أَسيرُ تائه معَ هذهِ الكَلِماتْ
لا أَدري إلى أينَ سَترسي بِي
ولَمْ يَعُدْ يَهُمَّني أن أَعرفْ
فَلَقدْ ألِفتُ الأمواجَ وهيَجانِها
زمنٌ طويلٌ وهي تَفِتُّ أظلُعَ عُمري
حتى أصبَحتُ بِلا عٌمرٍ
:
كَسَّرتْ أَحلامي وَأَردَتْها صَريعةْ
"اتَكأَتْ على عَصا ذاكَ الشيخَ الهَرِمْ
وَلمْ تَدِمْ طَويلاً
حتَّى سَقَطتْ جِثةً هامِدَةً
تَحكي جَريمةَ الزمنِ الذي
قامَ بتَكفِينَها
وَهي لا زال في رَيعانِ الشَبابِ
لم تُؤتِي ثِمارِها بعدْ"
*******
غَسَّلتُها بِحبرِ أَقلامي
كَفَّنتُها بأورَاقٍ من دَفترِ أَشعاري
وَأَوسدتُها تِرابَ كَلِماتي
أَنثِرُ عَليها الأَحزانَ مِنْ قَلبي
هَذا إنْ بَقَى لي قلبٌ بَعدُها
لأني أَصبَحتُ ذكرًَ]ٌُ مُتجرِّد المَشاعِرِ وَالأحاسيس
ناقِصَ عَقلٍ أَكثرُ مِنْ ذي قبلْ
لا أدري أَينَ أَتوَجهْ
وَماذا يَنبَغي أَنْ أَصنَعْ
*******
عُدَّتُ طِفلَ لا تَفقَهُ فَلسَفَةَ الزَمنِ
تَتَأبطُ بينَ ذِراعيها
حَقيبةُ الأحلامِ الوَردِيةِ مِنْ جَديدْ
تَستَيقظُ في كُلِّ صَباحٍ
لِتَتعلمْ دَرسَ الأملِ
تَستَنشِقُ أَحرِفَهُ ولا تَعي
((قَانونَ الأمَلِ))
"مَنْ لا يَملِكُ حُلماً لا يَملِكُ أَمَلاً
ومَنْ لا يَملِكُ أَمَلاً لا يَعمَلْ"
فإِذا مَا كِنتُ أَتَنَفسُ مِنهُ الأملَ قد ماتْ
فَكيفَ سيَغدوا العَمَلْ؟
لا أَخالُ إِلا وَإني أَصبَحتُ
مَعدومَ الأمَلِ
أَحتاجُ إلى قَطرَةٍ مَنْ ذَلكَ الإكسيرْ
تُحيي الحَياةَ في نَفسي
يَكفِيني الآهاتَ التي زَفَّرتُها
حتى رأيتُ أَحلامي تَنمو أَمامي
وَتعدوا إلى المُستَقبَلِ المَجهولِ
بِضحكاتٍ باسمةٍ
كانَتْ هي آخِرَ ما شَيَّعتنِي بِه
*******
أَشعرُ بالحَنينِ لَها
ليتَني استَطيعُ إعادةَ عَقارِبَ السَاعةِ
فَلو حَدَثَ هذا
لأخبئُ أَحلامي بعيداً عَنْ أنيابِ الزمن
أُكَثِّرُ مِنْ إِعتِنائي بِها
وَلَكِنْ
مَا عادَ الندَمُ يَنفَعْ
:
فاعذُريني عَلَى هَذا
لأني أُجبِرتُ على مُصاحَبةِ أَحلامٍ أُخرى
أَهمِسُ لكِ في أُذنَكِ:
هي لِيستْ بأَحلامٍ
لأنَّ نِهايَتُها سرابْ
وَلَكِنْ
هَكذا كُتِبَ لي أَنْ أَتجرَّعُ مَرارةِ
الوعودِ الكاذِبَةِ
مِنْ زمَنٍ هَوِيَّتهُ النِفاقْ
هلْ تسمَعينَني يا أَحلامي؟
أَنا يَتيمةٌ بِدونَكِ
وِانتَظرُ أنْ أَلتَقي بِكِ في جِنانِ الخُلدِ
:أَحبُكِ:
مواقع النشر (المفضلة)