المخدرات آفة المجتمع، تهلك الحرث والنسل، وتهلك المال والولد.
المخدرات سم يسري في جسد المجتمع، ربما لا يؤدي إلى وفاة الفرد، ولكن يبقيه عليلاً وعاطلاً عن العمل.
المخدرات مستنقع لكل الشرور ورذيلة، من يقع فيه صعب الخروج منه إلا من شاء الله.
المخدرات هي الحرب الباردة، تقتل كل يوم آلاف الأشخاص، وتهدم آلاف المنازل، وتشرد آلاف الأسر، وتفني وتمحي أمم وحضارات بكاملها، لا تستطيع الحكومات بجيوشها وعُدَّتها أن توقف زحفها وانتشارها. هنا تأتي الاستفسارات الصعبة:
كيف نمنع أبناءنا وبناتنا من الانزلاق في طريق المخدرات ؟
كيف نمنع الظروف التي تقودهم إلى ذلك النفق المظلم؟
كيف نمنع الفراغ والدلال والحرية الزائدة عن الأبناء؟
ومن الجانب الآخر.. كيف نمنع القهر والظلم والكبت وتقييد الحرية؟
كلها ظروف تقودهم أحياناً إلى المخدرات.
كيف نتعامل مع هؤلاء الأبناء والبنات لتجاوز تلك الظروف؟ هل نصنع لهم مدينة أفلاطون الخالية من المشكلات والتعقيدات حتى يستطيعوا العيش في سلام؟
وفي المقابل تقول نظريات التربية: يجب أن يُعطى الأبناء والبنات فرصة لحلّ الكثير من المشكلات الأسرية، حتى نستطيع أن نصنع منهم رجال ونساء المستقبل. ولكن في المقابل نرى في أرض الواقع أننا لم نصنع رجالاً ونساء، بل أبناء منحرفين لم يتحملوا ضغوط الحياة، فانحرفوا إلى طريق الهلاك والمخدرات.
نحن نرى بأم أعيننا شباباً يحترقون بنيران سجائر الحشيش، وشباباً يموتون يومياً بإبر الهيروين، وشباباً أصبحوا عاطلين عن العمل وعن الحياة وعن المجتمع وعن الإنجاب.
أصبح عندنا شباب من الجنسين يعمل ضد التيار بعد أن أصبحوا معول هدم في جسد المجتمع، يصرفون الآلاف من الريالات لجلسة مزاج واحدة، وبعدها ينامون لساعات طوال، وهكذا تمر الحياة، ربما يسرق وربما يتنازل عن أملاكه وشرفه وكرامته من أجل المخدرات. إن نظرة واحدة إلى مستشفيات الأمل في المملكة تحزن؛ نظراً إلى العدد الكبير من ضحايا إدمان المخدرات.
كيف نستطيع أن نتعامل مع أبنائنا في عصر متغير سريع الإيقاع، لا يقبل الحزم ولا اللين؟ زمن سريع في جريه، يحتاج إلى أسلوب جديد في التربية، ولكن حتى هذا الأسلوب صعب في زمن يكشر عن أنيابه بقسوة.
مواقع النشر (المفضلة)