران بتلك الفتاة بعد رفض والديها اللذين لم يأخذا بعين الاعتبار علاقات الجوار، وهو ما رفضه هذا المتيم جملة وتفصيلا كما رفض كل الفتيات اللواتي اقترحت عليه الأسرة التوجه لطلب يدهن. هجر النوم جفونه، فانبري للبحث عن كل الحلول الممكنة لكي تصبح ملهمته زوجة له علي سنة الله ورسوله وقد علم من الفتاة أن عوزه المادي كان وراء رفضه، فكرس وقته للعمل المضني قصد تدارك النواقص التي بني عليها الرافضون قرارهم .. . وبينما هو منهمك في العمل الدؤوب في ورشات البناء لتحصيل النقود وتجاوز الأسباب التي أدت لرفضه جاءه الخبر المدمر، فقد قبلت أسرة الفتاة خطيباً جديداً تقدم طالبا يد الفتاة وشرع في مباشرة إجراءات الزواج. اضطرب ( س ا ) وشعر بالمهانة فقد شل الخبر الذي سري بين أهالي الدوار حركته فتوقف عن العمل وذبلت جذوته، وظل حبيس البيت لبضعة أيام أمضاها في التأمل فيما يجب فعله للوقوف ضد هذا الزواج وتعطيله مهما كلفه الأمر . ظل هذا الفتي المولع تائها بين زوايا الدوار يترصد ظهور الفتاة، وهو ما تنبهت له أسرتها فاتخذت قرار تحجيبها بالبيت، ولم يستسغ كيف لم تدافع الحبيبة عن حبها الأول واستسلمت لقرار زواجها من رجل قادم علي التو من بعيد، وكان يبحث عنها في كل وقت وحين ليطرح عليها هذه الأسئلة، ولم يتأت له ذلك إلا بعد أن غادر أبوها الدوار متجها لمكة قصد أداء فريضة الحج، وفي صباح يوم عند الساعة السابعة والنصف صباحا رمقها وقد خرجت للتزود بالماء من مجري الساقية، فجري نحوها. استقبلت الفتاة بهدوء حبيبها الذي فرقت بينها وبينه القرارات الأبوية الصارمة، ولامها بعنف علي التفريط فيه مطالبا منها أن تثور ضد قرار زواجها من هذا الخطيب الدخيل، كما طلب منها أن تغادر معه البلدة قصد العيش معا أينما شاءت، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، عندما أكدت له علي أنها لن تعصي قرار والديها أو ترفض من ارتضياه لها زوجا، وبالمقابل تمنت له مستقبلا زاهرا وأن يعوضه الله بأحسن منها. لم يستسغ ( س ا ) كلام ملهمته، وود لو انشقت الأرض لتبتلعه وفي حركة غير محسوبة منه وغير منتظرة من عشيقته استل من تحت ملابسه سكينا، فهوي به علي عنقها بطعنة خارت معها قواها، وأردف لها طعنات متتالية في أنحاء متفرقة من جسمها، وفارقت معها الحياة، ثم فر هاربا لا يدري أين يسير ولا أين هو ذاهب إلي أن بلغ مركز تغدوين، ثم توجه نحو سائق سيارة أجرة كبيرة، وأشار عليه ليحمله في رحلة خاصة لمدينة آيت أورير التي تبعد بحوالي عشرين كيلومترا عن تغدوين. وقبل الساعة التاسعة صباحا كان السائق قد بلغ بالجاني مبتغاه، وطلب منه أداء ثمن الرحلة فاعتذر لكونه لا يحمل نقودا معه فخيره بين أداء واجب الرحلة أو قيادته نحو الدرك الملكي، عندها أجابه المراهق بأنه أتي لآيت أورير خصيصا لتقديم نفسه للدرك الملكي بعد ارتكابه لجريمة قتل حبيبته، وذعر سائق السيارة لما سمعه خلال ذلك الصباح خصوصا وأن بقع الدماء شاهدة علي ما يشهد به علي نفسه، فأخلي سبيله وتابعه بعينه حتي دخل لمركز الدرك الملكي وسلم نفسه، وصرح بتفاصيل جريمته والأسباب التي دفعته لارتكابها بكل تلقائية.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)