السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قرأت مقالات عدة عن الجهاد والمجاهدين .. وأحببت أن أحكي حال
مجاهد في سبيل الله ترك الأهل والوطن ومتع الدنيا الزائلة حتى
نال الشهادة في مكان لا يعلمه الناس لكن الله الذي أحاط بكل شيئ
علماً يعلمه ، وكفى بالله عليماً .
إذا تركت تلك القرية الحالمة الوادعة وراء ظهرك ويممت وجهك تجاه
ذلك الجبل الشم صاعداً فقد اقتربت من قبر الشهيد ..
كل ما حولك من جبال ووهاد وسهول إنما هي شواهد على ما دار في
رحاها من تنزل الرحمات وغياث للهفات من رب الأرضين
والسموات .
كم جندل فيها من شهيد ..
وكم صُرع فيها من عدو عنيد .
انزل من قمة الجبل حتى تصل قعر الوادي ..
سوف تجد قرية خراباً مهجورة جراء قصف الطائرات الغاشم ..
تلوح في الأفق أشجار التوت والمشمش ..
هنا توقف !
التفت يمنة ، وتحسس المكان ..
ربما رأيته ، وربما حالت بينك وبينه الثلوج المتراكمة ..
قل : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، فقد يرد عليك السلام ..
إنه قبر الشهيد ..
قبر وحيد دفنه أصحابه على عجل خوف التهلكة من أزيز المدافع
وقصف الطائرات المدمر ..
قبر وحيد ، ليس حوله من يؤنس وحشته من القبور ..
قد يمر بك بعض القرويين الذين يسلكون الطريق ..
لو سألت أحد المارة : أين يكون قبر الشهيد ؟ لهز رأسه أن لا
أدري !
يوم دفن الشهيد كانت القرية مهجورة ..
رحلوا كلهم ..
لم يبق إلا هو ..
وحيداً .. فريداً ..
يلتحف الثلوج شتاءاً ..
وتكتسيه الخضرة اليانعة والورود صيفاً ..
لا أحد يزوره ! قد يكون القبر اندرس وعفى مكانه ..
ولئن جهله أهل الأرض فقد عرفه أهل السماء ، وما كان ربك
نسياً ..
اللهم آنس وحشته ، واجعل قبره روضة من رياض الجنة .
أخوكم :
خالد1
مواقع النشر (المفضلة)