مدونة نظام اون لاين

الرد على الموضوع

أضف مشاركة إلى الموضوع: الموسى" لـ"سبق": "الحراك السري" اعتمد على فرضيات مغلوطة

رسائلك

اضغط هنا للدخول

 
 

يمكنك إختيار أيقونة لرسالتك من هذه القائمة

الخيارات الإضافية

  • سيتم تحويلها www.example.com إلى [URL]http://www.example.com[/URL].

عرض العنوان (الأحدث أولاً)

  • 04-06-2014, 01:01 AM
    MESH ABDULALH

    الموسى" لـ"سبق": "الحراك السري" اعتمد على فرضيات مغلوطة

    أثار الفيلم الوثائقي "الحراك السري" للمخرجة صفاء الأحمد، والذي بثته قناة "bbc" العربية يوم الجمعة الماضية، جدلاً كبيراً في الأوساط الثقافية السعودية، ووسائط التواصل الاجتماعي حول مهنيته، نتيجة لوْيه عنق الحقائق الخاصة بأحداث القطيف، بحسب رؤية الكثير من النقاد.
    في غضون ذلك، يرى مسفر الموسى الناقد والأكاديمي المتخصص في مجال الإنتاج المرئي وجماليات الشاشة، أن عبارة "هذه هي السعودية بشكلها المعروف.. هادئة ومزدهرة.. وأسرة ملكية مسيطرة، وهذا ما لا تراه"، والتي افتتحت بها المخرجة فيلمها الاستقصائي عن حقيقة الحراك في القطيف، جاءت متزامنة مع ثنائية الصورة التي اختارتها صفاء من بين مئات اللقطات لتغطي بها صوتها، وهي تؤسس لفرضية الفيلم.

    وقال الموسى في حديثه لـ"سبق": "انطلقت فرضية الفيلم من مجتمع سعودي مستقر يحتفل مع القيادة من خلال العرضة النجدية، وفي المقابل تبرز الصورة الأخرى في أسلوب تناظري لتظاهرات العوامية، وهذه اللغة الإيحائية التي تفتقر للشواهد والحجج هي أزمة المهتمين بنظريات الفيلم الوثائقي، في علاقته بتمثيل الواقع، وهي لب رؤيتي النقدية".

    وأضاف: "دعونا نستدعي عبارة "وهذا ما لا تراه"، ومعها نعود إلى لقطة صفاء في بدايات الفيلم "جالسة" في أحد مقاهي القطيف تقلب مجموعة من الصحف السعودية وهي تقول عبر التعليق: "منذ أكثر من عام بدأت أتردد إلى هنا للتحقيق في حراك قلما تغطيه وسائل الإعلام". كل هذا التحفيز وجذب الانتباه ينبئ عن معلومات سرية وشواهد خفية سيقدمها الفيلم مع مرور الوقت لإثبات فرضيته".

    وأشار الموسى إلى أن "كل الصور اللاحقة والقضايا المطروحة لم تكن غريبة على المتلقي المحلي بدءاً بوجود مظاهرات العوامية، ومروراً بالوجود الأمني هناك، وليس انتهاءً بالاعتقالات التي أبرزها الفيلم مثل: اعتقال نمر النمر".

    ولفت إلى أن كل هذه الأحداث وغيرها كان يتلقاها السعوديون من خلال الناطق الإعلامي بوزارة الداخلية، ومن خلال وسائل الإعلام المحلية أولاً بأول.

    ومن حيث أسلوب الفيلم، قال الموسى: "فيلم "الحراك السري" اعتمد على صيغة الانعكاس الذاتي "Self-reflexivity". وهذا الأسلوب لا يهتم فقط بإظهار المنتج الفيلمي كما في الأعمال التقليدية، وإنما أيضاً يسعى للمكاشفة من خلال إظهار صانع الفيلم والعمليات الإنتاجية".

    وأوضح في هذا السياق أن "صفاء حاولت صفاء المشاهد باستخدام هذا الأسلوب، وهي تحمل الكاميرا داخل السيارة، وتتنقل داخل شوارع القطيف، ثم تسير في ممرات العوامية، مع صوت تعليقها: نجحت في الاتصال ببعض النشطاء لأعرف سبب خروجهم للتظاهر والمخاطرة بحياتهم".

    وأكّد أنها "وقعت في المحظور الذي يحاول الكثير من صناع الأفلام أن يتحاشاه، وهو الخلط بين أسلوبي الانعكاس الذاتي Self- reflexivity وأسلوب المرجعية الذاتية Self-reference، فبالقدر الذي يكون فيه المصطلح الأول داعماً للمصداقية بكل ما يحمله من مكاشفة، بالقدر الذي يسقط فيه المصطلح الثاني في شرك الذاتية بمفهومها المناقض للموضوعية."

    وأشار إلى أن أسلوب المرجعية الذاتية يعد صانع الفيلم هو منتهى المعرفة ومالك المعلومة، كما ينظر إليه على أنه الرمز أو الاستعارة التي تمثل المجتمع، وأن صفاء مهدت لهذا الخلط، وهي تعرف بشخصيتها في بداية الفيلم قائلة: "عملت في عدة دول عربية، لكني أعرف هذه المنطقة أكثر من غيرها، فقد ولدت وترعرعت في مدينة قريبة."

