مدونة نظام اون لاين

الرد على الموضوع

أضف مشاركة إلى الموضوع: معلمات مدارس.. تعصّب وعنف و"نميمة" وفكر متشدّد

رسائلك

اضغط هنا للدخول

 
 

يمكنك إختيار أيقونة لرسالتك من هذه القائمة

الخيارات الإضافية

  • سيتم تحويلها www.example.com إلى [URL]http://www.example.com[/URL].

عرض العنوان (الأحدث أولاً)

  • 18-03-2014, 05:04 PM
    MESH ABDULALH

    معلمات مدارس.. تعصّب وعنف و"نميمة" وفكر متشدّد

    لكل منا ذكرياته مع معلم أو معلمة محفورة في ذاكرة أيامه، وإن طال الزمن، فالمعلمات يحملن شعلة العلم ويرسمن دروب المستقبل للطالبات، ويؤثرن بفكرهن في مستقبل الأمة، ومازال عطاؤهن معيناً لا ينضب على مر السنين، بيد أنه ومع سرعة إيقاع الحياة، وهيمنة المادة عليها، ونتيجة لتراكمات اجتماعية وثقافية، تخلت بعض المعلمات عن رسالتهن، وغردن خارج السرب، فإحداهن أثبتت وجودها على حطام الأخريات، والأخرى تمسكت بالعنصرية، في تعاملها مع زميلاتها وطالباتها، والثالثة انزلقت إلى هاوية الفكر المتشدد.

    واعتبر البعض عزل المعلمة عن الحقل التعليمي عقاباً لها، وحلاً جذرياً لمشكلات التعليم، بيد أن المختصات اتفقن على ضرورة إعادة تأهيل المعلمة من الجوانب كافة، حتى تتخلص من الشوائب الفكرية السلبية، وتستكمل مرة أخرى رسالتها التربوية، في إطار منظومة تعليمية متكاملة تهدف لصالح المجتمع.

    "سبق" تلقي الضوء على بعض النماذج السلبية، وتتساءل متى سنصل إلى منظومة تعليمية متكاملة؟

    قيمة المعلمة
    أم سيف إحدى المشرفات في الإدارة التعليمية، كشفت لـ"سبق" ممارسات وتصرفات تصدر من بعض المعلمات، متحدثة عن محاباة المديرة لبعض المعلمات عن الأخرى. وقالت: أصبحت ملابس المعلمات غير مناسبة وشفافة، ما يلفت انتباه الطالبات بشكلٍ واضح حتى صارت المعلمة "كالمانيكان" لافتة إلى الاهتمام المبالغ فيه بالجوالات حتى داخل الفصول على الرغم من أن استخدام الجوالات ممنوع داخل اليوم الدراسي.

    وأشارت إلى بعض التصرفات غير اللائقة كإهانة الطالبات بشكلٍ متعمد دون سبب لذلك، وهناك من تتقرب لطالبة لمصالح ما قد تريدها من أسرتها، متناسين قيمة التدريس والمعلمات، متحدثة عن تقارب بعض المعلمات للبويات بشكلٍ غير مناسب.

    وطالبت أم سيف بإسقاط الدرجة المستحقة للمعلمة التي يثبت عليها سوء الخلق والسلوك، حتى لا يصبح الهدف من العملية التعليمية هو الحصول على الراتب فقط.

    عنصرية البعض
    تحدثت إحدى المعلمات من جنسية عربية "تحتفظ سبق باسمها" قائلة: عملت في إحدى المدارس الخاصة، ومنذ اليوم الأولى لتعييني لاحظت أن هناك معلمة سلوكها عنصري تجاهي، تتعمد إيذاء مشاعري أمام باقي المعلمات، وعندما تبدأ حصتي في أحد الصفوف الدراسية، ألاحظ أن الطالبات يتعمدن إثارة الفوضى والشغب داخل الفصل.

    وتابعت: أكثر من مرة يحدث هذا، ونظرات الطالبات ترمقني وتسخر مني، وفي إحدى المرات عندما دخلت المديرة الفصل ولاحظت هذه الفوضى حذرتني من توجيه لفت نظر لي، معربة عن دهشتها بعلمها أن هذه المعلمة هي التي تحرض الطالبات ضدها، وقالت: لم احتمل هذا وشعرت بأن هناك مؤامرة ضدي في هذه المدرسة، وحفاظاً على كرامتي تقدمت لمديرة المدرسة باستقالتي، على الرغم من احتياجي للراتب لمساعدة زوجي في مقتبل حياتنا الزوجية.

    سلوكيات خاطئة
    "الموضوع قديم جديد".. بهذه الكلمات بدأت الأكاديمية، والكاتبة دكتورة ميسون الدخيل حديثها لـ"سبق" قائلة: هناك معلمات عقولهن جاهلة، يحطمن نفسية الطالبات، ويتجاهلن مواهبهن، ولديهن خطأ في الهرم القيمي، ويمارسن سلوكيات يعلمن أنها خاطئة ويعلمنها للطالبات، لافتة إلى أنهن لديهن قصور في الشخصية، ويحاولن إثبات أنفسهن بتحطيم الأخريات.

    وتابعت: هناك معلمات قدوة حسنة للطالبات فهن يشجعهن ويحتضن مواهبهن، ويعملن على تنمية شخصيتهن، ورأت – بحسب قولها – أن هذه السلوكيات الدخيلة على البيئة التربوية " كالتشدد والعنصرية " نتاج لضعف الإدارة، والقيادة المدرسية. وقالت: عندما تستمع المديرة لنميمة المعلمات، أو تنتصر لمعلمة على حساب الأخرى، فسوف يحدث خلل إداري في المدرسة، مطالبة المديرات بالقيادة العادلة والحزم، والعمل بمبدأ الثواب لمن أصاب والعقاب لمن أخطأ.

    تراكمات اجتماعية
    واعتبرت الدخيل وجود هؤلاء المعلمات يعد إفرازاً لمرحلة سابقة؛ تجاهلت الاختبارات النفسية عند اختيار الطالبات لمهنة التدريس، حيث كان الاختيار يتم وفقاً لمجموع الدرجات فقط، رافضة بشدة أن يكون النقل الإداري للمعلمة عقاباً لها إذا أخطأت، وقالت: هذا أخطر عقاب تواجهه معلمة، لأن شخصيتها ستظل كما هي، وهذا لن يحل المشكلة، بل ستشعر بالظلم وتنتقم أكثر من المجتمع.

    ولفتت إلى أن ما وصلت إليه المعلمة نتيجة تراكمات اجتماعية وأخلاقية، ويجب تقويمها لتؤدي رسالتها في المجتمع؛ لأن مهمتنا الكبرى التكاتف لتوحيد الجهود من أجل مصلحة المؤسسة التعليمية.

    ورأت أن الحل في إعادة تأهيل متكامل للمعلمة حسب سلوكها، فإذا كان أخلاقياً تُحوّل للجهات المختصة، وإذا كان تربوياً يعيد تأهيلها وفقاً لقوة المدربة التي تمكنها من المهارة، بحيث تُقيّم المعلمة نفسها من خلال مشروع تقوم به لمواجهة نفسها فكرياً والتخلص من الشوائب الفكرية الخاطئة.

    وأبدت تفاؤلها بوجود حراك تربوي، وقالت: تم عقد اتفاقية إعادة تدريب وتأهيل وتطوير الهيئة الأكاديمية والتربوية بالمدارس؛ بعقد ورش عمل تقدمها تربويات من جامعة الملك عبد العزيز للمعلمات في المدارس تشمل كل الجوانب التعليمية والنفسية.

    رخصة ممارسة المهنة
    ولفتت المستشارة النفسية بمستشفى المشفى بجدة دكتورة مها حريري إلى أنه إذا كانت الفتاة مجبرة على مهنة التعليم لظروف اجتماعية أو اقتصادية، فستمثل المهام العملية داخل المدرسة ضغطاً نفسياً عليها، وهذا يجعلها لا شعورياً تُسقط ضغوطها النفسية على الطالبات، بالعنف اللفظي أو تصيد أخطائهن، وإحباطهن، وتكليفهن بمهام تعليمية فوق طاقتهن النفسية "كأسئلة صعبة أو خارج المنهج".

    وأضافت: إذا كانت البيئة تمثل ضغطاً وعنفاً على المعلمة، فسوف تستخدم السلوك نفسه مع طالباتها، وقالت: إذا كان المجتمع الذكوري من أب وأخ وزوج يتعامل مع المعلمة بعنف، فسوف تسقط عنفها على البيئة المدرسية من طالبات ومعلمات وإداريات.

    وقالت "حريري": المعلمة تتواصل مع الآخرين في بيتها المدرسية وفقاً للقيمة التي تؤمن بها؛ فإذا كانت قيمة الدين عندها مرتفعة فسوف تتعامل من هذا المنطلق؛ وإذا كانت قيمة الأخلاق عالية فإنها تتعامل من هذا المنطلق أيضاً، مشددة على دور الإدارة المدرسية في اتخاذ اللازم، عند التعامل مع المعلمة التي تتبنى أفكاراً متشددة أو عنصرية، وحرصاً على سلامة البيئة التربوية.

    كما أوصت بإخضاع المعلمة قبل عملها بالحقل التعليمي؛ لاختبارات الميول المهنية "التي توضح نجاحها في مهنة التدريس، واختبارات الشخصية" التي توضح مدى سلامتها النفسية أو معاناتها من اضطرابات نفسية، مشددة على ضرورة إخضاع المعلمة "على رأس العمل" لاختبار قياس قدرات المعلم بشكلٍ دوري كل سنتين، وقالت: لابد من اجتيازها لهذه الاختبارات حتى تحصل على رخصة ممارسة المهنة.

    الجدية والإخلاص
    من جانب آخر أكّد الأكاديمي المتخصص في التربية والكاتب في صحيفة المدينة عبدالله الجميلي، أن الماضي يشهد أن المعلمات في العموم يتفوقن على المعلمين من حيث الجدّية والإخلاص في العمل والحرص على الإنفاق على الوسائل التعليمية، وعلى تطوير القدرات بالدورات التدريبية الحكومية منها والخاصة؛ وبالتالي كان هناك تفوق للطالبات على الطلاب في الكفاءة العلمية، بيد أن المجتمع السعودي عموماً قد حدثت فيه في السنوات القليلة الماضية متغيرات ومستجدات؛ من جراء العولمة وسهولة التواصل عبر مواقع وبرامج التواصل المختلفة فتأثر بالمجتمعات الأخرى وحدثت تغيرات في سلوك بعض أفراده.

    وأوضح أن مجتمع المعلمات كأي مجتمع آخر، فيه الناجح والفاشل، ومنه الصالح والطالح، وقد خضع لتلك المتغيرات والمستجدات التي ظهرت في المجتمع السعودي وأثرت فيه، بصورة سلبية أكثر منها إيجابية.

    ولم ينكر "الجميلي" وجود شريحة من المعلمات اليوم، لا يقمن بالدور المطلوب سواء في مجال التعليم أو التربية والتوجيه، وقال: بعضهنّ يمثلن قدوة سيئة في التعاملات والألفاظ وبعض السلوكيات، ولكن أعتقدُ أن وجود تلك الفئة لا يقتصر على التعليم النسائي؛ بل هناك فئة كبيرة من المدرسين بعيدون تماماً عن البيئة التربوية، ويُصلحون لأي شيءٍ إلا التربية والتعليم، مرجعاً ذلك – بحسب رأيه - للبطالة التي ضربت أطنابها، وشُحّ الوظائف في القطاعات الأخرى، فكان التدريس هو الملاذ الأخير للبحث عن لقمة العيش حتى لمن يكره رائحة السبورة والقلم والطبشورة، وجهاز العرض.

    الملاذ الأخير
    ولفت إلى البيئة التعليمية غير المناسبة في المدارس قائلاً: مهما اجتهد المعلم أو المعلمة فإن الظروف لا تساعده على النجاح، وتؤثر فيه نفسياً وتهز سلوكه، كذلك عدم توفير الحماية المناسبة لمن يمارس التدريس؛ فهو عرضة للعنف والإيذاء من الطلاب والطالبات وأولياء الأمور والإداريين والإداريات، وكل ذلك من شأنه أن يكون محبطاً للمعلمة ومؤثراً عليها، ورأى أن الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي والواتساب وغيرها قد سرق وقت المعلمات ليس من طالباتهنّ بل حتى من أُسَرهِنّ.

    ورأى أن الفئة الفاشلة من المعلمات تبدو قليلة في المدارس مقارنة بالمعلمين، وربما للجانب الأنثوي والحسّ التربوي دوره، بيد أنها موجودة، ولعلاج هذه السلوكيات الشاذة شدد على وجود معايير دقيقة وواضحة بعيداً عن الواسطة، ويتبع ذلك مراقبة ودورات تدريبية مكيفة، حتى نضمن أن من يصل إلى قاعة الدرس هو المحب المؤهل من بنات حواء.

    وطالب بوجود لجان تزور المدارس بصورة مفاجئة، وقال: يجب الكشف عن الجوانب المستترة للمعلمات السيئات، سواء بالمشاهدة أو باستبانات تُوزع على الطالبات، ثم التحقيق بصورة مناسبة تحفظ الكرامة مع المتهمات بسوء التدريس أو الخلق، يعقبه توجيهات ودورات، ثمّ خطوات عملية من التحذيرات، فإن تحسن الوضع وإلا فالعقوبات المتدرجة ثم الفصل، مشدداً في ختام حديثه على وزارة التربية توفير البيئة والأدوات والدورات المناسبة للمعلمين والمعلمات، وكذا الحماية وإعطاء الحقوق.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •