مدونة نظام اون لاين

الرد على الموضوع

أضف مشاركة إلى الموضوع: الجاسر لـ"سبق": كتبت "ليت الشباب يدخنون ويغازلون".. فاتهموني بالاحتفاء بالموبقات والدعوة للمعاصي

رسائلك

اضغط هنا للدخول

 
 

يمكنك إختيار أيقونة لرسالتك من هذه القائمة

الخيارات الإضافية

  • سيتم تحويلها www.example.com إلى [URL]http://www.example.com[/URL].

عرض العنوان (الأحدث أولاً)

  • 26-05-2014, 07:30 PM
    MESH ABDULALH

    رد: الجاسر لـ"سبق": كتبت "ليت الشباب يدخنون ويغازلون".. فاتهموني بالاحتفاء بالموبقات والدعوة للمعاصي

    * هل فعلاً تحولت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مؤسسة شرعية نقية متحررة من الدور الأيديولوجي وسمات التطرف والعنف في التعامل مع الناس.. كما ذكرت في أحد مقالاتك؟
    نعم، وأرى أن دورها الاجتماعي زاد، وترسخ، وبعد أن كانت حرباً على المجتمع أصبحت له مرشداً ورفيقاً. أعتقد أنها تقوم بدورها الطبيعي الآن، وتسهم – حقاً - في الصيانة الأخلاقية دون توتر، وتقصد، ونزوع إلى الإساءة، وتضخيم الأخطاء، والنظر إلى المجتمع بسلبية لا تخلو – أحياناً - من عدائية.

    * لماذا عناوينك الصحفية مثيرة، وذات ملامح دينية، مثل "تطهير بريدة"، و"السعودية تغتسل"؟
    أنت قلت هي عناوين صحفية، وإثارتها لا تعني أنها زائفة بعيداً عن التفسيرات الأيديولوجية. وموضوع التطهير أوضحت رأيي فيه مراراً، لكن الخصوم يستخدمون أسلحتهم، وهذا من حقهم. أما الملامح الدينية فاللغة العربية تتوشح بالقرآن، وهو ما يشكّل عمقها، ومعنى وجودها، ولعل الكلمات الدينية فيها هي الأكثر ثراءً، ووضوحاً، ثم إننا جميعاً مسلمون، نقرأ في ديننا قرآناً وسُنة وفقهاً، فلماذا تستكثر عليّ توظيف مخزوني في ذلك؟

    * الديمقراطية، والتوزيع العادل للثروة، وحرية التعبير، هل تعد هذه أبرز حقوق الإنسان في العالم؟
    حقوق الإنسان ليست فضاءً مفتوحاً، بل ترتدي عباءة كل بلد حسب ظروفه وأحواله. والقيم العامة ليست مهمة بقدر التفاصيل. حرية التعبير مشروطة بقدر احترام حدودها، وإلا أصبحت فوضى. التوزيع العادل للثروة مقولة ماركسية لم تتحقق على أرض الواقع. الديمقراطية ليست مجرد صناديق، وإلا استحالت فخاً ولعبة؛ فها هو بشار الأسد الأكثر تلبساً بالديمقراطية وتبنياً لها، فهل هذا هو حق الإنسان؟ حقوق الإنسان ليست مجرد أنظمة وقوانين، وإن كانت هذه براعة دول العالم الثالث المحتشدة بقوانين فارغة المضمون.

    * مدحتَ مقال محمد آل الشيخ "لماذا لا يتبرقع؟"، وسخريته من العريفي، وعندما قال الكاتب خلف الحربي إنه يريد أن يتنازل عن العريفي للمصريين أعلنت تمسكك ببقائه.. لماذا كل هذا الخلاف مع العريفي؟
    هل كان محمد آل الشيخ يقصد العريفي؟ شخصياً أعجبني المقال، وأسلوبه، وبراعة التوظيف فيه فقط. لا خلاف مع العريفي؛ فهو داعية له جمهوره وحضوره، لكنه يستثير أي صحفي وكاتب بخطواته، وتصريحاته، ونشاطاته المتداخلة. أول مرة كتبت عنه بعد ظهوره في قناة lbc ، وكان يهاجمها قبل ذلك بضراوة، وقال مناصروه وقتها إن هذه طريقة مستحدثة للدعوة، تماماً كما يقال الآن عن إهداء المذيعات. العريفي نجم تلفزيوني بامتياز، يجيد "تسويق" نفسه، يستخدم "تابعيه" من أجل مادة خطبة الجمعة، ويقدم كتبه جوائز لمسابقاته، وينشر صوره حيثما حل. في المحصلة، هو شخص لا يمكن التنبؤ بما يفعل، حتى خطبته الشهيرة في القاهرة كانت منقولة. هو سيد المفاجآت التي تخلخل مفهوم الداعية التقليدي، وهو من وضع نفسه اختياراً في المرمى، ومن دخل دائرة النجومية واشتراطاتها فعليه القبول بتبعاتها. لا أحد حتى الآن يستطيع فهم سبب إهدائه المذيعتين علا الفارس وسهير القيسي، والغاية من ذلك، وما سبب اختيارهما، وهو الذي كان يهاجم قناة mbc ليل نهار، ويدعو إلى مقاطعتها. جميع هذه النشاطات تشي بأن لدى العريفي "توقاً" للجماهيرية، والنجومية، وقد تحقق له ذلك.. أفليس من حقنا أن نداعبه ونتفاعل مع نشاطاته الجذابة؟