    ويعد الموسى أن هذا التقديم المبدئي للمرجعية الذاتية أفضى إلى مشاكل لاحقة في طريقة تمثيلها للحقيقة، ففي بعض الأحيان تقدم هي أو أحد الأشخاص الذين يرافقونها الادعاء دون التحقق منه أو محاولة إثباته، كما تتطلب الأعمال الاستقصائية باعتبار أنها المرجع الأخير للحقيقة.

    وقال: "تحدثت عن أن القطيف على الرغم من احتوائها على النفط إلا أنها لا تلقى اهتماماً تنموياً، دون أن تقدم أي إحصاء لحجم التنمية في المنطقة؛ الأمر الذي حول فرضياتها ومعلوماتها إلى صورة نمطية Stereotype للحقائق المغلوطة، ولم تقدم صانعة الفيلم أيضاً أي صورة أو أي قصة للحديث المجتزئ، الذي ذكره مرافقها الناشط الحقوقي أحمد مشيخص حين ذكر أن نقاط التفتيش قد حجزوا الكثير من الأطفال".

    وأضاف: "كما أنها لم تقدم ما يثبت من الأدلة لرفض الطرف الآخر الإدلاء برأيه، وهي تردد دائمًا "حاولنا التواصل مع المسؤولين لكن دون جدوى"، كأن تعرض جزء من الاتصالات الهاتفية أو الرسائل الإلكترونية، ولو فعلت لتجنبت أسلوب المرجعية الذاتية، وانتقلت إلى أسلوب الانعكاس الذاتي، والأسلوب ذاته استخدمته، وهي تقول: "قد أتعرض للاعتقال بسبب طبيعة مهمتي"، وهكذا تبرز الكثير من الادّعاءات داخل الفيلم دون أي محاوله لإثباتها."
    وكشف الموسى، عن أن الصوت الشاعري في الأفلام الوثائقية الاستقصائية يعد خللاً مهنياً، إلا إذا كان جزءاً من السرد الاستمراري للقصة، واستطرد: "على سبيل المثال، يُقبل من صفاء الأحمد عرضها لقصة الطفل الذي يبكي على فقد أبيه؛ لأنه جزء من استمرارية القصة وتوالي الأحداث في الطرف المقابل، ولا يقبل منها استجلاب عاطفة المشاهد وهي تقحم قصة الفتاة المقعدة إلى قصة شقيقها فاضل، الذي هرب من مطاردة رجال الأمن، فقصة شقيقة فاضل المقعدة خارجية، لا تتحملها القصة، كما لا تقدم أي دليل مادي للفرضية المطروحة سوى الحشد العاطفي لتكريس ادّعاء المعاناة".

    وقال: "الحشد العاطفي والصوت الشاعري استخدم بأشكال مختلفة داخل الفيلم بدءاً باستخدام الموسيقى التصويرية العاطفية، عوضاً عن استخدام الصوت الواقعي، وليس انتهاءً باستخدام الأسلوب المتجاور للمونتاج Juxtaposition، فعلى عكس المونتاج الاستمراري الأكثر واقعية، يخلق المونتاج المتجاور نوعاً من التكريس العاطفي غير الطبيعي، من خلال مزامنة لقطتين مستقلتين عن بعضهما أو أكثر، لإعطاء دلالة مختلفة عن أي دلالة قد تحملها أحادية اللقطة، مثلاً، جاورت صفاء بين مجموعة من اللقطات من أزمنة وأحداث مختلفة للإصابات، التي لحقت بمجموعة من المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى دلالة التهوي والمبالغة".

    ومن جانب بنية الفيلم أوضح الموسى أنه "اعتمد في بنائه على التوالي الزمني للأحداث من الأقدم إلى الأحدث، ولكن ما حصل في نهاية الفيلم من اختلال زمني أصاب مصداقية العمل في مقتل، ذلك أن صفاء حولت تقدم الزمن للقصة من الداخل التسلسل المنطقي للأحداث كما وقعت إلى الخارج تسلسل الأحداث وفقاً لمعرفة الشخص بها، فتذكر صفاء في نهاية الفيلم بأنها للتو اكتشفت استخدام المتظاهرين للسلاح ضد رجال الأمن، وهي التي تدّعي طيلة الفيلم بسلمية الحراك في العوامية، فهذا التمويه الزمني أتاح لها الخروج عن نسق الفيلم المعتمد على الزمن الداخلي لتغييب قضية استخدام السلاح وعرضها في جزئية مختزلة ومتأخرة في نهاية الفيلم، وكأنها حولت مسار الزمن إلى إدراكها الذاتي له، ولو أنها أدخلت قصة استخدام السلاح من قِبل الحراك ضد رجال الأمن لماتت فرضيتها الأساسية قبل أن تبدأ".

    وكانت المخرجة صفاء الأحمد قد قدمت فيلماً وثائقياً على قناة البي بي سي، وصف بـ"الطائفي"؛ وحمل عنوان "الحراك السري في السعودية"، واستطاعت الوصول إلى أبرز المطلوبين الأمنين الذين تلطخت أيديهم بدماء رجال الأمن على أنهم نشطاء يطالبون بالعيش الكريم والكرامة، ودخلت داخل أحياء وأزقة بعض الأحياء القديمة في القطيف والعوامية لتوهم الناس بأن السعودية تقوم باضطهاد أبناء الطائفة الشيعية في السعودية، وزارت قبور أبناء الشيعة وقالت إنهم قتلوا على أيدي رجال الأمن السعودي.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •