هذه الحياة بحلوها ومرها لا تخلو من العوائق ولنسير بخطي ثابتة ونحقق ما نطمح إليه من المجد والسعادة والأمان فلننظر إلي الجانب المشرق من هذه الحياة..
فقد استمعتفي أحد البرامج مكالمة أحد الاخوة أثراً في نفسي وفي نفوس الكثيرين، ذلك الشخص الذي كان يعاني من فقدان بصره، كان يتحدث بلسان الإنسان الكفيف الذي يترجم معاناته وأحاسيسه عبر كلمات، حركت مشاعر قد تكون موجودة فينا ولكنها خامدة، وتلك المكالمة أشعلت تلك المشاعر، كان يتحدث يطمح، يعاني ويشكر الله مشاعر جميلة تترجم مدي قوة إرادته وايمانه بالله، قد يكون الكثيرون منا يفتقدون تلك الإرادة رغم أننا لا نعاني من أية عاهة أو نقص ولكن رغم ما به بدا قوياً طموحاً، وأنا أوافقه وأؤيده حين قال كم من كفيف أنار طريق مبصر ، فما أجمل أن يكون الإنسان متفائلاً أردت المشاركة يومها ولم أستطع فكتبت هذه الكلمات ربما تأخرت في طرحها ولكني كلما اتذكر تلك المكالمة، أردت ارسال هذه الكلمات لكل إنسان يشعر بالنقص أو به عاهة وبالأخص الإنسان الكفيف فإليهم أبعث كلماتي ومشاعري.
في البداية يجب أن يدركوا بأنهم جزء منا، نحترمهم ونقدرهم فهم شمس هذا المجتمع ونوره، ومهما بلغت بك هذه المعاناة تذكر أن هناك من يحبك، تكيف مع الظرف مهما كان قاسياً لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً.
بعض العباقرة شقوا طريقهم بصمود، لاحساسهم بنقص عارض، و كثير من أذكياء العالم كما قرأت أصابهم العمي، وكم من علماء ومخترعين كانت بهم عاهات فهذا أعمي، وذلك أصم، وآخر أعرج، وثان مقعد، مع ذلك أثروا في حياة البشرية بالعلوم والاختراعات والكشوف، فلا تهتم ولا تغتم ولا تضيق ذرعاً، مركب النقص قد يكون مركب كمال، حول خسائرك إلي أرباح، وأضف إلي ماء المصائب قطعة سكر، واعلم أن البلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء خير العبادات، ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر الذي يعاني منه الكثير من الأصحاء، واعلم أنك لست الوحيد في البلاء، فما سلم من الهم أحد، وما نجا من الشدة بشر، تيقن بأن هذه الدنيا دار محن وبلاء، ومنغصات وكدر، فاقبلها علي حالها وانظر إلي الجانب المشرق منها، واستعن بالله اعلم أن الشدائد تفتح الأسماع والأبصار وتحمي القلب وتردع النفس، وتذكر العبد، وتزيد الثواب، فلا تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك، وترفع شأنك وتظهر صبرك.
يا من فقدت بصرك ابشر بالجنة ثمناً لبصرك واعلم أنك عوضت نوراً في قلبك، وسلمت من رؤية المنكرات والملهيات، عود نفسك علي عمل الأشياء السارة، بعد تحديد الأمور التي تسعدك، ولا تظن أن العاهات تمنعك من بلوغ الغايات، فكم من فاضل حاز المجد فهو أعمي وأصم أو أشل أو أعرج فالمسألة مسألة همم لا أجسام.
وأخيراً أتريد السعادة حقاً؟ لتبحث عنها بعيداً إنها فيك، في تفكيرك المبدع، في خيالك الجميل، في ارادتك المتفائلة، في قلبك المشرق بالخير.
مواقع النشر (المفضلة)