    * ذرفت "دموع التماسيح" على مجلة اليمامة بعد خبر إيقافها عن الصدور، وكتبت "اغتيال اليمامة".. لكنك لم تدعمها بمقال واحد طوال الفترة الماضية؟
    الله يسامحك يا شقران؛ دموع التماسيح مرة واحدة! كان الأمل أن "اليمامة" تمر بفترة صعبة ستتجاوزها، وأمرها موكول إلى مجلس إدارتها، وهي صاحبة القرار الوحيد، لكن خبر إيقافها مؤلم؛ لأنها جزء أساس من هوية المجتمع الثقافية، وهي سجل محوري لنشاطاته وتحولاته لأكثر من عقدين، وتاريخ العمل الصحفي المميز، وهي الذكرى الحية للعلامة حمد الجاسر، ودوره العريض تاريخاً، وأدباً، وصحافة، والتفريط فيها يؤدي إلى محو جانب من الحراك الثقافي والصحفي طوال تلك الفترة. يطمئنني أن المؤسسة لا تنوي إغلاقها إنما تحديثها، وهذا مؤشر إيجابي؛ لعلها تعود إلى حيويتها بشكل ملائم؛ يتناغم مع تغير المتطلبات الصحفية، ووضع المجلات الأسبوعية.

    * الرياضة النسائية.. هل هي علاج لأمراض السمنة وقلة الحركة في المجتمع، أم باب لتغريبها كما يقال؟
    التغريب حيلة تتكرر بأسماء مختلفة، منذ نشوء مدارس البنات عام 1964م، وإن كانت مفهومة وقتها إلا أن السمة اليوم هي العولمة، فلا تغريب ولا تشريق. الاتكاء المفرط على مفردة "التغريب" نشأ مع الصحوة التي كانت تسعى لاحتواء المجتمع والسيطرة عليه، والمتمسكون بها اليوم هم من بقايا تلك المرحلة. ثم كيف تكون الرياضة النسائية تغريباً وهي بين النساء، ومقتصرة عليهن؟ وما شكل التغريب فيها والعالم، شرقه وغربه، يمارسها؟ التغريبيون (بمعنى المعارضة) يدورون حول المرأة، وكأن الناس لا أخلاق لهم، ولا غيرة لهم على بناتهم. والهاجس الرئيس ليس حماية المرأة؛ فهي مصانة في مجتمعها، بل الغاية حظر خطوات الانفتاح؛ لأنها تنتزع منهم السلطة القائمة على المرأة، وتجعلها صوتاً وفعلاً بعد أن كانت خامة موجَّهة ومسيطَراً عليها.

    * هل فعلاً غلو المسؤولين هو نتيجة جهل أم نفاق أم مشاعر في غير محلها أم مطامع ومزاعم باطلة؟
    المسؤولون نوعان: عاملون ومعيقون. المعيقون يكتسبون قيمتهم من المنصب، وينتفخون به، فيظنون أنهم أصبحوا كباراً. أما العاملون فهم إضافة إلى المنصب، وإبراز له. الكبار ينتجون، والفارغون "يتمظهرون"، ويجنحون إلى العزلة والتعالي؛ حتى لا ينكشف أمرهم.

