بشار بن برد
[poem=font="traditional arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
طَـالَ لَيْـلِـي وبــات قَلْـبِـي جَنَـاحَـا = ومـلـلْــتُ الْــعُـــذَّالَ والـنُّـصَّـاحَــا
يأمـرون المحـبَّ بالصـبـر عـمَّـن = قدْ بـرى الْحُـبُّ جِسْمـه فاسْتطَاحَـا
بئس مـا يأمـرون مستشعـرَ الهـمِّ = يُـقـاسِـي مِـــنْ عـبْــدة الأَتْـراحَــا
أيـهـا الْـقـارىء المُـذَكِّـرُ بـالـلَّـهِ: = تــرى فــي وِصــال حِــبٍّ جُنَـاحَـا
قــال: لا بــأس بالحـديـث إذا مــا = لـم يزيـدا عـلـى الحـديـث جمـاحـا
أيُّ خيـرٍ يـا عـون يـرجـو مـحـبٌّ = فــي ســواد الـفـؤاد مـنـه بـراحـا
كَيْـف يرْجـو سُلُـوَّ صَــبٍّ حَـزِيـنٍ = زَادَهُ الْحُـبُّ حيـنَ شَــاعَ ارْتِيَـاحَـا
إِنْ تَـكُــنْ إِنَّـمَــا تَـــرُوحُ وَتَـغْــدُو = بانْتِـصَـاح فَـمَـا أرِيـــدُ انْتِـصَـاحَـا
فَـــدَعِ الـغَــدْوَ وَالـــرَّوَاحَ عَلَـيْـنَـا = مــا غــدا حبُّـهـا علـيـنـا وراحـــا
قــد كتـمـتُ الـهـوى مـلـيَّـاً فـلـمَّـا = ضِقْـتُ ذَرْعـاً بِحُـبِّ عَبْـدَة َ بَـاحَـا
ليت شعري عن أمِّ عمرو وعمرو = لَـــمَ يـكُــنْ جــاهِــلاً ولا مــزَّاحــا
أحـدِيــثٌ مِـنْـهــا رمــــاهُ بِــطَــبٍّ = لَـيْـتـه مـــات قبْـلَـهـا فـاسـتـراحـا
بــل يـرجِّـي مــا لا يـنـالُ ولـــولا = ما يرجِّي اكتسى المسـوح وساحـا
أمَّ عـمْـرو مـــا زال حُـبُّــكِ يَـغْـتـا = ل عزائي حتى افتضحت افتضاحـا
كيـف لا ترحميـن شخـصـاً محـبـاً = مَيِّتـاً مِــنْ هــواكِ مَـوْتـاً صُـرَاحَـا
كـان يرْعَـى المصْبَـاح حِينـاً فلمَّـا = ضـافـهُ الـحُـبُّ ضـيَّـع المصْبَـاحـا
إِنْ تـكُـونِــي أَرَدْتِ أنْ تـفَـجـعـيـهِ = بـمــزاحٍ فـقــد قـطـعـتِ الـمـزاحـا
وَاصــلاً للْحَـيَـاة ِ مِنْـهَـا وَإِنْ عَــا = شَ ومـاتـتْ بـكـى عليـهـا ونـاحـا
إن شَهِدْتَ الْوَفَـاة َ يَـا عَـوْنُ مِنِّـي = فِـي مَقـامٍ وَكُنْـت تـنْـوِي صَـلاحـا
فادْعُ سِرْبَ الملاح يَشْهدْنَ مَوْتـي = بـحـنـوطٍ إنـــي أحـــبُّ الـمـلاحــا
مِـنْ هَـوَى عَبْـدَة َ الْبَخِيـلَـة ِ أنِّــي = لا أرى غـيـرهـا لقـلـبـي رواحـــا
أنتَ عـونُ الشَّيطـانِ إن لـم تعنِّـي = فارع مـا قلـتُ تشـفِ منِّـي قماحـا
وَادْعُ قـوْمِـي بِــأمِّ عـمْـرو فـإِنِّــي = عـاقــدٌ حـبَّـهــا عــلــيَّ وشــاحــا
مُسْتَـهـامُ النَّـهـارِ مرْتِـفـقُ الـلَّـيْـلِ = إلــــى أن أعــايـــنَ الإصـبــاحــا
لـم أزل مِـن هـوى عُبيـدة أهـوى = مـا يليهـا حـتَّـى هـويـتُ الرِّيـاحـا
لستُ أنسـى غـداة َ قامـت تهـادى = لِلْمُصَـلَّـى فـطــارَ قَـلْـبِـي وَطَـاحَــا
فــــي نِــسَــاءٍ إِذا أرَدْنَ ضِــيَــاء = لِــظَـــلاَم جَـعَـلْـنَـهَــا مـصْـبَــاحَــا
فـأضَـاءَتْ لَـهُـنَّ دَاجِـيَــة َ الـلَّـيْـلِ = وجـلَّــت عـمَّــا تـجــنُّ الـوحـاحَــا
[/poem]
مواقع النشر (المفضلة)