بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اسمع قلبك

إلى ملكِ الملوك

وهو يناديكَ أنت

وأنت من أنت؟


أسمع إلى جبارِ الأرضِ والسماواتِ وهو يخاطبك أنتَ


أسمع للغفورِ الودود الرحيم الرحمن وهو يقول


(قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسِهم لا تقنطوا من رحمةِ الله، إن اللهَ يغفرُ الذنوب جميعاً إنه هو الغفورُ الرحيم)

الله بعظمته وجلاله ينادينا نحن عباده ليغفر لنا ذنوبنا ؟؟

ثم لا نبالي بنداء الله سبحانه وتعالى الينا ؟؟

الا نستحي من الله

الا نخجل من أنفسنا عندما لا نشكره ونبارزه سبحانه وتعالي بالمعاصي

ويقولُ سبحانه في الحديثِ القدسي

{يا عبادي إنكم تذنبونَ في الليلِ والنهار، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعا، فاستغفروني أغفر لكم }

يقولُ الله في الحديثِ القدسي الآخر

(يا ابنَ أدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرتُ لك على ما كانَ ولا أبالي، يا أبن أدم لو بلغت ذنوبَك عنانَ السماء، ثم استغفرتني غفرتُ لك على ما كان ولا أبالي، يا أبن أدم لو أتيتني بقرابِ الأرضِ خطايا ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لقيتكَ بقراب الأرضِ مغفرةً)

الى هذه الدرجة الله يحبنا ..!!!!!

ولكن هل نحن نحبه بنفس الدرجة؟؟؟

إن أسعد لحظات الدنيا

يومَ أن تقفَ خاضعاً ذليلاً خائفاً مستغفرا باكيا

فكلماتُ التائبينَ صادقةُ

ودموعُهم حارةُ، وهممهم قوية

ذاقواُ حلاوةَ الإيمانِ بعد مرارةِ الحرمان

ووجدوا برد اليقينِ بعد نارِ الحيرةَ

وعاشوا حياةِ الأمنِ بعد مسيرةِ القلقِ والاضطراب

فلماذا تحرمُ نفسكَ هذا الخير وهذه اللذة والسعادة ؟

فإن أذنبتَ فتب، وإن أسأت فأستغفر، وإن أخطأت فأصلح فالرحمةُ واسعةٌ والبابُ مفتوح

قلي بربك من مثلك إذا فرح الله بك ؟

وإذا احبك الله فما عليك ولو أبغضك من في الأرض جميعاً

من مثلك ... يفرح بك الله و يحبك

الله الذي له مقاليد السماوات والأرض

المتصرف الوهاب ، الذي إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون

و من كان الله معه فما الذي ينقصه ؟

إن يكن معك الله فلا تبالي ولو افتقدت الجميع

فهو سبحانه (( نعم المولى ونعم النصير )) الأنفال

معك من لا يهزم جنده

معك الذي يعز من أطاعه ويذل من عصاه

الذي لا يُقهر سلطانه

ذو الجبروت والكبرياء والعظمة

معك الكريم الواسع المنان الملك

العزيز القهار سبحانه وتعالى

ما أتعب الناس الذين هم يلهثون وراء الشهوات والمحرمات بزعمهم أن في ذلك

السعادة والفرح إلا بعدهم عن الله ، وإلا لو عرفوا الله حقاً ما عرف الهم

والضيق طريقاً إليهم ولأيقنوا أن السعادة لا تستجلب بمعصية الله

أين نحن عن قوله تعالى

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم
بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)

وعن قوله - (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ)

ألم تستوعب إلى الآن حقيقة الدنيا

وأنها دار ممر وليست دار مقر

وأنها ميدان عمل و تحصيل ثم توفى كل نفس ما عملت

إن خير فخير وإن شراً فشر

أتظن أنك وحدك القادر على ارتكاب الحرام أتظن أن الذين لزموا الطاعة وصبروا على

شهوات الدنيا لا يقدرون على ارتكاب الملذات من الحرام ؟

بلى هم يستطيعون ذلك لا يمنعهم شيء لكنهم يخافون الله ويرجون ثوابه ويصبرون

قليلاً ليرتاحوا كثيراً فكن معهم تجد السعادة في الدنيا قبل الآخرة

قل للنفس كفى ما كان

واعزم على هجر الذنوب واسلك طريق العودة

فإن لم تتب اليوم فمتى ستتوب وإن لم تندم اليوم متى ستندم ؟

عد إلى الحق واستجب له ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تكون من الذين يتمنون

الموت من فرط العذاب فلا يستجاب لهم أتدري لماذا ؟ لأنهم أتاهم الحق فما

استجابوا له قال الله تعالى - (وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم
ماكثون ، لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون )

كلنا يعرف الآية

التي كان أصحاب القلوب السليمة يبكون منها طوال ليلهم ونهارهم الا وهي قوله تعالى

( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ، ساء ما يحكمون )

اجترحوا السيئات : أي وقعوا فيها ولو أنهم كانوا مسلمين

فصافي القلب ....ليس كمن يشوبه بعض الكدر .... وذلك عند الله غداً

فهل ياترى هل نحن على طريق أفضل من طريقهم ؟؟ أم أنهم خافوا ... فبكوا

ونحن غفلنا فأخطأنا وجاهرنا

والرسول صلى الله عليه وسلم لم يمت إلا وقد حذّرنا من المعاصي

والنفس مفطورة على كرهها ... وبغضها

فلماذا الخطأ ...... ؟؟؟؟؟

لماذا الإقحام بالجسد الضعيف على النار ... وهي لا تقوى ..؟؟؟

لماذا نحارب الله ونبارزه بالمعاصي .... وهو خلقنا لطاعته ..؟؟

لماذا ...؟؟؟

أفيها خير لنا ..؟؟

أم أن الله لا يريد بنا اليسر والخير حين حرّمها ..؟؟

دمتــم في حفــظ الله ورعايته

منقووول للفـــائدة