    * هل هناك بشائر لوعي شبابي تلوح في الأفق؟
    بل هو وجود ينمو، ويكتمل. الشباب هم صوتنا وصناع مستقبلنا، هم الأكثرية بيننا، وكلما زاد حضورهم ومشاركتهم كانت معالم الطريق أوضح وأبين. الشباب كان "حزب الكنبة"؛ فهو "مقموع" الصوت؛ في كل محفل تلاحقه اتهامات الطيش والضياع والصخب، وهذه مشكلة أن يأتي أصحاب أفكار قديمة "لتطبيق" أفكار جديدة. الأمير خالد الفيصل ابتدع مجالس الشباب، وأشركهم في قرارات التنمية في منطقة مكة حين كان أميرها، وكان يلتقيهم أسبوعياً، ويسمع منهم؛ لأنه يدرك أنهم النبض الحقيقي، وأن التعرف إليهم هو تعرف إلى البلد، وحاجاته، ووسائل تطويره، وتحديه.. نحن نحتاج إلى توسيع هذه الأفكار؛ فالمواطنة تتجذر بالفعل والغيرة والحماس، وليس بالخطب والعبارات الرنانة. نجد أيضاً مشاريع التطوع التي يقوم عليها الشباب، وهي كلها دلائل وعي ونضج. الشباب يضعون بصماتهم، وتتضح معالمها تدريجياً. المهم أن نتخلص من فكرة أن الشباب طيش ومفسدة.

    * كيف نقضي على الفساد أو نُحدُّ منه؟
    الفساد تمطى واسترخى بعد أن أصبحت هيئة مكافحته أشبه بجمعية اجتماعية، تكثر من النصائح ولا الفعل، وتحبر تقارير غاضبة دون سطوة لها. حين استلمت سيفها ارتعب الفساد، وخشي قطاف الرؤوس، وحين أخرجته من غمده اتضح أنه من خشب. هيبتها ضعيفة؛ لذلك تجيء ردود الجهات عليها عنيفة وقوية تشكيكاً في معلوماتها ونفياً لمضمون خطاباتها. هي الآن هيئة بريد، ترسل دون رد. الهيئة لم تستخدم قوة التفويض الملكي فتراجع دورها، وتدنى تأثيرها، حتى أصبحت غصة لا أملاً. الهيئة تحتاج إلى من يدرك معنى التفويض الملكي ودلالته، ويتحرك مرسخاً قيمته وفعله.. تحتاج إلى فارس يؤمن بأن الأمانة جسيمة، لكنه يعتز بها.

    * هل يزعجك عندما يلقبونك بـ"ناصر الجوهر" الصحافة السعودية، أي رئيس تحرير "طوارئ" في حال شغر كرسي رئيس التحرير في الصحف؟
    الطوارئ حال إنقاذ، وليس حجز كرسي فارغ. هل غازي القصيبي وزير طوارئ؟ وهل عادل فقيه كذلك؟ يكفيني التماثل معهما. الطوارئ هو التأسيس، والإصلاح وترميم المتهالك، ورسم الطريق.. هو إحداث فرق وإنقاذ حياة.. وبهذه الصفات نعم أنا رئيس تحرير طوارئ.

    * ماذا أردت أن تقول في مقالك "هااااح"؟
    هذه من باسم يوسف، وظفها ومعه المصريون في هاشتاقات تحاول استقراء الشخصيات وملامحها من خلال تنهيدة "هااااح"، ودلالة النبرة الصوتية فيها تعبيراً عن رضا أو غضب أو اقتناع أو خيبة أمل.. شخصياً، وظفتها كلعبة تقنية مثل الكلمات المتقاطعة؛ شكلها في الأساس واحد ونتائجها مختلفة. أرجو أن أكون قد وُفقت في ذلك.

    * ماذا تنتظر من المستقبل أن يمنحك؟
    الكثير، والأمل في الله كبير ولا ينقطع، بل هو الجذوة والمحرك. أتمنى إيجاد علاج للسكري الذي يتصارع معه نحو ثلث السعوديين، وأنا أحدهم، ويعيشون معه في حرب مستديمة، لا نهاية لها إلا بالموت.

    * لو خُيّرت بين الإقامة في جبال "تورا بورا" في أفغانستان أو "إيفيان" الفرنسية أو "نيويورك" الأمريكية، أيها تختار؟ ولماذا؟
    أختار الرياض؛ ففيها تفاصيل عشق لا يعرفها إلا من عايشها.. هي مدينة تتذوقها على مهل، تتشرب بها فتغنيك عن سواها.. فيها عاطفة الأنثى، وتحولاتها، تجيء أحياناً ناعمة رقيقة متسربلة بالمطر، وأحياناً غاضبة وعنيفة، تدفن محبيها في الغبار، وثالثة حارقة تطبخ رؤوس عاشقيها.. ظاهرها متجهم وصارم إلا أن في جنباتها رائحة الوطن، ونشوة الحياة الجميلة. إن أحببت أن تأخذ السؤال بدلاً مني أرشح لك نيويورك!!

