اضحك.. حتى لو لم يكن هناك سبب!
[align=justify]الضحك يغسل النفوس، أو هو يشبه (مساحة المطر) في مقدمة السيارات، أو هو مثل الهزة العنيفة للطيور والحيوانات عندما تخرج من الماء. فهي تنفض الماء عنها، والضحك ينفض الهموم. والمفاتيح التي نستخدمها كثيرا هي التي تلمع، وكذلك النفوس التي تضحك هي التي تلمع وتضيء.
وقل لي: ماذا يضحكك اقل لك من أنت!
وأنا أضحك، وإن كنت أبدو غير ذلك، وكنت فيما مضى اصنع النكت، واضحك أكثر عندما تنتشر النكتة في كل مكان، وتردد بعد شهر أو شهرين ثم تعود لي، وكنت أشارك في صنع النكت مع كامل الشناوي ومأمون الشناوي ثم مع الوزير أحمد رضوان وزير الثقافة، وكثيرا ما جلسنا معا، وكثيرا ما تعذرت وتعثرت النكتة فيكملها أحدنا، حتى النكتة التي أطلقتها على الرئيس عبد الناصر، وكانت هي وأشياء أخرى سببا في فصلي من الصحافة ومن التدريس في الجامعة سنتين في الشارع أحاول الهرب إلى السعودية.
وكان أستاذنا العقاد وهو الرجل الجاد جدا والمتجهم معظم الوقت والعملاق دائما يسأل: إيه يا مولانا آخر النكت؟ وكان بعضنا يقول، وتفاجأ بأن لديه نكتا لا نعرفها، بعضها من صنعه، ثم يضحك عليها أكثر منا جميعا!
وكانت أم كلثوم كذلك. وفي بعض الأحيان كان الرئيس السادات يسألني: وبيقولوا علينا إيه يا أنيس؟ وكان يسبقني إلى النكت التي سمعها وبعضها لا أعرفها وكان ذلك يشجعني على أن أقول ما يصح أن يقال.
وكان الرئيس السادات يضحك من قلبه إذا نقلت إليه آخر النكت عنه، ليس كل النكت!
وكان الدكتور بطرس غالي يطلبني من مكتبه في الأمم المتحدة، ويقول لي آخر النكت، لا بد أن أحدا قد نقل إليه ما يتردد في مصر، ويضحك بصوت مرتفع، وإذا سمعته يحكي النكتة ويضحك لها، تخيلت أنه رائق تماما ولا عنده هموم الكرة الأرضية، ولكن النكتة والضحك شفاء، ودليل على الحيوية والقدرة على الإفلات من المشاكل اليومية.
اضحك وإن لم تجد ما يضحكك فانظر إلى نفسك في المرآة واسأل نفسك: أنت زعلان على إيه؟ يا راجل اضحك ولا يهمك، فالذين يحزنونك لا يساوون وزنهم ترابا، اضحك لنفسك، على نفسك![/align]
