نشبت عداوة كبيرة بين سلوى وسارة بسبب الشاب مسعود، ثلاثتهم جيران في فريج واحد، وفي شارع واحد ايضا، وعلى الرغم من الصداقة الكبيرة التي كانت تربط بين سلوى وسارة الا ان تدخل الشاب مسعود بينهما جعل تلك الصداقة نارا تشعلها الغيرة.
مسعود شاب وسيم، طالب على وشك الانتهاء من دراسته الجامعية.
وقع مسعود في غرام سارة الجميلة التي تفوق سلوى صديقتها جمالا وخفة ظل، وبات يتبعها ايابا وذهابا الى مدرستها لشهور طويلة حاول التحدث معها حتى نجح ذات مرة في استيقافها وباح لها بكل ما يجيش في قلبه تجاهها.
ارتبكت الصغيرة ذات السادسة عشرة ربيعا من الخجل واسرعت والفرصة ترقص بين ضلوعها، وعلى الفور نقلت الخبر الى صديقتها سلوى واشتعلت نار الغيرة في قلب الصديقة لأنها كانت تتحرق شوقا إلى شاب وسيم جامعي مثل مسعود لحمله كل المواصفات التي حلمت بها في فارس احلامها، ولم تكتف سلوى بالاكتواء بنار الغيرة، بل خططت للاستحواذ على مسعود لنفسها.
وبالفعل نجحت في التعرف عليه والتحدث معه مرات ومرات بحجة كشف حقيقة حبيبته سارة، وخلال عدة ايام نجحت سلوى في بث سمومها في قلبه نحو محبوبته سارة بعد ان اختلقت عنها عدة قصص غرامية وادعت انها اقامت علاقات كثيرة مع الشباب، واتهمتها بأنها فتاة لعوب لا تصلح له وأكدت على كلامها بأنها صديقتها الحميمة وتعرف عنها جيدا كل صغيرة وكبيرة.
نجحت سلوى في إبعاد مسعود عن سارة ومات الحب بينهما في مهده وعندما عرفت سارة بما فعلته صديقتها دبت بينهما مشاجرة كبيرة كادت تصل الى التطاول بالأيدي وشد الشعر، لولا تدخل صديقة ثالثة بينهما لفض الاشتباك، لكن سارة قررت تحين الفرصة لرد الصفعة الى سلوى بعد ان حرمتها من اجمل احساس تعيشه فتاة مراهقة في سنها.
لم تفكر سارة في استعادة حبيبها، وإنما فقط في الانتقام من غريمتها سلوى.
ولم تجد امامها سوى بدء حرب استنزاف طويلة مع جارتها من خلال مناوشات تفتعلها بهدف المواجهة والاخذ بالثأر سواء بالايدي او بأي شيء آخر لتكون عبرة لغيرها.
بدأت سارة بإرسال خادمتها لإلقاء القمامة في فناء منزل سلوى.
وتبعت ذلك بإلقاء ماء قذر عليها من اعلى منزلها لتتسخ ملابسها اثناء ذهابها الى المدرسة، لم ترد سلوى على تلك المناوشات خوفا من اثارة الفضائح بينها وبين عدوتها اللدودة، لكن والدتها كانت لاحظت كل ما حدث سواء إلقاء القمامة في ساحة منزلهم او إغراق سلوى بالماء القذر، فهبت للدفاع عن ابنتها، واقتحمت منزل والدة سارة تسب وتصرخ فيها والمسكينة لا تعرف سبب هذا الاقتحام، فما كان منها الا ان ابلغت زوجها بما حدث عند حضوره الى المنزل فاستشاط غضبا وخرج مسرعا لملاقاة والد سلوى، وبدأ بينهما حديث عتاب ما لبث ان تطور الى صراخ ثم الى اشتباك بالأيدي وتدخل الابناء من الاسرتين لتصبح معركة دامية وقع على اثرها ضحيتين من اسرة سارة وضحية من اسرة سلوى.
استدعى احد الجيران رجل الشرطة الذين نقلوا المصابين الى المستشفى والمعتدين الى المخفر، ووجهت تهمة الضرب الذي افضى الى عاهة مستديمة لشقيق سارة الذي كسر انف شقيق سلوى، ووجهت تهمة الاعتداء بالضرب المبرح الى والد سلوى الذي أوسع والد سارة ضربا، وأصدرت المحكمة حكما بالسجن سنة مع الشغل على شقيق سارة وحكما بالسجن ستة اشهر على والد سلوى.
مواقع النشر (المفضلة)