    * ما هو الحب؟ وما العيش؟ وما الموتُ في مفهومك؟
    الحب زوجتي، والعيش الفعل والكرامة والموقف الصادق والالتزام. أما الموت فهو محاولة حبس النور والضوء عن الناس، وبناء سدود وهمية، كأنك تطارد مجموعة من وحوش "الزومبي"، وليس مجتمعاً يشق طريقه بقوة نحو الحياة.

  • 26-05-2014, 07:30 PM
    MESH ABDULALH

    رد: الجاسر لـ"سبق": كتبت "ليت الشباب يدخنون ويغازلون".. فاتهموني بالاحتفاء بالموبقات والدعوة للمعاصي

    تبادل الهدايا وعبارات الإطراء والمجاملات بين بعض المشايخ والمذيعات هل هو من أبواب الدعوة إلى ربك بالحسنى؟ضاقت يا شقران؟ وهل مجاملة المذيعات ستبدل القنوات؟ رحم الله الشيخين ابن باز وابن عثيمين؛ فهما كانا الضابط لمنع مثل هذه التجاوزات التي تسيء إلى صورة العالم، وإن كان جل القائمين من أصحاب القفزات البلهوانية مجرد دعاة، لهم حظوة النجومية. هذه التوجهات لا تعدو كونها لعبة سياسية، أو شهوة نجومية، وهي تجعل مجال الدعوة دون معايير أو ضوابط كما لو أنه ساحة اجتهاد، يُعبث فيها مما يشاء. المؤسف أن الدعوة أصبحت عذراً جاهزاً لكل فعل مستنكر، وكأن الداعية من هذه النوعية ينشئ له مجالاً خاصاً، يقرر وحده حدوده وقواعده.

    * لماذا سخرت من الشيخ عادل الكلباني في تغريدة، وقلت: "شيخ ظريف الدم فعلاً وتعليقاته ساخرة"؟
    لم أسخر منه؛ فأنا أستمتع كثيراً بتغريدات الشيخ عادل، وتلميحاته الذكية، وسرعة بديهيته. هو يقدم صورة غير متجهمة للشيخ، ومتفاعل مع المجتمع، دون أن يسيء ذلك إلى موقعه في نظر بعض المتشددين الذين يغيظهم نجاحه، وتجاوب الناس معه. طبعاً، هناك فرق بينه وبين المهرجين "السامجين" الذين يغتصبون النكات في سبيل الدعوة، وهذا هو سبب امتيازه. ولعلي أذكر شخصاً قريباً منه في هذا الاتجاه، هو الشيخ عبدالله المطلق.

    * للشاعر الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله- مقولة "محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكاراً قديمة مضيعة للجهد والوقت".. هل هذه فعلاً "أم المشاكل"؟
    أم المشاكل صحيح، لكنها ليست كل المشاكل. هي مثل وضع العربة أمام الحصان. والحق أن لدينا قوائم طويلة من هذه الفئات التي يبدو أنها استفزت القصيبي ليكتب مقولته. معتنقو الأفكار القديمة هم بطبيعتهم مؤدلجون، يرون التغيير ضياعاً للإرث وتخريباً للمكتسبات، وأن "الدهن في العتاقي"؛ لذلك يقتلون كل حركة تزلزل وجودهم. وحين يطلب منهم تنفيذ أفكار جديدة فإنما هي دعوة مبطنة لقتلها وتجميدها.

    * بين صحيفتَيْ "الوطن" و"الشرق".. ما الفروقات الكبيرة؟
    فروقات كبيرة فعلاً في العمر، ونضج التجربة، والهيكلة المهنية. ما يهمني هو أنني وجدت في المؤسستين خيرة الشباب الإعلاميين، من الجنسين، لا يريدون سوى مجال للحركة، وثقة في قدراتهم، واليقين بمهاراتهم. لقد تشرفت بمزاملتهم، وتعلمت منهم معنى العمل وروحه. ويفرحني كثيراً أن أشهد كل يوم بروز أحد هذه الأسماء وتألقه؛ فهم المؤسسون الجدد للصحافة الفعلية، والحاملون همَّها، والمتمسكون بها رغم العقبات والإحباطات والانقلابات، وإن كان بروزهم يشعرنني بأنني دخلت دائرة الكهولة، وأدعو الله أن ينقذني من حال تخشبها واعتناقها الأفكار القديمة. ولتأكيد قيمة وحقيقة الشباب السعودي، فإن هذه النماذج الباهرة وجدتها في الإخبارية وفي الاقتصادية. أوفى الشكر والتحية لجميع الزملاء، وأعتذر إن قصرت في حق أي منهم أو خذلته يوماً.

