قصة المهادي عسى ان تعجبكم
قصة المهادي مع جاره مشهوره عند اهل نجد وهي تروى بصيغ مختلفه ولكن كما اعتقد ان قربها للصحه ما يراه منديل بن محمد الفهيد الاحث والعارف في بواطن الباديه
والمهادي من (ال فضل) من قحطان وذو زعامه فيهم وكانت مساكنهم بلاد الجبلين وقد حل المهادي ضيفا عند قبيلة سبيع ونزل عند مفرج السبيعي فراى المهادي في الحي فتاة على مستوى من الجمال فلم يستطع كتم اعجابه بل جاشت مشاعره وسال مضيفه مفرج :اهي مع زوج ام لم تتزوج بعد؟!
ومن المصادفات انها كانت بنت عم مفرج وخطيبته الا ان مفرج جامل ضيفه ولم يشرح له علاقته بها و قال : انها غير متزوجه فخفق قلب المهادي طربا وطلب من ضيفه ان يكون وسيطا في الزواج منها فبادر مفرج الى عمه والد الفتاة وزكى لهم المهادي واشاد بسؤدده ورغب في توثيق الصله به وبجماعته عن طريق المصاهره واعلن مفرج تنازله عن بنت عمه لاجل المهادي فلما دخل بها المهادي وجدها تجهش بالبكاء رغبتا في خطيبها مفرج الذي لم يبقى بينها وبينه الا العقد وكراهه الغربه عن اهلها
فلما علم المهادي بالخبر انفت نفسه عنها ولم يقربها وشكر مفرج على تجمله ولامه على اخفاء الخبر ثم طلقها المهادي وعادت الى خطيبها الاول وانجبت منه وكما يعلم القارئ ان البدوي يصبح غنيا او فقرا ما بين عشية وضحاها فتارة يغزو ويغنم ويكون غنيا وتارة يغزى فيصبح معدما
ويكون البوس عاما لابناء الحي اما بغاره جائحه او بقحط وجدب وفي ظرف من هذه الظروف الكاحله قالت زوجة مفرج ان كان صديقك المهادي موجودا فهذا وقتهالحاجة اليه فقصدوه في الشمال واكرم هو وفادتهم وكان للمهادي بيتان وليس له الا ذكر وبنت وفي احد البيتين ابنه وامه التي طلقها المهادي وفي البيت الثاني البنات وامهن ولما وفد المهاديمفرج لم يكن معه بيت فامر المهادي ام الابن ان تنتقل الى البيت الاخر هي وولدها ليكون البيت للضيف مفرج واهله الى ان يفرغ لاعدادبيت ثالث للولد وامه فقالت ام الابن المطلقه لزوجة مفرج ان والدي لم يعلم بانتقالنا الى البيت الاخر لانه يلعب مع صبيان الحي فاذا جاء في الليل فاخبريه وعادته انه اذى اوى الى بيته في الليل دخل القطيفه ونام معي ولم يوقضني وللحظ السي نامت زوجة مفرج ودخل ابن المهادي كالعاده ونام في حضن زوجة مفرج يحسبها امه فلما دخل مفرج بعد السمره مع المهادي ووجد الضجيع لم يملك نفسه بل شرحه بسكينه فانتبهت المراه وقد هم بالحاقها بالغلام فبادرت الى المصارحته بالخبر فما اكملت القصه حتى اغمي عليه وبعد افاقته قال: لا سبيل لنا الا ان نسرى ليلا ونولي الادبار هاربين فقالت الزوجه هذا قضاء وقدر ولابد ان يعلم المهادي فعاد الى المهادي متغير اللون متلعثم اللسان ينشد شعرا منه:
سريت منك من اول الليل مسرور
وعودت مجرم ميس من حياتي
فابدا المهادي السكون والطمانينه وكتم الامر واخذ جثة الصبي هو ومفرج خفيه والقاها في ملعب الصبيان بعيد عن البيوت
