إحذريه... فهو مرض صامت و قاتل!
يصيب تجلّط الأوردة العميقة Deep vein thrombosis المريض نتيجة اضطراب في جريان الدم داخل الوريد، وهو منتشر .
ما هو التجلّط الوريدي العميق؟
ـ ان التجلّط الوريدي العميق (DVT) هو حالة تنتج من تشكّل جلطة دم داخل وريد عميق، غالباً ما يكون في بطن الساق أو في الفخذ. وقد تؤدي جلطات الدم التي تتسبب بالتجلّط الوريدي vein thrombosis إلى حصرٍ كامل أو جزئي لتدفّق الدم في الوريد.
وينتج التجلّط الوريدي عن «كسل» أو اختلال في سريان الدم داخل الوريد حيث تتشكل الجلطة. فعندما يكون سريان الدم بطيئاً بسبب المرض أو الإصابة أو قلّة الحركة، يميل الدم إلى التجمّع أو الركود. وهذا الأخير يوفّر البيئة المثالية لتَشكُّل جلطات الدم، وينذر بخطر الإصابة بالتجلّط الوريدي العميق.
كيف تحدث هذه الجلطات؟
ـ ان ختم الجرح يمرّ عبر مراحل ثلاثة، تبدأ بتضييق الوريد لمنع النزيف، وبتقريب صفائح الدم التي تساعد في ختم الجرح، ثم البروتينات الموجودة في الجسم التي تسير كمجموعة لالتئام الجرح ومنع النزيف. ومعلوم أن أي اختلال في أي من هذه العوامل قد يؤدي إلى النزيف أو إلى التجلّط. ومن الملاحظ أن هناك توازناً بين السيلان والتجلّط في جسم الإنسان.
وتكمن مشكلة هذه الجلطات انها قد تنتقل الى أماكن أخرى من الجسم كالرئة.فإذا أصبح تحرّك الدم بطيئاً قد يتعرّض الإنسان إلى جلطة، وكذلك إذا جرح بشكل عميق في الشريان من جرّاء حادث أو عمل جراحي أو إذا كان الشخص على استعداد للجلطات لأسباب جينية.وفي المنطقة العربية، يعاني الناس من موروثة جينية في دمهم تجعلهم معرّضين للتجلّط أكثر من غيرهم.
من هي الفئات المعرّضة للخطر أكثر من غيرها؟
ـ صنّفت العمليات التي تعرّض أصحابها للجلطات، على الشكل الآتي:
جراحة العظم أو الكسور أو من جرّاء حادث كبير أو جراحة السرطان والجراحة العامة ومشاكل طبية عامة.
وقد يكون بعض الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب الاحتقاني أكثر عرضة للإصابة بالتجلط الوريدي. ويزيد هذا القصور، حسب خطورته، من خطر تشكّل جلطات الدم المسبِّبة بالتجلّط الوريدي ثلاث مرات تقريباً. وإن تكوَّنتْ لدى المريض في السابق جلطات دم مسبِّبة للتجلّط الوريدي، فقد يزداد خطر معاودة الحالة نفسها لثلاث مرات.
وتزيد الحالة التنفسية التي تُعرف بداء الرئة السّاد المزمن Chronic Obstructive Pulmonary Disease من خطر الإصابة بالتجلّط الوريدي. فعندما تنتقل جلطات الدم المسبِّبة للتجلّط الوريدي إلى الرئتين، تؤدّي إلى حالة قد تهدّد حياة الإنسان، وهذا ما يعرف بالانسداد الرئوي.
والتجلّط هو السبب الثاني الرئيس المؤدي إلى الوفاة عند بعض المرضى المصابين بالسرطان. فمن يكافحون السرطان في أجسادهم هم أكثر عرضة لتشكّل جلطات الدم المسبِّبة للتجلّط الوريدي، علماً أن درجة الخطورة تختلف باختلاف نوع السرطان وعلاجه.
وهناك عوامل أخرى مسؤولة، إذ إن معظم ضحايا التجلّط الوريدي تتجاوز أعمارهم الستين، لكنّ التجلّط الوريدي قد يصيب أي شخص. وللعوامل الوراثية والبيئية دور فيه.