    * أين هيئة الصحفيين السعوديين في مناصرة الصحفيين وتدريبهم والارتقاء بالمهنة؟
    أضفني معك في التساؤل؛ فأنا مثلك أبحث عن دورها بالمصباح والمنقاش، فلا أجده. أتذكر الموقف الشجاع لعبد العزيز العيد الذي استقال اعتراضاً على وضعها، إلا أنها لم تتغير. تمر علينا أيام يستهوينا فيها إنشاء مؤسسات ذات مظهر مهني تأكيداً للديمقراطية والهيكلية، ثم يذوب هذا الهوى فتموت معه الفكرة، وإن بقي شكلها. تماماً مثل كتابات الشباب على جدران الكباري؛ يشخبطون قليلاً، ثم يمضون تاركين آثارهم العابرة. هيئة الصحفيين كانت فرحة حين إنشائها عام 2005م، ومن ثم صدور لائحتها التنظيمية، وها نحن نقطع عام 2014م ولا نعرف ماذا أنجزت؟ وما الدور الذي قامت؟ الشيء الثابت أن شكاوى الصحفيين منها تتزايد في المقالات، والندوات، وحسابات "تويتر"، وكأنها نشأت لتقليم أقلام الصحفيين، واستمرار شتاتهم؛ حتى لا يبرز صوتهم، وتتنامى قوتهم. هيئة الصحفيين لأصحابها، أما الصحفيون فلهم عملهم.

    * ألا تزال مقتنعاً بأن "الصحفيين المتعاونين مرتزقة وآفة الصحافة"؟
    نعم، ولكن من دون "ال" التعريف. هناك أناس لا علاقة لهم بالصحافة، وقد يدخلون إليها ارتجالاً، مع أنهم ليسوا أصل المشكلة، بل الأصل المؤسسات الصحفية التي لا تدرب، ولا تؤهل؛ لتضعف العمل الصحفي، وتجعله في ذيل المهن التي لا تتمتع بصلابة مهنية تحميها من الاختراقات. بعض الصحف تحب المتعاونين العابرين؛ فهي لا تطلب منهم عملاً صحفياً فعلياً، وإنما أخبار علاقات عامة. أحياناً تجد خبراً منشوراً بصيغة واحدة في عدد من الصحف؛ والسبب أن "المتعاونين" يتبادلون الخبر بينهم دون أن يبذل أحدهم جهداً في كتابته. أذكر أنه كانت تردنا أحياناً أخبار وتصريحات فجة، تجد في مضمونها أن فلاناً صرح إلى "..."، وهي صحيفة أخرى. أحياناً يكتب أحدهم تغطية لنشاط لم يحضره أصلاً، إنما التقط بعض تفاصيله من زملاء عبر الجوال، فضلاً عن تصريحات مكذوبة، ومعلومات مغلوطة، وأشياء أخرى كثيرة.

    البنوك نشأت بعد الصحافة تقريباً، ومع ذلك فإن أي موظف بنكي له قيمته المهنية المحددة عند جميع الأطراف، بينما الصحافة سوق مفتوح لكل هاوٍ ولاهٍ، يمضي فيها من الوقت ما يشاء، ويحدث فيها من الخراب ما يستطيع. المتعاونون في الصحافة ليسوا بدعة، لكن المقصود هم الذين يحبون المهنة، ويجيدون أدواتها، ويغارون على أسمائهم؛ فلا يجيء منهم إلا العمل الجيد واللافت. هؤلاء قد يفوقون المتفرغين مهارة واحترافاً، لكنهم لا يرغبون في التفرغ، إما لطبيعة عملهم الأساس، أو لعدم الثقة في استقرار الصحافة وضماناتها؛ لذلك يمارسونها عن بعد. هؤلاء مطلب كل وسيلة، وتسميتهم بـ"المتعاونين" مجرد وصف وظيفي لا أكثر. المرتزقة هم خلاف ذلك.

    * يقول الأديب والشاعر "هنري ميلر": "أليس من الأفضل أن يفعل الإنسان ما يريد أو يفشل، بدلاً من أن يغدو نكرة؟".. إلى أي مدى تتفق معه؟
    لا أتفق مع هذه المقولة على إطلاقها؛ فالإرهابي يحاول أن يفعل شيئاً، والمجرم يحاول ذلك، والمهرب كذلك.. فهل الأفضل حضورهم أم بقاؤهم نكرات؟ تحديد "النكرة" مسألة نسبية؛ فقد يكون المرء فاعلاً في أسرته ومحيطه الاجتماعي الخاص، وليس بالضرورة أن يكون نجماً. كل إنسان هو نسيج وحده، وله بصمته مهما بدت غير ظاهرة. ربما أن يكون المرء نكرة خير له من ولوج الشر.