وفي الصباح اعلن المهادي ان ابنه مقتول ولم يعلم بقتله فعظم المصاب على قومه وجندوا انفسهم لما يريده المهادي فقال المهادي:فقال المهادي لا احب ان اتهم احد وانما اريد دية الغشيا ودية الغشيا ان يوخذ لولي الدم من كل ذود ناقه فجمعوا له ما يقارب من ثمانين ناقه
فاعطاها المهادي الى ضيفه مفرج وقال له كنت كنت اريد مواستك من مالي والان اكتفيت الامر بهذه الغشيا ويجب عليك كتمان الامر عن قومي لاني اخاف عليكم منهم واياك ان تحرج مني لان هذا قضاء وقدر
فاقام مفرج عند المهادي سنين عده والهادي اخذ الصبر والتحمل في اخفاء القضيه وتناسيها ثم اشتد ولع احد ابناء مفرج باحدى بنات المهادي فصار يتعرض لها حتى شكت الامر لابيها واخبرته انها لا تستطيع البعد خوفا منه فعظمت المصيبه على والدها وكانت اشد من مصيبة قتل ولده فكان المهادي اذا قدم الفنجال لمفرج قال له شد بدل خذ واذا لعب معه (ام الخطوه) وهي لعبه تتسلى بها العرب قال (ارحل والا رحلنا )
وعلى طول الوقت فطن مفرج وزوجته لهذه التوريه واتفقا على الاستئذان من المهادي لياذن لهما بالرحيل فطلب مفرج من الهادي الاذن بالرحيل ليرى جماعته من سبيع ويريهم افضال المهادي عليه...فاذن له المهادي ولم يبد ممانعه ورحل مفرج وذات يوم عاد متسترافي الليل الى بلاد المهادي فوجد المهادي اخر الليل ينشد قصيده التي سنورد بعضا منها ففهم منها انهو وقع منهم ايذاء اشد من قتل ابنه فاختبر اولاده على سبيل الحيله فقاللكبير منهم:ان لي في شبابي دربة المغازله الفتيات من بنات الحي وايقاعهن في شراك الهوى فقال ياابتاه لو اعلم ان هذا صحيح لفسرته لقله المعرفه وحاشاك من ذاك لو قال هذا الكلام احد اخواني لقتلته وان بنات الحي بالذات وبنات الجيران مثل الاخوات لهن مثل ما لهن من الحرمة وبمثل ذالكاجاب الباقون حتى جاء دور الصغيرمنهم فقال:لقد حاولت مع بنت الهادي فلم اتمكن لصغري ولو بقيتم سنه لاخذتها غصبا فقطع راس ولده وارسله الى المهادي في كيسفاخذ المهادي الكيس واخفى الامر الا انه قال لحامل الكيس قل لمفرج يرسل لي احد ابناه يساعدن على الماشيه لاني كبرت
وبعد مده ارسل مفرج ولد وبعد مده ارسل المهادي الى مفرج يخبره ان ابنه وقع في قليب ومات ويريد الولد الاخر فارسل الولد الاخر وكتم الامر عن الام وعن كل كل احد وهكذا احتال المهادي في طلب الولد الثالث فلما اجتمعو عنده ثلاثتهم جهزهم واعطاهم ركابا واعادهم الى والدهم بعد امتحان وفاء وقوة صبره
ومن قصيدة المهادي نختار بعض الابيات وذللك لطولها
يقول المهادي والهادي مهمل
ابو عبرة كل الملا ما درى بها
وانا وجعتي من علة باطنيه
باقصى الضماير ما درى وين بابها
ومنها
ثمان سنين وجارنا مجرم بنا
كما اللي وطى له جمرة ما درابها
وطاها بعرش الرجل لو هي تمكنت
من حرها ما يبرد الما التهابها
ترى جارنا الماضي على كل طلبه
لو كان ما يلقى شهود غدابها
ويام احتضينا جارنا من كرامه
في ليلة غدرا ولا حد سرابها
نرفا خمال الجار لو داس زله
كما ترفي بيض العذارى ثيابها
ما لكم في الطويله
اخوكم ابن هايض