كما ان الحوامل معرّضات لخطر الإصابة بالتجلّط الوريدي خمس مرات أكثر من غيرهن من النساء، وغالباً ما يتعرّضن للإصابة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل أوبعد الولادة مباشرةً. وتلعب المستحضرات الهورمونية كحبوب منع الحمل أو «الأستروجين» البديل دوراً في زيادة خطر تشكّل الجلطات، ولا سيّما عندما تترافق مع عوامل خطرة أخرى كالتدخين أو السمنة.
هل من عوارض للجلطة الرئوية أو من وسيلة للتشخيص؟
ـ ان عوارض الجلطة الرئوية قد لا تظهر أو تكون بسيطة متمثّلة في ارتفاع بسيط في الحرارة أو في مشكلة بالرئتين أو ضيق النفس أو ألم في الصدر سببه انغلاق الوريد في الرئة. وعندما تنغلق جلطات عدد من الأوردة في الرئة قد تؤدي الى موت مفاجئ!
ويشخّص الطبيب هذه العوارض من خلال «الدوبلر» Doppler لمعرفة ما اذا كان ثمة انسداد في المجرى، أو من خلال الصورة الطبقية للصدر لمعرفة مدى تعرّض المريض إلى جلطات في الرئتين...
وقد تتشكّل جلطات الدم المسبِّبة للتجلّط الوريدي بدون أية عوارض ظاهرة، وبالتالي فقد يصعب كشفها. ومن العوارض، في حال ظهورها: ألم في الرجل (بطة الرجل) أو ضعف أو تورم مفاجئ أو تغيّر في ألوان الجلد من الابيضاض إلى الاحمرار الشديد، أو ظهور أوردة كبيرة نافرة.
هل من سبل للوقاية من التجلّط الوريدي؟
ـ يجب اتباع النصائح التالية:
1. البقاء على معرفة دائمة بعوامل الخطر ومناقشة أي تغيير يطرأ على الصحة مع الطبيب.
2. إن كان المريض ينوي عدم الوقوف على قدميه لفترة طويلة بسبب عملية جراحية، عليه مناقشة عوامل الخطر لديه مع الطبيب.
3. في حال كان الطبيب يعتقد أنّ المريض معرّض للتجلّط الوريدي، يمكنه اللجوء إلى التدابير الوقائية المتاحة.
4. في حال ارتأى الطبيب أن حمل السيدة يعرّضها لخطر كبير، عليها ان تحرص على اتخاذ تدابير وقائية إضافية.
ما هي ابرز العلاجات الحديثة؟
ـ ان الأهمية تبقى للوقاية، علماً أن ارتداء جوارب ضاغطة للدم تساعد على تخفيض خطر التجلّط الوريدي إذ تحسّن تدفق الدم في الساقين عن طريق الضغط. ولكن لا بد من اللجوء الى الأدوية المسيّلة في بعض الأحيان. وأبرز الأدوية المستعملة هي الـ «هيبارين» Heparin ويعطى للمريض من خلال حقنة تحت جلده، وهو نوعان: غير المجزأ اي النوع القديم، والـ«هيبارين» Heparin المنخفض الوزن وهو يستعمل حالياً، وقد أثبتت الدراسات أن نتائجه أفضل. وان الشخص المعرّض للجلطة يجب أن يتناول الـ«هيبارين» Heparin قبل حصولها، وهناك الـ «وارفارين» Warfarin أو الحبوب المسيّلة للدم. والهدف من هذا العلاج يكمن في منع المشاكل عند المصابين بالتجلّط.
وتجدر الإشارة إلى أن عدم تناول العلاج من قبل مريض خضع لعملية جراحية في الورك يعرّضه إلى الإصابة بجلطة في الرئة بنسبة 60 % إلى 70 %.
وأحياناً، يلجأ الطبيب المعالج الى إجراء عملية جراحية لـ :
> مصافي تنقية الدم: توضع داخل الوريد الكبير المؤدي إلى القلب لمنع الجلطات المتفكّكة من الإنتقال عبر القلب إلى الرئتين والتسبّب بالإنسداد الرئوي.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)