  • 26-05-2014, 07:30 PM
    MESH ABDULALH

    رد: الجاسر لـ"سبق": كتبت "ليت الشباب يدخنون ويغازلون".. فاتهموني بالاحتفاء بالموبقات والدعوة للمعاصي

    * لماذا لا تفتح صفحة جديدة مع كل التيارات؟لا خصومة لي مع أحد، ولا أمثل تياراً بعينه حتى أخاصم آخر. أنا مواطن صحفي، يرتجي الخير لبلاده، ويتطلع إلى أن تكون الأرقى والأعلى، وهو ما يتحقق فعلاً، وإن بدأت الخطوات متأخرة.

    * المفكر السعودي إبراهيم البليهي يكتب: "الشعوب العربية مثل ركاب القطار، يتحركون في كل الاتجاهات داخله، لكن حركتهم لا تؤثر في اتجاه القطار".. هل نحن فعلاً بلا تأثير، وبلا وجود فاعل في هذه الدنيا؟
    أظن أن البليهي يتحدث عن نوعية وطبيعة الصراعات المكرورة التي تتغير أشكالها دون مضامينها، والتي تعيق حراك المجتمع، وتدفع به إلى رمال متحركة يصارعها، أو ملاحقة سراب يظنه ماءً. لا نزال نلعب لعبة الكراسي اجتماعياً؛ فكل طرف لا يريد الجلوس مع الآخر يطرده ويحتل مكانه. علماً بأن المجتمع لن يكون أبداً فريقاً واحداً في مزاجه العام، ولا صوتاً متوحداً، إلا إن كان السلاح القمع والملاحقة والمحاصرة. السعوديون يدركون بتدرج أنهم يتصارعون على مسار غير موجود، بينما القطار ماض في طريقه؛ لذلك هم اليوم يحاولون أن يستلموا دفة القطار وتوجيه طريقه تاركين الحركة غير المفضية إلى بقايا الركاب الذين يظنون أن الحركة منهم، بينما تمر بهم الأماكن والأزمان سريعة دون أن يدركوها.

    * ما سبب اعتراضك على أحد تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي بأن مهمته بوصفه عالماً مسلماً أن يؤيد الحق، ويقاوم الباطل، وينصر المظلوم أينما كان؟
    لأنه لم يكن كذلك، وإنما كان حزبياً ينتصر لجماعته، ويريد لها السلطة والزعامة. القرضاوي اتهم السعودية والإمارات علانية بأنهما تشاركان بأموالهما ومواقفهما في قتل الشعب المصري، وأن في هذا حرباً على الإسلام. وحين جاء ما يسمى الحوار التصالحي تمسك بموقفه، وقال إن هذه الدول ستكتشف صحة كلامه بعد حين. السياسيون لا يختلفون، وإن ارتدوا عمائم المشائخ، وانتسبوا إليهم. والقرضاوي قائد إخواني، أُتيحت له فرصة أن يؤثر، ويدعم، ويستقطب، ويؤلب؛ حتى يفرض "الإخوان" واقعاً سياسياً بعد حصوله على الدعم المالي والسياسي. نحن لا نريد محبته، بل نريد الفكاك من شره هو وجماعته، ولو ناصرت السعودية "الإخوان" لكان أول المهللين لها والمرحبين بها، لكن ما أغاظه هو أن الموقف السعودي الصارم والحاسم دعم خيار المصريين، وأزال العوائق من طريقهم، فانطلقوا يعيدون بيتهم، بينما الإخوان محزونون، يهاجمون كل حركة كشفت عوارهم، وأظهرت أخطاءهم ومصائبهم.

    المسلم الحق ينتصر للحق، وليس للأيديولوجيا، لكن المشكلة أن الأدلجة بعد هذا العمر تكون هي الهوية والصورة.

