مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 29

الموضوع: يالها من قصة تؤلم القلب

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Cry يالها من قصة تؤلم القلب

    تقول صاحبة القصة: تمنيت يومها أن يضل الليل طريقه إلى مدينتنا، كانت الرياح تعزف نغمة جنائزية، والسماء تطل بنجوم باهتة وقمر بارد لا نبض فيه، وأنا، أنا أقف وراء نافذتي أبعثر همومي هنا وهناك، ضجيج المدعوين يمزق أذنيّ، أصواتهم صرخات تضج في أعماقي، سياط تلتهب فوق ظهري، أشواك تدمي عينيّ، أريد أن أنسى كل شيء، أريد أن أنسى أني عروس، وأن هناك بشر ينتظرون طلّتي عليهم ليرشقوني بخناجر فضولهم، أريد أن أنسى أن هناك رجلاً غريباً سوف يمزق وحدتي ويقودني إلى صخب الحياة وزحامها، أريد أن أنسى كل شيء، سوى نافذتي هذه التي تركض بي نحو السحاب، وهذا الشارع الذي أحكي له أحلامي، وتلك النجوم التي يحلو لي أن أداعبها والعب بها، وتلك الرياح التي تهمس لي بأساطير قديمة، هذه هي دنياي، ليل يبتسم، وريح تغني، لم تكن لي أحلام الصبايا وآمالهن، لم أحلم بفارس مستقبل، ولا بضجيج أطفال، ولا بقصر يغفو على ربوة تطل على ذراعي شاطئ، كان أقصى حلم لدي هو أن أجد كتابا أقفز به إلى نافذتي كلما حط الليل رحاله، اجلس وأقرأ بنهم شديد إلى أن أرى خيوط الفجر تتسابق في صفحة السماء، وربما سقط كتابي من يدي إذا ما غلبني النعاس على النافذة، لم أكن أعشق ارتياد منتدى الفتيات، ولا لقاءهن أو الحديث معهن، ليس كراهية في ذلك وإنما هو خوف.. نعم خوف.. كنت أخاف أن يفتضح أمري لديهن، إن بي عاهة ألمت بي في طفولتي، كم كانت أياما قاسية، كنت حينها طفلة صغيرة لا تعرف سوى الابتسامة الصافية، والقلب الأبيض والوجه المشرق المضيء، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اختفت فيه الابتسامة وتمرد القلب الأبيض وتلون الوجه المضيء بألوان قاتمة، وذلك حينما امتدت ألسنة نار عاتية لتحرق كل ما في بيتنا بلا هوادة، ولم تشبع النيران ليلتها إلا بعد أن امتدت بقسوة لتلتهم يدي اليمنى، وهآنذا الآن أعيش بيد واحدة أكافح بها في زحمة الحياة، ولم تقو والدتي على رؤية الفراغ تحت كتفي الأيمن فما كان منها إلا أن أصرت على وضع يد صناعية خشبية تقضى على هذا الفراغ، ولكن لم تقض على أحزاني ودموعي وآهاتي، لهذا كله كنت أفضل أن أنزوي بعيدا عن البشر لأنني ببساطة عاجزة عن رد تحيتهن الحارة إلا بيد باردة لا حياة فيها وهذا مالا أريده.

    أوه، ضجيج المدعوين يرتفع، وهدير الرياح يشتد، ماذا أفعل؟ أمي تدخل اليّ وعلامات الدهشة على وجهها “إلى الآن لم تلبس فستان الزفاف؟ تعالي أساعدك يا حبيبتي”، وامتدت يدها لتساعدني بينما شرد عقلي هناك، في البعيد، عند ذاك الرجل الذي يريدني زوجة له، أتراه ضل دربه في العثور على عروس بذراعين؟ قادرة على تطويق عنقه واحتضان أحلامه وبناء المستقبل معه؟ أم.. أم؟ وقفز السؤال ينتصب أمامي كأفعى مميتة، أتراه يجهل ما بي؟ وألقيت سؤالي إلى أمي فوجدتها تتلعثم في كلماتها وتتعثر في إجابتها وكأنها تحاول إخفاء الحقيقة عني “بالطبع يا ابنتي انه يعرف ما بك ويقدر مصابك وإن شاء الله سيكون قادرا على مساعدتك وإسعادك أيضا، هيا يا ابنتي، ها أنت جاهزة”.

    نظرت لنفسي في المرآة، وجه ذابل، عيون دامعة، قلب باكٍ، وجسد سرقت النيران بعضه، وروح تزدحم بالغصات والحسرات، انه قدرك أيها الرجل، انه قدرك. وامتدت يد أمي لتساعدني في نزول درجات السلم بينما تقدمنا نساء حملن الدفوف وفتحن أفواههن بأصوات وكلمات لم أفهمها، شعرت وكأنهن يحاولن إغاظتي، كل واحدة منهن حملت دفاً وتضرب عليه بيدها الأخرى، لم أبال كثيرا، فما أراه أمامي لا يعطيني فرصة لأهرب بعقلي بعيداً.

    أعبر القاعة التي غصّت بالنساء والصبايا، لا أعرف أحداً منهن، جميعهن صديقات للعائلة، أما أنا فلا أصدقاء لي سوى الليل الذي يحتضن دموعي كل ليلة، الرياح التي تزمجر هذا المساء شعرت بها تشدو لي بفرح، والقمر الذي كان يغفو بحزن على نافذتي كل ليلة كأني رأيته يبتسم قبل قليل.

    ما زلت أعبر القاعة الواسعة، أترى أين المستقر؟، انه هناك، شاب في أبهى الثياب يقف ينتظر وصولي إليه، إنها ألف خطوة وخطوة، وكل خطوة تحمل ألف علامة استفهام عن القادم من الأيام، أصبحت أمامه الآن، ابتسم في وجهي، حاولت أن أبتسم له فجاءت ابتسامتي باهتة كضوء الشمعة التي تضيء ظلام حياتي، جلسنا، صمتٌ ثقيل ران علينا، سرقت بعض النظرات إليه، هذا زوجي، هكذا أمي تقول، وقالت انه يعلم أني لا املك سوى ذراع واحدة، أتراه هل يستطيع أن يتحملني ويتحمل أيامي معه؟ أترى هل سننجح في بناء بيت سعيد؟ و.. و.. أسئلة حائرة حامت فوق رأسي ولم أعثر إلا على الحيرة والمزيد من القلق، أمي تدعونا إلى البوفيه، تتوسطه تورتة كبيرة، و تحيط به أصناف كثيرة من الطعام لا اعرف لها اسماً، وبين ضجيج المدعوين الذين أحاطوا بنا وبين شبح الخوف الذي سكن قلبي وبين نظرات أمي الحانية التي تدعوني للاطمئنان امتدت يد الزوج لتمسك بيدي لنقطع قالب الحلوى، وجمت، خفت، اهتز كياني كله، أمي وضعت يدها على فمها كأنها تريد أن تكتم صرخة مدوية، حاولت أن ابتعد عنه، يده تحمل سكينا صغيرة وقالب الحلوى ينتظر والعيون تراقب بفضول ونهم، هممت أن اهرب، ولكن يده كانت أسبق فقد أمسك بيدي الخشبية، الدم يتفجر في عروقي والدمع فر من عيني، والرعب يتراقص في أعماقي، كل ما حولي يخذلني فجأة ويتخلى عني، ابتعدت عن عريسي أكثر فأكثر وصخب القاعة يعلو ويعلو، سحبني بقوة نحوه فما شعرت إلا ويدي الخشبية قد انسلّت من كتفي، ذهل العريس، صرخت أمي، هرج ومرج في القاعة، صرخت أنا بأعلى صوتي.. لا، امتدت يدي اليتيمة إلى السكين وهويت بها إلى صدر هذا الشاب الذي هتك سر حزني وعذابي، الصراخ يملأ المكان، يدي ترتفع وتهوي، أمي سقطت في إغماءة مفجعة، وعريسي أمامي يتخبط في دمائه التي ارتوى منها فستاني الأبيض، شيطان مذعور سكن يدي اليسرى وأنا أرى يدي الخشبية ملقاة تحت الأقدام تفضحني وتهزأ بي، السكين في يدي تهوي في كل اتجاه، ونظرت إلى نفسي فجأة، فوجدتني غارقة في بركة من الدماء والنحيب والوعيل يطوقني، فسقطت مغميا عليّ، ولم أفق من غيبوبتي إلا على سرير أبيض وفي يدي اليسرى قيود من الحديد ربطت إلى السرير.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    في عالم خيالاتي
    المشاركات
    7,326
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    فاجعه .

    تؤالم القلب..

    قصه محزنه ..

    اشكرك لحضورك ونقلك المميز..

    تحيتي

    صمت الوداااع

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    صمت الوداااع

    ربي يعافيك ويسعدك ويحفظك

    أشكرك كل الشكر

    على الحضور والرد الجميـــل

    دمتي بصحة وعافية

  4. #4
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    قصه مولمة فعلا


    اله يعطيك العافيه

    تحياتي !!!!
    [flash=http://www.geocities.com/snisn2/snd.swf]WIDTH=1 HEIGHT=1[/flash]

  5. #5
    ][ ..قـلـم مـمـيـز.. ][


    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    4,552
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    قصة مؤلمه بالفعل


    مشكورررر يا الغالي


    يعطيك الف عافيه يا رب

المواضيع المتشابهه

  1. حالها ‘‘‘
    بواسطة درة بلقيس في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-01-2012, 01:03 PM
  2. قصة اربعة مواليد توأم يبكي لها القلب قبل العين
    بواسطة (( الوافي أبو قلب صافي )) في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-03-2008, 09:08 AM
  3. أشياء تؤلم القلب
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 21-05-2007, 04:13 PM
  4. يالها من فتاة
    بواسطة black hours في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-09-2006, 09:10 AM
  5. يالها من رياضة
    بواسطة الصافي في المنتدى الرياضة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-04-2006, 02:42 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •