[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ومالله بغافل عما تعملون


احكم/احكمي نفسك

النفس ليس لها ضابط إلا صاحبها ، فهي كسولة ، خمولة ، تشتهي المعاصي
والسوء ، لا تستقر على رأي ، إذا هوت شيئا طوعت له كل طاقة
وإذا عافت أمرا نصبت له شراكا جسورة .
فكن حاكما حازما في قيادتها تسلم ، قال تعالى :

((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ))


( هَيتَ لك )

تقول امرأة العزيز ليوسف عليه السلام : هيت
قال : معاذ الله

وكلمة هيت لك فيها من الجذب والإغراء والفتنة ما يقود النفس الأمارة
للاستجابة ، ولكن الله سلم وعصم ولطف.
ويا لمقام يوسف عليه السلام ، وقوته وصلابة عزيمته وجلالة نفسه
يوم هزم هذا الإغراء الفاتن بالكلمة الطاهرة الخالدة ، معاذ الله .
وياليت كل مسلم إذا ماجت أمامه الفتن وتعرضت له الإغراءات

أن يفزع إلى : معاذ الله ليجد الحفظ والصون والرعاية

ويحتاج المسلم كل وقت إلى عبارة معاذ الله ،
فالدنيا بزخرفتها وزينتها تناديه : هيت لك
والمنصب ببريقه وطلائه يصيح : هيت لك
والمال بهالته وصولته يقول : هيت لك
والمرأة بدلالها وحسنها وسحرها تعرض نفسها وتصيح : هيت لك

فمن ليس عنده معاذ الله ماذا يصنع ؟

وإن الفتنة التي تعرض لها يوسف لهي كبرى ، وإن الإغراء الذي لقيه
لهو عجيب ، فهو عليه السلام شاب غريب في الخلوة وفي أمن الناس
لأنها زوجة الملك ، ثم هي مترفة متزينة ذات منصب وجمال وشرف ومال
وهي التي غلقت الأبواب ودعته إلى نفسها فاستعصم ، ورأي برهان ربه

ونادي : معاذ الله

فكان الانتصار على النفس الأمارة والهوي الغلاب ، فصار يوسف مثلا
لكل عبد غلب هواه ، خاف ربه ، وحفظ كرامته ، وصان عرضه.
ونحن في هذا العصر بأمس الحاجة إلى مبدأ :

معاذ الله

فالمرأة السافرة ، والشاشة الهابطة ، والمجلة الخليعة ، والأغنية الماجنة
كلها تنادي : هيت لك
وجليس السوء ، والصاحب الشرير ، وداعية الزور ، وشاعر الفتنة
كلهم يصيحون هيت لك
فإن وفق الله وحصلت العناية ، وحلت الرعاية صاح القلب
صيحة الوحداني : معاذ الله.


" كلمات للشيخ د : عائض القرني "


((م ـــنــقــولـ للامـــــان ـــه ))
أختكمـــــــــ//وداعا ً للحب[/align]