    * ما هو أصعب شيء في رئاسة التحرير؟
    أصعب شيء يواجه رئيس التحرير المهني هو ألا أحد يرضى عنه، وأن يحارَب على مستويات مختلفة، كلها تحاصره، وتسفه عمله؛ لأنه عين راصدة، ومستشار مخلص، وغيور على بلده. رئاسة التحرير في السعودية نصف مهنية، وأحياناً تكون حالة اجتماعية، وهذا الأغلب. رئاسة التحرير هي وعي مستقل يخدم الوطن، ورجولة في تحمل المسؤولية، واستبسال في الدفاع عن الزملاء، وحمايتهم، وحفظ حقوقهم، وتغذيتهم بالتدريب. حينها يكون رئيس التحرير يركض في كل اتجاه؛ وعليه - في الوقت ذاته - أن يتحمل الركلات الرقابية التي تكون مزاجية، أو غير مقننة. شخصياً، أرى أن رئيس التحرير يخسر مهنته الصحفية؛ لأنه يتحول إلى شخصية اجتماعية، تحرص على المناسبات أكثر من الفعل، وينشئ علاقات تلبس الصحافة أردية المجاملة، وتنحرف بها عن دربها.

  • 26-05-2014, 07:30 PM
    MESH ABDULALH

    رد: الجاسر لـ"سبق": كتبت "ليت الشباب يدخنون ويغازلون".. فاتهموني بالاحتفاء بالموبقات والدعوة للمعاصي

    ما الكلمة التي حين تسمعها تغسل أذنك 7 مرات، إحداها بالتراب؟"داعش".. وما يتصل بها، ومن يواليها علانية أو خفية أو تذاكياً.

    * كيف نرسخ لدى الجميع أن الوطن هو الحاضنة الكبيرة، لا يفوز بمواطنته إلا من يضمن رقيه وازدهاره، وأن الوطن ليس مبرة جماعية؛ للمواطن حق، وللوطن حقوق؟
    حين يتحد صوتنا، وتكون قلوبنا على وطننا، وأن نخاف على شبابنا خوفنا على أبنائنا، وأن نتحرر من كل ولاء يصطدم بالوطن أو يتعارض معه أو يستهدفه. الوطن ليس مبرة، لكن للمواطن حقوقه التي يجب استكمالها، والعمل على تثبيتها؛ حتى لا يقتصر دوره على القيام بالواجبات. القيادة تناضل من أجل المواطن ورفاهيته وحقوقه، لكن الإعاقة تأتي من العاملين بـ"الأفكار القديمة" الذين يحيلون الماء سراباً، ويضيعون الحق في دوامة البيروقراطية وتعقيداتها. في رأيي، فإن الأمور تتبلور إيجاباً، وإن العمل عليها جاد ومتسارع، وخصوصاً في السنوات الأخيرة؛ فالخدمات تترقى، والهيئات تتشكل، والحقوق تُصان وتُحمى.

    * تاريخك الصحفي طويل وحافل برئاسة تحرير صحيفتين كبيرتين، وإدارة قناة "الاقتصادية"، ونائب رئيس تحرير برنامج الثامنة، وعدد من المناصب الإعلامية البارزة.. لكنك تكتفي حالياً بمقال "يتيم".. ألهذه الدرجة أنت "قنوع" صحفياً؟
    القناعة كنز لا يفنى، وإن كنت لا أتمتع بها إنما هذه حال المهنة، وبين محطات العمل أخرى للاستراحة. في رأيي، إن الصحافة فيها خلل؛ لأن الأهمية لرئيس التحرير وبقية المناصب الإدارية، وهذا خلل أضر بالمهنة، وهمّش دور الصحافة فعلاً. القيمة الفعلية يجب أن تكون للصحفي، ومن ثم للكاتب، أما الإدارة الصحفية فدورها الرؤية العامة، والتنسيق، وخدمة الصحفيين عبر التدريب والتشجيع والحماية. المناصب تغتال الصحفي، وتحيله إلى محرر صياغة، ومنتج أفكار؛ فيفقد قيمته الذاتية، وهو ما حدث معي، فأنا أشعر بأنني بحاجة لبعض الوقت حتى أستعيد لياقتي، وأتخلص من أثر السلطة الإدارية التي لا تعترف بحرية الكاتب.

    صدقني، لو كنت مقتدراً لاكتفيت بالمقال. وأصارحك بأنني أحن كثيراً إلى التحقيقات الصحفية، وإن كنت أشك في قدراتي عليها حالياً. بداياتي كانت كاتباً لزاوية، إلا أنني أحببت العمل الصحفي، وتحولت إليه، وكان ذلك سبباً لاستهجان بعض الأصدقاء؛ لأن القاعدة هي أن الصحفي يناضل ليكون كاتباً أو مديراً، فكيف أنزل السلم، وأخسر امتيازات الكاتب؟ في رأيي، إن القيمة الفعلية للشخص هي في فعله، وليس بمكانه؛ ولذلك أحرص على تقديم نفسي صحفياً، ويجب الاحتفاء بالصحفيين الميدانيين؛ لأنهم الجوهر واللب، أما ما عدا ذلك فهو متغير، وغير دائم، إلا في حال التعامل مع إدارة التحرير بمستوياتها المختلفة على أنها وظيفة وليست مهنة، حينها يكون الاستقرار هو الأصل والقاعدة.

