جمانة ماذا ستفعلين لأخيك ؟
http://www.alshmo5.com/vb/besm.gif
بينما الأب غارق في نومه من بعد عناء العمل .. إذ بباب غرفة النوم يفتح بقوة .. أبي يا أبي .. تهز جمانة والدها حتى استيقظ من النوم ..فتح عينيه على دموع ابنته المنهمرة .. ماذا حدث ولما تلك الدموع .. يا أبي لقد اختفت هديتك التي أهديتني أبي هديتي أريدها .. غضب الأب فلم تمر على غفوته إلا نصف ساعة وعاد للنوم من جديد .. عادت جمانة للبكاء وأثر هذا على أبيها فأجابها يا إبنتي ما العمل أنا أريد أن أرتاح لساعة بعد المغرب نكمل ما بك .. ترد عليه جمانة يا أبا فيصل الآن الآن أريد هديتي .. أبي هو فيصل الحقود لا غيره أبي سوف أذهب له فلقد رأيت في عينيه الحقد والحسد من قال له أن لا يذاكر ويحرز التفوق ألم تقل من يتميز فله هديتي .. علم الأب أن هنالك مشكلة ولابد له من حلها فنادى إبنته التي همت بالخروج لفيصل يا إبنتي قولي لأمك أن اليوم الأثنين ويسن المغرب والعشاء حديث ساعة ..تضرب جمانة بيديها على جسمها يا أبي أحدثك عن هديتي فتقول لي حديث ساعتك لا أريد مواعظك أريد هديتي .. يا جمانة سمعت قولي وإياك إياك أن تقولي لأخيك أي أمر .. خرجت جمانة والدمع على الخدين لازال وذهبت لأمها التي تشرب الشاي في الصالة أمي يقول لك أبي اليوم حديث الساعة بين المغرب والعشاء فلا تتأخري علينا أنا وفيصل وأبو الفيصل .. بنيتي جمونتي أعدِ غرفة المكتب فهنالك سيكون الاجتماع .. لا وألف لا أ،ا المظلومة وأنا التي أطالبُ ..
عاد الوالد مع فيصل للبيت من بعد صلاة المغرب وتوجه الجميع للمكتبي بدأ الوالد الحديث ببسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد الجميع السلام وأردفت جمانة قائلة يا أبي هديتي .. تغير لون فيصلٍ ولاحظ ذلك الوالد فقال لها يا بنيتي الهدية بألف هدية لك غيرها لكن ما الفائدة ونحن لا نشعر بالسعادة ..
يا أبي أان اشعر بالسعادة لكن احضر لي هديتي
الأم لا تعلم ما الذي يجري تريد أن تفهم ( الفزورة ) يا أبا فيصل ما الذي يجري ألا تشركاني في الأمر
قال الأب حديث ساعتي عن السعادة لكن ليس الحديث عن كيفية السعادة فالسعادة بالقرب من الرحمــن لكن ما الذي يمنعنا من تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة؟ ..
استأذنت الأم أن تكون أول من يجيب ..
أبا فيصل : تفضلي فلك المايكروفون ..
الأم : أول أسباب موانع السعادة هو مانع الكفر.. يقول الله تعالى: ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء (الأنعام:125).. فالكافر يعيش حياته في شقاء دائم حتى ولو توهَّم الآخرون سعادته.. إنه يعيش في ضيق وقلق وتوتر واكتئاب بين النساء والخمور ومتاع الدنيا الزائل ثم مصيره نار جهنم وبئس المصير...
جمانة تأخذ نفسا عميق : الحمد لله أننا لسنا بكافرين ..
أبو فيصل : الحمد لله شكرا لك يا عزيزتي أفتخر بك كثيرا .. وسوف أتابع ما موانع السعادة بعد الكفر ومنها عمل المعاصي واقتراف الآثام وارتكاب الجرائم ولو قرأنا قصص المجرمين التي تنشرها المجلات والصحف سنلاحظ أن حياتهم كلها شقاء في شقاء.. أما فيما يتعلق بالمعاصي والآثام فقد زنى رجل في عهد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فشعر وكأن جبال الدنيا تُطْبِقُ على صدره ولم يشعر بسعادة قط حتى ذهب إلى رسول الله وقال: "طهرني".. وظلَّ يُكرِّر هذه الكلمة حتى أقام الرسول عليه الحدَّ..
جمانة لم تتحدث فقال فيصل : لم تتحدثي ماذا بك ؟
جمانة : أنت تعلم أننا نعصي الله ونقترف الآثام فهذا من موانع السعادة لكن لا أقول إلا اللهم استر علينا واغفر لنا وارحمنا فأنت الغفور الرحيم ..
الأم : اللهم امين صدقت يا جمانة فلا يوجد من لا يعصي لكن الله سبحانه وتعالى تواب رحيم لكنه شديد العقاب وينبغي علينا التوبة والاستغفار ..
تابع الأب حديثه فقال : وأيضا من منقصات السعادة الحسد والغيرة والحسد أمر خطير.. ومن شر حاسد إذا حسد (5)
فالله تعالى يأمرنا أن نستعيذ به من شر الحاسد.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً".
يقول أحد المفكرين: إن الحسد والغيرة والحقد أقطاب ثلاثة لشيء واحد وإنها لآفات تنتج سموماً تضر بالصحة وتقضي على الحيوية والطاقة
استأذن فيصل بالحديث فقال : نعم يا أبي إن الحسد أمر بغيض ولا تقبله الفطرة السوية لكن من يشعر أنه لا عدل في التعامل بينه وبين إخوته مثلا ماذا يفعل أتتوقع أن الحسد لن يدب في قلبه ..
تنهد أبو فيصل فقال : أنت قلتها هو شعر أن هنالك لا عدل لكن هل كان شعوره صحيحا أم لا هل رأى الأمر بمنظور غيره أسئلة كثيرة ينبغي أن يسألها من يفكر بهذه الطريقة ومن ثم ليخبر من لا يعدل بمنظوره بما في قلبه لا أن يفعل فعلة أخرى ..
نظر فيصل لأخته جمانة ومن ثم نظر للأسفل
تابع الوالد حديثه فقال : الغضب "وليس الشديد بالصرعة" وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب وقد أوصانا رسولنا الحبيب بعدم الغضب لأن الغضب من الشيطان وكثيراً ما نسمع ونقرأ عن حالات طلاق وجرائم قتل حدثت بسبب الغضب...
الظلم.. وما أدراك ما الظلم؟ إن الظلم مرتعه وخيم وعاقبته سيئة إلى أبعد الحدود وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته...
الخوف من غير الله فالخوف من البشر يورث المذلة والشقاء قال تعالى: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين
جمانة تنادي أبيها فلديها نقطة من موانع السعادة سمح لها والدها فقالت :
التشاؤم الذي يعتبر سبباً في المتاعب والتعاسة والشقاء ولهذا كان رسول الله يحب التفاؤل ويكره التشاؤم...
أيضا سوء الظن.. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم
صفقت الأم لأبنتها فصفق والدها لها لكن فيصل لازال ينظر للأرض فهمس له والده أن صفق لأختك وابتسم له فلبى فيصل طلب والده فصفق الجميع لجمانة
ثم قال الأب : تأملوا جميعا إن بعض الظن وليس معظم الظن أو كله إثم.. جزء بسيط من سوء الظن يوقعك في الإثم فكيف بالكثير منه؟!
التكبُّر على الناس وتعلُّق القلب بغير الله والإدمان على المخدرات التي تجلب الدمار والانحلال والشقاء واليأس والفقر والتعاسة...
وموانع السعادة كثيرة ولكن أكتفي بهذا القدر فلقد أطلت أحبتي سائلاً الله تعالى أن يُجمِّل أخلاقنا بالتواضع والصدق وحُسن الظن والتفاؤل والحب والحلم والعدل... اللهم آمين
رفعت جمانة يدها إلى السماء وقالت : اللهم امين اللهم امين
لم تشعر جمانة إلا بيد أخيها فيصل وقد مدها للسلام عليها وهو مطرق رأسه ندما على ما فعله ..
فقالت له : لما ؟
قال : اعتذر لك فلقد أخفيت عنك هديتك التي أهداها لك أبي وقد أخطأت في مشاعري وفي سلوكي اتجاهكم جميعا اعتذر إليكم وسوف أعيدها الآن لكن سامحني سامحوني ..
الأب ينظر لجمانة وفيصل والأم كذلك
لكن ما أبحث عنه الآن أن تكملوا الحكاية بأنفسكم وأن تتقمصوا شخصية جمانة وتصفون مشاعرها لما فعله فيصل لها من إعتذار وهل ستقبله أم لا ..
انتظركم ..
