من عروض الأزياء .. حقائب
«بمجرد أن تبدأي بشراء حقائب غالية الثمن، حتى يتحول الأمر إلى شبه إدمان، ويصبح التوقف عن هذه العادة صعبا للغاية، لأن الرغبة باقتناء آخر صرعة تتحول إلى حاجة ملحة بغض النظر عن الثمن. أنا لا أحب ان أشعر بأني لا أستطيع الحصول على حقيبة جديدة».. هذا ما قالته الممثلة والمذيعة الشابة دونايتلا بانافيوتو (23 عاما)، لصحيفة «الدايلي مايل» البريطانية أخيرا. ودوناتيلا ليست المرأة الوحيدة التي تعاني من حالة الإدمان هذه على حقائب اليد، وإن كانت من المحظوظات اللواتي يتمتعن بإمكانات الاستمتاع به. فحسب دراسة قامت بها مؤسسة «مينتيل» في عام 2006، تبين أن المرأة البريطانية تصرف ما يقارب 350 مليون جنيه استرليني في العام على هذا الاكسسوار وحده. وهذا يعني انه الأكثر مبيعا ومردودية حاليا، لذلك ليس غريبا ان نرى في عروض الأزياء، موسما بعد موسم، كما هائلا منها يتنافس على منصات العرض مع الأزياء للحصول على لقب حقيبة العام، لأن هذا اللقب يعني في لغة المبيعات: الحقيبة التي ستحقق أكبر قدر من الربح وتحول مصممها، بين ليلة وضحاها، إلى بطل مغوار في عين الدار التي يعمل بها، وفي حال كان يعمل لداره الخاصة فقط، فهو يضمن استمرارها.
لكن من الظلم إلقاء اللوم كله، في إشعال حمى الحقائب، على دور الأزياء والمصممين وحدهم، فالمرأة لها دور كبير في تشجيع هذه الظاهرة، بدليل انه كلما زاد سعر أية حقيبة، كلما زاد سحرها وجاذبيتها بالنسبة لها وفعلت المستحيل للحصول عليها. بل يمكن القول ان السعر، في الكثير من الحالات، هو ما يحدد جمال الحقيبة وجاذبيتها وليس تصميمها.
يقول ستيوارت فيفرز، المدير الفني في دور كل من «لوي فيتون» و«جيفنشي» و«بوتيغا فينيا»: «أتذكر عندما كانت حقيبة اليد تقدر بـ 500 جنيه استرليني، واعتقدت حينها ان لا أحد سيصرف أكثر من ذلك، لكن اليوم، فإن متوسط سعر الحقيبة يقدر بـ 1000 جنيه استرليني، وليس هناك مؤشرات تدل على انها ستتوقف عن الارتفاع».
ولا حاجة هنا للقول إنه ليس هناك أفضل من فيفرز ليصرح بمثل هذا القول. فدار «لوي فيتون»، مثلا، طرحت اخيرا، حقيبة تساوي 23.500 جنيه استرليني، أي أغلى من سيارة مرسيدس سي 180 «كوبيه» إس. إي بـ 300 جنيه، ويقال إن لائحة النساء اللواتي يردنها طويلة، وليس بدهيا ان أي واحدة تحلم بها، سيسعفها الحظ في ذلك، وليس ببعيد ان يخضع الأمر لوساطات وتدخلات. ودار «فندي» أيضا، طرحت حقيبة من فرو الشيشيلا والسابل بـ 20 ألف جنيه استرليني.. وهلم جرا، في دلالات واضحة تؤكد ان الأسعار لن تتوقف عن ارتفاعها الصاروخي ما دامت هناك عينات لا تقبل إلا بكل ما هو غال ونفيس لكي يشعرن بالتميز وبأنهن مختلفات عن غيرهن، خصوصا في ظل الخريطة التسوقية الحالية التي أصبحت فيه كل النساء، بمن فيهن بنات المدارس يوفرن لشراء حقيبة تقدر بـ 800 جنيه استرليني من «ديور» أو «غوتشي» وغيرهما. ولعل هذا الإقبال لكل من «هب ودب» على شراء حقائب من 500 إلى 1000 جنيه استرليني، هو ما يجعل شرائح اخرى يرحبن بالأسعار التعجيزية، لأنها وحدها تخول لهن الحق في التميز.
وإذا كان ما قدم على منصات عروض الأزياء يدل عن شيء، فهو يدل على أن الخامات هي التي ستفرق بين حقيبة وأخرى في المواسم المقبلة وليس التصميم. فهناك حد لما يمكن ان يقدمه أي مصمم كل موسم من جديد ومبتكر. فالجيوب المتعددة، لم تعد جديدة ولا النقوشات ولا الإبزيمات، بل ولا حتى الأحجام، المهم الآن هو استعمال خامات مترفة للغاية، تبرر أسعارها وتستهدف ان تعيد لها التميز الذي تفتقده. دار «فيندي» المعروفة باستعمالاتها للفرو والجلود الطبيعية، قدمت العديد من الحقائب المصنوعة من جلود الحيوانات الطبيعية، ضاربة مناداة حماة الحيوانات وصرخات المناهضين لاستعمالاتها، عرض الحائط، كذلك روبرتو كافالي والثنائي دولتشي اند غابانا. فما دام هناك طلب سيظل هناك عرض، والأمر في الأخير ليس شخصيا ضد الحيوانات، بل تجارة مربحة، من شأنها أن تبور لو هم بدأوا يهتمون بالجوانب الإنسانية والمشاعر الرحيمة، سواء تعلق الأمر بجلود الحيوانات، أو بجيوب الفتيات ومستقبلهن. فآخر الدراسات البريطانية تشير إلى أن شريحة الفتيات والشابات هن الأكثر تعرضا للإفلاس والوقوع في براثن الديون بسبب صرفهن من دون هوادة، واعترفت بعض منهن ان الحصول على آخر حقيبة يد، أهم بالنسبة لهن من دفع إيجار بيوتهن. أما إذا كان السعر لا يهمك بقدر ما يهمك الجديد، فانتبهي إلى الخامات المترفة، إلى جانب أن التصاميم الغالبة للموسمين المقبلين تتباين بين الكبير الذي يحمل باليد، والصغير جدا على شكل محفظة يد صغيرة، فيما غاب الحل الوسط إلا في حالات تعد على أصابع اليد. فيما يتعلق بالألوان، فعليك بالألوان الطبيعية التي ستنعش أزياءك التي غلبت عليها الألوان الداكنة، والنقوشات التي تتماشى مع الفساتين والأزياء عموما، إلى جانب الألوان المعدنية، خاصة اللون الفضي.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)