  • 26-05-2014, 07:29 PM
    MESH ABDULALH

    رد: الجاسر لـ"سبق": كتبت "ليت الشباب يدخنون ويغازلون".. فاتهموني بالاحتفاء بالموبقات والدعوة للمعاصي

    في ملف الإصلاح، والتطوير، والتحديث من أين تبدأ الخطوة الأولى؟من القائمين عليه، والتعرف عليهم، ونبذ "الشكائين" منهم، والبحث عن ذوي الإرادة والفعل والجدية. الإصلاح والتطوير والتحديث تصبح مجرد نوايا حسنة إن لم يكن القابضون على ملفاتها "مهجوسين" بها، حريصين على تحقيقها، محاربين في سبيلها، ومقاومين العوائق والعقبات، قادرين على إحداث الفرق. وأتذكر هنا عادل فقيه وتوفيق الربيعة. كلاهما أدى مهمته، وخدم وظيفته، وعمل من أجل الناس ولصالحهم، بينما يتمطى آخرون في أسرة البيروقراطية والتصريحات الخلابة. في مجال الابتعاث كانت الرؤية والتطبيق للملك عبد الله بن عبد العزيز؛ ولذلك تنامي أثرها، ولو كان نابعاً من وزارة التعليم العالي لوجدنا جامعاتنا تنافس في مستواها وحضورها الجامعات الأخرى، بينما هي تستحيل شيئاً فشيئاً إلى مدارس ثانوية، تخنق كل ما له علاقة بالتعليم الجامعي. فهل هذا إصلاح وتطوير؟ أنصح المسؤولين الكبار – من حيث الصلاحيات - بأن يتعلموا من غازي القصيبي، وأن يثنوا الركب في حضرة كتابه "حياة في الإدارة"، وأن يستحضروا دوره اللافت أثناء غزو العراق للكويت. حينها سيتعرفون إلى نوع الرجال الذين تحتاج إليهم الدولة.

    * هل هناك فجوة حقيقية بين ما يقال وما يدور في الواقع؛ وبالتالي لا بد أن ندرك أن التغيير بات أسرع من أن نلحظه؟
    يحدث هذا في بعض التصريحات التي تبقى قولاً. ومن يراجع أعداد الصحف في سنوات سابقة يجد أن كثيراً من التصريحات والوعود لا تزال تتكرر منذ السبعينيات حتى اليوم.


    * التنمية، التنمية، التنمية.. لماذا عندما نسمع هذه الكلمة نتذكر المباني والمشاريع والأسمنت فقط، ولا يخطر في بالنا الإنسان والفكر والثقافة؟
    الجهة الوحيدة التي يحق لها الفخر والاعتزاز بالمشاريع و"الأسفلت" هي وزارة النقل، وكلما كثرت مشاريعها استبانت خدماتها. الآخرون ليس لهم هذا الحق، فإن سلكوا مسلكها كان هذا تضليلاً وتقصيراً فاضحاً؛ لأن المشاريع تحددها الدولة في موازناتها، ولأفضل مسؤول فيها مهمته الأساس هي التنمية البشرية فقط. لأفضل وزير صحة في المستشفيات فالدور هو التوعية، ورفع مستوى الرعاية الطبية، وتوفير المراكز الأولية، والرقابة على الأدوية، والقضاء على الأمراض المستوطنة والطارئة. ولا فخر لوزارة التربية في المدارس وكثرتها إنما محور عملها - كما هو اسمها - هو التربية الدينية، والأخلاقية، والعلمية لطلابها وطالباتها وتحصينهم، وتهيئتهم للمستقبل؛ ليكونوا رجاله فعلاً. في بدايات التنمية كان الافتخار بالمبنى هو العلامة الأولى على التنمية؛ لأن المجتمع في بداياته، ويؤسس لذاته، أما الآن فإن تكرار الأسطوانة "عيب"؛ يتوجب التخلص منه؛ حتى تكون التنمية فعلاً وواقعاً، وفي مستوى الطموحات والأمنيات.

هذا الموضوع لدية أكثر من 5 ردود. اضغط هنا لعرض الموضوع بأكمله.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •