يترقب جميعنا فصل الصيف فهو فصل الاجازات والانطلاق والسفر والبحر، ولكن دعونا لا ننسى ان الصيف وان كان موسم الجمال والمتعة، فهو يبقى فرصة سانحة لضربات الشمس ولفحات الحر.
والضحية الأولى.. الرضع والأطفال، ان لم نحمهم من قساوة الحر يمكننا عندها توقع الأسوأ، اطمئنوا لا داعي للهلع ثمة تدابير سهلة بسيطة لتجنب هذه الظاهرة أو ايجاد حل لها اذا ما وقعت.
في الواقع يشجع ما يعرف بالاحتقان الحراري لدى الطفل الرضيع سوء تصرف الأهل، على سبيل المثال، اذا ما بالغنا في تدفئة الطفل عبر الاكثار من لفه أو كسوه بالملابس في حين يكون محموما بعض الشيء أو حساسا للغاية، وربما ان كان ممدا على بطنه انزلق عرضا داخل البطانية أو الأغطية زدنا من حيث لا ندري امكان تعرضه للاحتقان الحراري. وفي فصل الصيف، يحدث العكس، فنجد الرضيع شبه عار وعرضة لأشعة الشمس بلا أي وقاية، ربما في سريره الصغير المتنقل أو على مقعد السيارة وكل النوافذ مقفلة.
والحالة هذه غالبا ما يدخل الطفل في غيبوبة عميقة أو وهن شديد وليس من المستبعد ان نشهد لديه اختلاجات أو تشنجات مؤلمة، وربما انحباسا للبول، وفي بعض الحالات ايضا قد يصاب بانحلال عضلي أو كبدي.
ما العمل ونحن
في انتظار الاسعاف؟
من الضروري عمل التالي ونحن في انتظار فريق الاسعاف.
يعرى الطفل من ملابسه ويرش بالماء في حين يعمد الى تهوية المكان (في حال كانت حجرة) الموجود فيه، ذلك لتبريده فيزيولوجيا قدر المستطاع، هذه التقنية هي أكثرها فعالية في حال عدم توافر تقنيات الترطيب أو التبريد المعتادة، التي تهدف الى اخماد الحمى (مثلا: حمام بين 2 الى 3 درجات مئوية ما دون حرارة الجسم ولمدة 10 دقائق)، ولابد أيضا من استعمال الأدوية المناسبة.
يفضل حاليا العلاج الاحادي مع كميات موحدة من 10 إلى 13 ملغ/كغم للاسبرين ومن 12 إلى 15 ملغ/كغم للباراسيتامول.
احيانا من الضروري تكرار الجرعات 6 مرات في اليوم لأن هذا النوع من الأدوية يعمل بفعالية طيلة 4 ساعات كمعدل.
اما في المستشفى فقد تتجاوز الجرعات الحد الموصى به لكنها تبقى ما دون الحد الضار.
ويفضل العديد من الأطباء الجرعات عبر الفم على التحاميل، ذلك لأن الجهاز الهضمي يمتصها بشكل أفضل.

نصائح يجب اتخاذها

في الصيف وتحديدا في فترات الحر الشديد يجب وضع الرضيع في مكان بارد نسبيا، وكامل التهوية، يمكن ايضا اثارة نفحات خفيفة من الهواء المنعش، الأمثل هو ترك الطفل بالحفاظ فحسب أو بملابس قطنية جد خفيفة (مع ملابس داخلية قطنية) يجب ان يشرب من الماء حصة تفوق الكمية المعتادة، تجنبا لأي تجفاف هنا، من الأفضل استبعاد الكميات الكبرى من المياه الصافية نظرا الى فقرها من العناصر المقوية، اما خارج المنزل فيجب حماية الطفل من أشعة الشمس الحارة كما في انعكاساتها على الرمال.
خارج فترات الحر الشديد، يجب عدم الاكثار من كسو الرضع بالملابس في حين يعيشون وفق حرارة ما بين ال 19 الى 20 درجة مئوية وفي محيط مشبع بالماء، بالتالي يجب تجنب البطانيات وفراش الريش وتفضيل اكياس النوم غير السميكة، ففيها يشعر الطفل براحة، لا يستطيع الزحف الى أسفل وتكون ذراعاه مكشوفتين بفضل الفتحات الابطية والكتفية، يجب تمييه الرضيع بالشكل الكافي عبر اشرابه المياه بانتظام فهو لا يستطيع التعبير عن عطشه الا بالبكاء والصراخ.
ان كان الطفل محموما، يجب اتخاذ التدابير الجسدية والعلاجية (الأدوية) بالتزامن، أولا نزع الملابس عن الطفل، ثم منحه حماما (في مياه تبلغ حرارتها درجتين مئويتين أقل من حرارة جسمه وليس لوقت أطول من 10 دقائق) يمكن ايضا استعمال أقمشة مبللة في المياه المذكورة (درجة الحرارة نفسها) أو تبريد الجسم بواسطة مكعبات ثلجية ملفوفة جيدا بقماش سميك ويجري تبديله كل 10 أو 15 دقيقة.
الوقاية من ضربة الحر أو الاحتقان الحراري لدى الأولاد الكبار يجب تلقينهم اساسا كيفية قياس مجهودهم الرياضي والتحضير لذلك عبر اتباع تدريب منتظم وتدريجي (وهنا يأتي دور التنشئة الرياضية في المدارس والنوادي) من أهم القواعد الوقائية، وجود شرب المياه والسوائل بانتظام ما قبل وفي خلال النشاط الرياضي مع اختيار ملابس خفيفة وفاتحة اللون.