الطفل استثمار حقيقي للمستقبل لذا يجب أن تكون لصحته النفسية الأولوية في اهتمامات الأسرة حيث إنه قد يمر بمواقف تجعله يتصرف بعنف أو بغضب وهذه المواقف غالبا ما يكون سببها مفهوماً للأسرة وليس غريباً فمثلا احتكاك الطفل بأشقائه عامل مؤثر في تطوير مهارته الاجتماعية واللغوية والمعرفية ومن أهم المشكلات التي تواجه الآباء والأمهات في الأسرة هو الغيرة بين الأبناء عند ميلاد طفل جديد وخاصة لو كان الابن الأكبر وحيداً خاصة إذا كان محل اهتمام الأبوين مع عدم وجود منافس على هذا الحب والاهتمام. تقول الدكتورة منال القاضي استشاري الأمراض النفسية: تزداد الغيرة عند وصول طفل جديد بين الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة حيث يكون اعتماد الأطفال في هذه المرحلة على الأبوين كبيرا وتنتقل دائرة اهتمامهم خارج الأسرة. ولكن كيف يتعامل الآباء والأمهات مع شعور أحد أبنائهم بالغيرة من شقيقه أو شقيقته؟ وتؤكد أنه على الآباء والأمهات التصرف بكياسة وحكمة ليس لتفادي الشعور بالغيرة الذي هو أمر طبيعي ولكن لتدريب الطفل على التعامل مع هذا الشعور وأنه لا يوجد مبرر لأن يخاف الابن وجود منافس له على حب الوالدين واهتمامهم فهذا لن ينقص حبهم له ولكن يجب أن يتعلم أن هناك آخرين معه في هذا العالم وأنه ليس بؤرة الكون فهذا يؤهله ويدربه على النجاح المهني في المستقبل. فالمشكلة إذن ليست الشعور بالغيرة ولكن كيف ندرب الطفل على التعامل مع هذا الشعور الذي سوف يجربه في المستقبل وفي مواقف عدة سواء كان ذلك في البيت أو المدرسة أو النادي أو العمل عندما يبلغ مرحلة النضج ومن المهم أن نساعد الطفل على تحويل هذه المشاعر السلبية إلى تعاون مع الأم والأب على رعاية الطفل الجديد فإن هذا يكسبه مهارة التعامل مع الضغوط العصبية ويجعله أكثر شعورا بالآخرين وينمي لديه روح الجماعة وفريق العمل..
تحياتي $222
مواقع النشر (المفضلة)