هناك اعتقاد سائد وخاطئ بأن الحرباء تستطيع أن تجدد أعضاءها، والحرباء من الحيوانات المثيرة للاهتمام فعلاً، وهي معروفة بقدرتها الفريدة على التكيف مع البيئة المحيطة من خلال تغيير لونها، غير أنها لا تستطيع تجديد أعضاء جسدها، ولكن هناك العديد من الكائنات وخصوصاً اللافقاريات القادرة على تجديد جسمها بالكامل أو جزء منه خلال حياتها. وعند تقطيع الدودة المسطحة إلى خمسين جزءاً فإن كل جزء سيتحول إلى دودة كاملة، وإن بترت إحدى أذرع نجم البحر فإنها ستتحول إلى نجم كامل.

أما بالنسبة للفقاريات فتوجد مجموعة واحدة منها تتمتع بالقدرة على تجديد مكونات معقدة جداً من جسمها كالأطراف والفكين والنخاع الشوكي وحتى العينين خلال فترة حياتها، مثل السلمندر البرمائي الذي يعيش في بحيرات أمريكا الشمالية وأوروبا، وليس دقيقاً ما يقال عن قدرة السحالي على تجديد أطرافها، فهي يمكن أن تتخلى عن ذيلها للهرب من مفترسيها، وسيعود الذيل للنمو ولكنه لن يكون بديلاً تماماً كالأصلي، وإن فقدت السحلية إحدى أرجلها فإنها لن تنمو من جديد، بينما يستطيع شرغوف الضفدع تجديد الذيل، ولكنه سرعان ما يفقد هذه القدرة بعد أن يتحول إلى ضفدع بالغ.

وللسلمندر البرمائي قدرة مذهلة على تجديد أنسجته المعقدة مراراً وتكراراً وفي كل مرة يكون النسيج المتجدد مماثلاً للأصلي في المظهر والأداء، ولاتزال آلية عمل هذه القدرة لدى تلك الحيوانات، غير واضحة تماماً بالنسبة للباحثين، ولكن تم توثيق إحدى مراحل هذه الآلية لدى السلمندر بشكل جيد، وهي ما تعرف بمرحلة “التمايز” أي تراجع الخلايا المتخصصة إلى شكلها الأساسي أو الأقل تخصصاً، ولكن لم يتمكن الباحثون حتى الآن من عزل أو تجديد الخلايا الأساسية أو الخلايا الجذعية لدى هذه الكائنات.

وقد تمثل هذه المرحلة أهم مسوغات دراسة ظاهرة تجديد الأنسجة عند هذه الحيوانات، لأنها توفر استراتيجية جديدة لتنمية الأنسجة ومختلفة عن الخلايا الجذعية، ولكن هذا لا يلغي أهمية هذه الأخيرة في هذه العملية ذلك أن عملية التمييز الخلوي لدى السلمندر البرمائي غالباً ما تكون وسيلة لتجديد الخلايا في المكان الذي حدث فيه البتر. ويضاف إلى ذلك أن وجود عدد معين من الأعصاب مهم أيضاً في عملية التجديد، وبغيابها لن ينمو الطرف المقطوع، وقد تكون الأعصاب مسؤولة عن تحرير عوامل النمو أو العناصر الأخرى المساهمة في عملية التجديد.